خالد غميرو
الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 08:06
المحور:
كتابات ساخرة
أريد أن أتحدث عن موضوع مختلف لا علاقة له بالسياسة، فأنا كما لا تعلمون لم أعد أحب السياسة والسياسيين وما يتحدثون عنه، خصوصا في هذه الأيام، لذا اخترت موضوعا بعيدا عن ما يتعلق بالسياسة، وبأي أحداث يتحدث عنها الجميع الآن، كاختفاء الطائرة الماليزية مثلا، أو البترول الذي أكدوا أنه موجود في بلدنا بكميات هائلة، و الموضوع الذي أريد أن أكتب عنه بعيد تماما عن كل هته المواضيع الحساسة ذات الراهنية، فموضوع هذا المقال له علاقة بالسحر والسحرة، فكما تعلمون أن الساحر هو ذاك الذي يشتغل في السرك ليمتع الجمهور بألعابه المبهرة والرائعة، التي تخطف العقل وتجعله غير مصدق لكيف يقوم بحركاته و بألعابه، ويجعلك تظن أنه إنسان خارق يمتلك قدرات خاصة لا يمكن لأحد أن يمتلكها، لكن إن دققنا قليلا في ما يفعله ويحتاجه الساحر ليكون مبهرا هكذا، سنجد أنه يجب أن يخفي الأسرار والحقائق بالخداع والكذب كي لا نستطيع رؤيتها، فالساحر يحتاج القدرة على خداع وتمويه جمهوره لكي يظل مبهرا وينتج ما يسمى سحرا، و يجب أن يشتت الانتباه بحركات أخرى كي لا ينتبه أحد إلى الطريقة التي يصنع بها لعبته الساحرة وإلى الأسرار التي يخفي (من وجهة نظر الجمهور)، فكل ما امتلك الساحر عدد كبير من الأسرار، أي الحقائق، يستطيع اللعب بعقول جماهيره و إبهارها وإلهاءها باستمرار، فهو يعرف جيدا كيف يخدعها و يشتت انتباهها، وأكيد عندما يكشف الجمهور خدعه و الأسرار التي يخفي، لن يستطيع أن يكون مبهرا و ينتج سحرا.
ربما تقولون مع أنفسكم أني أريد أن أقول أن لعبة الساحر تشبه لعبة السياسي، و أن السياسية مثل السحر تعتمد على الخداع والكذب وإخفاء الحقائق، في الحقيقة أنا لم أقل هذا و لم أقم بأي مقارنة، لكن يمكن أن تقوموا أنتم بالمقارنة، خصوصا إذا كنتم ممن يتحدثون ويهتمون باللغز المبهر لاختفاء الطائرة الماليزية، و البترول الذي يمكن أن يوجد أو لا يوجد على حسب ما الذي تنتظرونه من وجوده، المهم أني التزمت بالموضوع ولم أتحدث عن السح..عفوا السياسة.
#خالد_غميرو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟