سميرة الوردي
الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 11:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( حبري أسود فلا تطلبوا مني أن أرسم قوس قزح )
محمد سعيد الصكار
مازالت رسالته لي تتردد في أصداء نفسي طالبا مني الكتابة عن أبي ، مما دفعني الى أن أستجمع شتات أفكاري ، محاولة تدوين أهم ملامح ماحدث في طفولتي ،
لم أكن أعرفه عن قرب ولكن طلبه أشعرني بأن هناك من يهتم لأمر من رافقوه أو سبقوه في مضمار الإبداع والعطاء .
أأبكيك كما بكيت أبي من قبلك ، أنتم يامن حملتم هموم الوطن في أعماقكم .
أم أبكي زمنا ووطنا أضاع أجمل وأحسن أبنائه في منافي الداخل والخارج .
غدا أو بعد غد سيُحمل نعشك الى الوطن الذي غربك !
غدا وبعد غد سوف لن تُحاسب على أفكارك !
أأوصيتهم بالعودة الى نقطة الهروب من الجحيم !
ألم يعد هناك جحيم يطاردك !
إنها النهاية إذاً .
ولكن كلا ماهي سوى ماقبل البداية ، لشعب وعى وسيعي أهمية الحياة التي يسودها العدل والقانون ، الحياة التي يكون للفن والأدب المكانة الرفيعة ، لأنهما المرآة الصادقة ، تنعكس من خلالهما حياة الأمم والمجتمعات في تطورها وفي انحدارها .
رحلت يامن حملت راية الإبداع عن جيل لايمكن تعدادهم جيل كنت ومن سبقك من أشد المدافعين عن حق الشعب في الحياة والحرية جيلا كانت تزهو بكم حدائق اتحاد الأدباء وأروقة أنصار السلام ومسارح بغداد ومطابعها .
جيلا حمل الراية ليسلم أمانته الى من يستلمها ، ولكن عبثت بها وبتلك الأماكن ريحٌ عاتية ، ورغم كل شيء مازالت هناك أنفاسٌ ستحمل الراية ، وما هي الا سحابة سيلويها ازدهار الحياة .
رحلت تاركا في قلوب من عشق الفن والأدب حزنا وشوقا أحالنا الى ظلال تائهة .
و ستبقى حروفك قوس قزح في سماء الوطن .
#سميرة_الوردي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟