أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - محتاجون إلى يسوع














المزيد.....

محتاجون إلى يسوع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 21:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنا محتاجٌ إلى مشورتك, ومحتاجٌ إلى كلماتك, محتاجٌ إليك لكي تفديني بدمك المراق على الصليب, محتاج جدا للعبور إليك من عالم الظلمة إلى عالم النور, محتاجٌ إليك أو للعبور إليك من عالم اغتصاب الأطفال إلى عالم تكون فيه الرحمة أعظم من النقمة علينا , محتاج للحب, محتاج للعطف ومحتاج لنسيان الماضي بكل أحزانه , ومحتاجٌ إلى بركتك, محتاجٌ إليك لكي أخلص نفسي, محتاجٌ إليك لكي أقهر الشر الذي بداخلي, محتاج إليك يا يسوع لكي أطهر نفسي, لكي أتخلص من شرودي الذهني, محتاجٌ إليك لكي أستطيع الوقوف على قدمي, محتاج إليك لكي أُسعدَ نفسي, بدونك تنهارُ الأرض من تحتي وتسقط السماء من فوقي.

ومن حقك عليّ أن أُعرّفَ النابسَ عليك كما عرفتك أنت, ومن حقك أن أكلمهم عنك وعن عالمك الذي تعارفتُ عليه, لكي أدخل السعادة إلى قلوبهم كما أدخلتها أنت إلى قلبي, ومن حقك أيضا أن أبوح بأسرارك إلى الناس كافة لكي يتخلصوا من أوهامهم ومعاناتهم, فهذه المعاناة التي يعانيها كل الناس لن تنتهي بدون أن يعرفوك معرفة حقيقية, وطالما أنا عرفتك حق المعرفة من الواجب عليّ أن أروي للناس قصة التعارف عليك وما معنى أن تكون يسوعيا , أنا حزين جدا بشأن الناس كلهم وأشعرُ بأنني أتحمل مسئولية عدم معرفتهم بك, يجب أن يعرفوك كما عرفتك, يجب أن أبوح لهم بالسعادة التي أدخلتها إلى قلبي يوم عرفتك وخلصتني من الشرير, يكاد رأسي أن ينفجر كلما فكرتُ في هذا الموضوع, يجب أن تظهر في حياة الناس كما ظهرت في حياتي,يجب أن يتخلص الناس من أوهامهم كما تخلصتُ أنا من أوهامي,ويجب أن يتخلصوا من الآلام كما تخلصت أنا من آلامي بفضل معرفتي الحقيقية بك..يجب أن يتخلص الناس من الحزن الذي هم فيه, ويجب أن يتناولوا دواء من دوائك الشافي رغم أنك لا تحمل بيدك سماعة الطبيب.

مشيتُ يا يسوع من أول الليل إلى آخره, وجئتُ إليك مهدود القوى, بقلب جريح وبعينٍ تدمع ولا تكفُ عن البكاء وبقلبٍ لا يكف عن النزيف, جئتُ إليك بقلبٍ لا يكف عن الصراخ,كل الناس ذبحوني, وكل الأشرار غرسوا في صدري سكاكينهم البيضاء, ذبحوني بدم بارد, قطعوا لساني, وقطعوا رزقي, وقطعوا رأسي, قطعوا كل عضوٍ من أعضاء جسدي, وفي النهاية نشروني بالمناشير الحجرية والخشبية, وبصقوا في الصحن الذي أطعمتني أنت منه, لفوا أحبالهم حول رقبتي, وذبحوني ولم يسموا على ذبحي, كان الجرحُ طويلا وعميقا جدا, يصلُ ما بين البحر الأبيض والبحر الأحمر, هنالك ازدحمت السفن وارتفعت رايات القراصنة, وكان الألم مريرا , وكانت الأيام تغدر بي كلما سنحت لها الفرصة في ذلك, وكنت أنا قبل أن أعرفك عبارة عن تائه وحائرٍ لا يعرف شيئا, ولم أكن أثق بأحد وأنت الإله الوحيد الذي وثقتُ به , علمتني أن هنالك دائما في آخر النفق بريقٌ من ألم وبقايا أضواء مجتمعة هنا وهناك, وعلمتني بأن الحياة قد تغدو جميلة إذا جملناها بعيوننا وبقلوبنا, وبعدها وبعد أن تسربت أنتَ إلى قلبي تغيرت حياتي كلها للأبد, صرتُ آكل وأشرب بشهية مفتوحة للطعام , وصرتُ أشرب الماء بشهية أخرى مفتوحة أكثر من أي وقتٍ مضى, لقد جئت لي يا يسوعي في الوقت المناسب بعد أن كادت روحي أن تخرج مني.

جئتُ لأشرب من مائك وكان العرق يتصبب من بويصلات شعر الرأس, كانت قدماي في حالة انهيار تام ولا تقدر على حمل وزني, فحملتني أنت , ومنحتني الحياة التي أرجوها وفتحت لي آفاقٍ عالية لا يقدر أن يصل إليها أحد, كنتُ قبل ذلك مسكونٌ بهاجس الخوف من كل شيء, كنتُ جبانا أخاف أن أتعارف عليك خشية أن يقتلني قومي, ولكن كل هذا انتهى وللأبد, لأنك أنت الأمنُ والأمان والراحة الأبدية..جئتُ إليك يا يسوع وأنا كلي أمل, فلم تخذلنِ ولم تدعنِ أعود خائبا, كادت حرارة الشمس أن تحرقني من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين, كاد البحرُ أن يبتلعني وكادت الأرضُ أن تأكل بقايا جسدي , وكادت الأحزانُ أن تخنقني وكاد الخوف أن يعتصرني شبرا شبرا.

المشوار الطويل لم ينته بعد, أو هو لم ينتهِ منا بعد, والسكين التي ذبحتنِ لم تنتهِ بعد من ذبحي , والرصاصة التي اخترقت جسدي لم تنتهِ بعد من قتلي,والذين صلبوني لم ينتهوا بعد من صلبي, والأيام تدور والسنين تمضي وتبقى الجراحُ هي الجراح ويبقى الألم هو الألم, ولا أحد يريحنِي من ذبحي إلا أنت يا يسوع ..بدونك لا أستطيع أن أدبر نفسي أو أن أدير نفسي, بدونك لا أستطيع أن أنام أو أن أصحو, يا يسوع, كنت وما زلت بحاجة ماسة إليك, حتى ملابسي لا استطيع أن أرتدها بدون معونتك لي,كنت وما زلت بحاجةٍ إلى مشورتك ورعايتك الأبدية, كل الذين مروا من هنا مروا على عتبات نورك, بابك لا يغلق, وأنت النافذة الوحيدة التي أعرفها وأنت النافذة الوحيدة التي أطلُ منها على هذا العالم, أنت الرئة التي أتنفسُ منها..لا أعرف بابا غير بابك ولا سقفا غير سقفك يحميني من حر الشمس ووقع المطر, ولا طريقا غير طريقك ولا دربا حزينا غير دربك, كل الطرق جربتها وكل الأبواب طرقتها فلم يفتح لي أحدٌ كما فتحت لي بابك, وجربتُ كل الوسائل التي تخلصني من الحزن فلم يخلصنِ غيرك..كل الناس خذلوني وكل الناس طردوني, وأشكر كل الذين طردوني وكل الذين خذلوني, لأنهم أتاحوا لي فرصة التعارف عليك.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيح أعظم شخصية عرفها التاريخ
- أبانا الذي في السموات
- ست الحبايب
- لم أرَ مثل أمي
- أمي على المائدة
- الملائكة أصدقائي
- قليل من الخمر ينعش القلوب
- القطيعة مع التراث
- المسيحية صالحة لكل زمانٍ ومكان
- مفتاح السيارة
- اخترنا لكم:قصة للكاتب الرائع انطوان تشيكوف :
- التعليم البنكي في الدول العربية الإسلامية
- تجميل صورة الإسلام
- الأم هي أثمن شيء في المنزل
- صعوبات التربية والتعليم في الوطن العربي
- الأنظمة السياسية العربية المنهارة
- حضور يسوع في حياتي
- دوري في هذه الحياة
- من أنا بدون يسوع؟
- الألم جزء من حياتي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - محتاجون إلى يسوع