فريدة النقاش
الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 08:35
المحور:
القضية الفلسطينية
ليس من العدل أن يترك العرب “القدس” لتضيع شبرا شبرا، ويظل سكانها الفلسطينيون يقاومون – وحدهم – ببسالة منقطعة النظير عمليات الطرد والتهجير وبناء المستوطنات والعدوان اليومى على المسجد الأقصى بهدف إخلاء المدينة من الشعب الفلسطينى وتوحيدها لتصبح عاصمة أبدية لإسرائيل كدولة يهودية خالية من “الأغراب” كما تحلم إسرائيل.
قال “ريتشارد فالك” مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية “إن السياسة الإسرائيلية تحمل سمات غير مقبولة للاستعمار والتمييز العنصرى والتطهير العرقي، وفقد أكثر من 11 ألف فلسطينى الحق فى العيش فى القدس منذ عام 1996 بسبب ما فرضته إسرائيل من قوانين إقامة لصالح اليهود إذ تبطل تصاريح الإقامة للفلسطينيين، وقد أخذت إسرائيل تكثف الاستيطان فى المدينة وهو غير شرعي”.
ووثق مركز أبحاث الأراضى 1046 حالة هدم مساكن للفلسطينيين من عام 2000 لعام 2011 بذريعة أنها غير مرخصة.
أدى الانشغال بالثورات والانتفاضات العربية فضلا عن اتفاقيات الصلح المنفردة مع إسرائيل التى سبق أن عقدتها كل من مصر فى كامب ديفيد والأردن فى وادى عربة وفلسطين فى أوسلو، أدى كل ذلك إلى تراجع القضية الفلسطينية إلى موقع متأخر فى جدول أعمال العمل العربى، رغم تكرار القول فى مؤتمرات الجامعة العربية وقممها أن فلسطين لا تزال هى القضية المركزية والمحورية للعرب، وهو ما أكده الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية مجددا فى الكويت قبل يومين، ويظل هذا التأكيد كلاما.
ومما زاد الطين بلة هذا الانقسام المأساوى الذى حدث فى صفوف المنظمات الفلسطينية بين فتح وحماس، ومحاولة الأخيرة إقامة إمارة إسلامية فى غزة متخاصمة مع الضفة ومع مصر ورافضة لكل وساطات المصالحة مع السلطة الفلسطينية مفضلة البقاء كشوكة فى ظهر الجيش المصرى الذى يحارب القاعدة والإرهاب فى سيناء، ودعم حكم الإخوان المسلمين الذى أسقطه الشعب المصري، وأوغرت هذه الممارسات الخرقاء لحماس وارتباطاتها الإقليمية والدولية المعادية للشعب المصرى صدور المصريين، ومع ذلك لم تنجح فى تغيير تأييد الشعب الثابت للقضية الفلسطينية.
وهناك حاجة ملحة الآن أن تعقد الجامعة العربية قمة خاصة للقدس تضع أجندة عمل بآليات تنفيذ واضحة لحماية المدينة قبل أن تنشأ الدولة الفلسطينية ولا تجد لنفسها عاصمة، ومما يساعد على نجاح العمل العربى الجدى من أجل فلسطين أن العالم يشهد تصاعدا لعمليات عزل إسرائيل باعتبارها دولة عنصرية معتدية يلفظها المجتمع الدولي.
#فريدة_النقاش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟