يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 13:49
المحور:
القضية الفلسطينية
راقدٌ بحجرته
يوسف عودة
بدا كل شيء وكأنه لم يتغير ولم يتبدل، يعتمد الرتابة والكسل في تنفيذ مهامه وأعماله بالحياة، فأخذت الأشياء تتراكم من حوله، وتتزاحم ممرات بيته وأركانه وزوايا المختلفة بأغراض كثيرة، منها الصالح والمفيد ومنها ما هو دون ذلك، وتراه بين الفنيةِ والأخرى يقول في قرارة نفسه لا بد لي من حملة تنظيف وترتيب، ويقرر ذلك ويصمم على التنفيذ بلحظتها، وما أن يبرد عوده حتى يعود لسابقته يتململ ويتمطى ويركن إلى زاويته، التي لا تحوي غير فرشته البالية وغطاؤه الممزق.
والغريب بالأمر! أن الكثير من الناس بدأوا وإلى حد كبير يشبهونه في عاداته ويقلدون أعماله، فأصبحوا يفضلون الظل والإنزواء تحت المظلة على الوقوف بالشمس التي تمدهم بالطاقة، فباتوا مفرغين من قواهم كالبطارية المستخدمة بالسيارات، لا مولد يعمل كي يمدها بالشحن المطلوب، فضلا على أنها أستظلت بغطاء السيارة، فأخذت نفساً عميق وراحت في سباتٍ مميت، رغم كثرة المحاولات المتكررة التي قام بها صاحب السيارة، أملاً في إيقاظها ولكن لا حياة لمن تنادي.
للوهلة الأولى، من يقرأ المقدمة البسيطة يعتقد بأنني ذاهبٌ لكتابة مقالا أدبي، أو على الأقل يحوي بين طياته بعض التشبيهات والصور التي تقرب له بعض الأمور المعاشه أصلاً، بقليل من الأمل والتفاؤل، وأنا ايضا كذلك كنت أرغب بهذا وسعيت له، ولكن وبشكل تلقائي رأيت الصور الحقيقية لواقع مؤلم نعيشه يوميا دون حلول أو حتى على الأقل دون وجود ثغرة ولو بسيطة للتنفيس على أنفسنا لإراحة ما تبقى منها. والحقيقة أن الجميع بات لا يعرف السبب، هل هي أسباب شخصية تخصه وحده، أم أسباب عامة تهم وتعني الكل؟ الكل الذين أصبحوا تائهين في بحرٍ ذو أمواج عاتية، تصارع كل من يحاول الإبحار، فلا يستطيع التجديف بشكل يمكنه من النجاة هو ومن معه.
بإعتقادي البسيط نحن مُدركين وبشكل قاطع ما نحن فيه، ومُقدرين وبشكل كبير المواقف التي نحياها، ومُقرين صعوبة الوضع والمأساة التي بدأت تنهش بنا، لكن رغم كل هذا، إلا أن هنالك باب فرج، أساسه إتحادونا وأركانه تعاضدنا وتعاوننا، وسقفه حد السماء توكلا على الله، بهذا لنا أن نرتب بيتنا، ونصارع بحرنا حتى نصل أرض النجاة.
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟