أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي سلمان - الفنان فهد الصكر يعيد بناء ذاكرة الامكنة














المزيد.....

الفنان فهد الصكر يعيد بناء ذاكرة الامكنة


غازي سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 16:50
المحور: الادب والفن
    


غالبا ما بقي الاشتغال بالنحاس ( الطرق على النحاس ) مقتصرا على تناول الموروث الفولكلوري والتراثي ، كحرفة متوارثة عبر أجيال لصناعة الادوات مقترنة بجمالية التزيين ، نقش الزخرفة مثلا ، وكفن فانه تناول الأمكنة القديمة وايات القرآن الكريم الحرف العربي ، كثيمة رئيسة ، برؤية انطباعية وتجريدية على حد سواء .
واعتقد ان أي من الفنانين العراقيين ممن اشتغلوا على هذا الفن لم يكن الاّ من الزوار او الزبائن الدائميين لسوق الصفافير في بغداد او في محافظات اخرى، من حيث كونه المدرسة الاولى لتعلم فن الطرق على النحاس كمهنة. هذا السوق الذي انشأه الخليفة العباسي ( المستنصر بالله ) إضافة الى أسواق لحرف أخرى مجاورة له.
حين كنا مارة دائميين، على شارع الرشيد أواخر السبعينات من القرن الماضي كان هذا السوق صومعة مقدسة تنبغي زيارته، وإذ نكون معا ( أنا و فهد الصكر ) كان فهد ،، الأكثر إنشداداً في مراقبة انهماك الحرفيين في العمل ،وتأملا للأدوات النحاسية المعروضة ، الأواني المنزلية وأباريق الشاي والكاسات والملاعق وإطارات الصور والفوانيس النحاسية ذات النقش عليها كانت المتدلية منها تتراقص على ايقاع طَرَقات مطارق الحرفيين المهرة التي لا تنقطع .
لم أكن اعلم بأن فهد الصكر كان ينمّي عشق حرفة العمل على النحاس كحرفة ، وليمتلك موهبة الفنان ممتزجة بها ، الاّ حين وجدته يعرض بضع لوحات ضمن ( بسطة كتب ) في شارع المتنبي في احد ايام اوائل الثمانينات ، وهي فترة كان فيها الحصول على رقائق النحاس نادرة جدا ، حيث احتكر النظام الديكتاتوري النحاس لأغراض التصنيع الحربي . في الوقت الذي كان يُوزّع على الحرفيين من خلال الجمعية التعاونية للحرف والصناعات الشعبية منذ عام 1959 بانتظام.
ان اشتغالات الفنان فهد الصكر على النحاس كان يمكن ان تكون مجازفة ، فهي حرفة تحتاج الى دربة ومهارة لابد من إتقانهما فكيف اذا امتزجت بالفن التشكيلي، ويبدو ان فناننا تجاوز أزمة المجازفة بنجاح.
في معرضة الأخير الذي أقامه في المنتدى الثقافي في شارع المتنبي يوم 21/3/2014 والفنان فهد الصكر لا يتوقف عند حد الموائمة بين الحرفة وجمالية التشكيل الرائعة ، بين الوظيفة الأساسية للفن وإتقان الحرفة بمعنى أخر ، من خلال تطويع مادة النحاس مستلهما ما تبقى من ارث الأمكنة المتداعي، الأمكنة البغدادية القديمة ذات الشناشيل، ويضمّنها بالحرف العربي من أبيات للشعر أو الآيات القرآنية،تلك الأمكنة التي ارتبط الفنان جدليا ، زمانا ومكانا ، وهي تومئ لنا بالرحيل او الغياب جراء تقادم الإهمال، لتولد من بين أصابعه الخشنة تشكيلات حرفية فنية تماهي روعة الأمكنة كما يحلم بها ان تكون ،
فهو لايخترع موضوعاته .. بل يعيد إنشاءها ،، خلقها ،، ويحاول بناء امكنتها من جديد. برؤية انطباعية وتجريدية ، في محاولة لإيقاظها من غيبوبة او موت يتهددها . انه يدق إسفين ذكرياته ورائحة صباه في اللوحة ، التي ارتبط بها حد العشق ،
انه حين يطرق على النحاس فانما ينقر على ابواب الذاكرة .



#غازي_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورٌ لوجهٍ واحد
- الذي رحل قبل الموت
- (................)
- ما تبقى لأمرأة
- معرض فني مشترك .. ومشتركات
- طرق الصمت / قصيدة
- الديكتاتورية ..التطابق والتغيير : قراءة في رواية
- قراءة في رواية الحب في زمن الكوليرا
- واقعية النموذج .. قراءة في رواية السمان والخريف لنجيب محفوظ
- في حضرة الفن البدائي
- الشعوب العربية وتحقيق الذات المستقلة
- قصيدة
- لبيا ضنا رؤى


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي سلمان - الفنان فهد الصكر يعيد بناء ذاكرة الامكنة