أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - يالطا ومالطا وسواستوبول..!















المزيد.....


يالطا ومالطا وسواستوبول..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتابع معظم المراقبين السياسيين ما يجري من أحداث في أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم بالذات ، وفي الوقت الذي أصبحت فيه الأزمة السوريّة أزمةً مزمنة ومستمرة بعد إنقضاء ثلاث سنوات على نشوب الأحداث نستطيع القول أن الروس نجحوا بعد تدويل الأزمة في منع إخماد النيران هناك لحد الآن وبعدما نشبت الأحداث في أوكرانيا أصبح من المناسب أن يقول أحد الطرفين للآخر إن كنت تريد هذا فدع ذاك أي كما نقول باللهجة الدارجة : )اللي يريد شي يعوف شي(.لا نعلم ماذا سيجري بالضبط لحد الآن ولكننا نعلم أن الروس قدّموا ملايين المقاتلين في الحرب الثانية وكان من أهم المواقع التي دافعوا عنها هي ميناء سواستوبول أو سيفاستفول الواقع في شبه جزيرة القرم حيث مقر الأسطول الروسي الدائم وقد كتب شاعرنا الكبير الجواهري قصيدة معروفة أيام تلك المعارك الطاحنة ومنها:
يا "سواسبولُ " سلامُ........لا ينل مجدكِ ضامُ
لا عرا السيفَ حُساما..........ذرِبَ الحدّ انثلامُ
لا ينل منكِ بما ...........أُذيتِ في الله اهتضامُ
لكِ فيما يُنقِذُ العالمَ ...............روحٌ وجمامُ
في الضحايا الغرِّ من ..........آلكِ للحقّ دعامُ
كلُّ شبرٍ فوقهُ من ............جُثَثِ القتلى وسامُ
.......إلى آخر القصيدة المعروفة والتي كتبها عام 1942 إبّان المعارك الطاحنة التي كان الروس وأسطولهم البحري يدافع فيها عن تلك المدينة التي تُعتبر المنفذ الوحيد للروس على المياه الدافئة
والآن ولا نريد أن نرجع إلى الصراع القديم بين العثمانيين وروسيا القيصرية
في تلك الأيام الخوالي، ولكن بعد أن كانت نهاية الحرب الثانية قد تحدّدت وتم رسمها في مؤتمر” يالطا” وهي إحدى مدن شبه جزيرة القرم المهمة أيضا حيث إلتقى الزعماء الكبار روزفلت وتشرشل وستالين وبعد أن تعلمنا أن محل إنعقاد المؤتمرات واللقاءات من مثل هذا المستوى الرفيع جدا والفائق لا تتم جزافا بل إن مواقع لقاءات القمة لها أهمية كبرى فما هي يا تُرى أهمية محل لقاء القمة نهاية الحرب الثانية بين الروس والأمريكان والبريطانيين إبّان إنتهاء الحرب الثانية في يالطا بالذات ولماذا لم تجرِ في
محل آخر؟أومكان آخر؟
وبعد أن أحرزت لقاءات القمة الأمريكية السوفياتية نتائج واضحة في إطار الوفاق لماذا تم عقد آخر لقاء في مالطا؟ وبين الزعيمين الكبيرين الأمريكي والسوفييتي؟وما مالطا سوى تورية وتمويه لما تم عقده في يالطا في عام 1943من حيث بحث الأوضاع الإقليمية
في الحرب الثانية تم إقرار مطالب الإتحاد السوفييتي في أوربا وتقسيم ألمانيا وحق روسيا في مياه ومنافذ البحر الأسود وأهمها ميناء سواستوبول لأنه المنفذ الوحيد للدولة السوفياتية السابقة على المياه الدافئة وأمور أخرى كثيرة من أهمها معالجة الصراعات الإقليمية .
اليوم لو تم إغلاق المنافذ البحريّة الدافئة للدولة الروسيّة وهي وريث الدولة السوفييتية السابقة فإنها بالتأكيد ستبحث عن منافذ أخرى وحيث لا يمكن إعتبار فلاديفوستوك منفذا دافئا فإن تفكير الروس سيعود بهم إلى محاولات إستمالة إيران للخروج إلى ما يُسمّى بالمياه الدافئة وهذا سيكلّف القوى الغربية كثيرا ويُعرّض مصالحهم إلى المخاطر الكبرى ، ولكن إستمالة إيران يمكن أن تنفع روسيا في إتجاهين الأول تسهيل نفود الروس إلى مياه الخليج الدافئة والثاني توفير ممر يخترق مناطق النفوذ الغربية حتّى البحر المتوسط
فأيهما إذا سيختاره الغرب ولا سيما الأوربيون ؟
إن أوربا بدون الردع النووي لم يعد لها القدرة على خوض أي صراع كبير وقد إعتادت على التحالف الأوربي الأمريكي ونشأ جيل جديد مسالم وبعيد عن أجواء التهديد والتصدّي، ولا شك أن الأمريكان يعرفون هذا ولهذا السبب فهم سيتركون الأوربيين يختارون بينهم وبين الدب الروسي الذي يقف على الأبواب وفي كل الأحوال فإن الأوربيين سيفكرون كثيرا قبل الوقوع بين أنياب الدب الكبير ، ولن يجدوا مفرا من العودة إلى الحضيرة الأمريكيّة والتساهل بعض الشئ أو أكثر من ذلك بشأن الديمقراطيات العريقة ونظمها التقليدية
إن كتابة برنامج يعالج كل هذه الآراء والإحتمالات وتشغيله ربما يطلع علينا بقبول سيطرة الروس على القرم برمتها مقابل غض النظر عن مايجري في سوريا وقبول ملاطفة الأمريكيين لإيران بهدف إستمرارها أي إيران على لعب الدور الذي رسمته لقاءات طهران عشية إنتهاء الحرب الثانية المعبّر عن توازن الطرفين بشكل أو بآخر، وهذا يتطلب قيادة إيرانية تجيد اللعب مع أطراف متعددة.
إن القرم بالنسبة للروس لها أهمية ستراتيجية كبرى فهل يرد التحالف الغربي على هذه الخطوات أم ان التحالف الغربي يشيخ شيئا فشيئا خصوصا بعد أن أعلنت أمريكا أنها مهتمّة بنصف الكرة الأرضية من المحيط الهندي إلى المحيط الباسفيكي أكثر من أي مكان آخر؟ كما تقول!
ام أن هناك تطورات لاحقة تشتمل على إعادة ترسيم الجغرافية السياسية وفق مواقع الثروات النفطية والغاز؟
وهل سيؤثّر ذلك على الوضع الإقتصادي لأوربا ؟
هل ستتم العودة إلى مشروع طريق الحرير ؟
وفق أي مسار سيجري تمديد أنبوب الغاز القطري؟
هل المحافظات الغربيّة العراقيّة ستبدأ إنتاج الغاز الطبيعي في مفاجأة للمنطقة والعالم لأنها تمتلك مخزونا كبيرا جدا وتمتلك موقعا جغرافيا ملائما جدا ويسيرا يختصر تمديد أنبوب غاز ستراتيجي إلى أوربا عبر تركيا أو سوريا ؟
ما الذي ستساوم عليه أمريكا والكتلة الغربية مقابل إسترجاع روسيا لشبه جزيرة القرم؟وهل سيكون العراق من ضمن تلك المساومات؟
هل سيبقى النظام السوري قائما ؟ أم أن هناك مفاجآت بعد أحداث القرم؟أعني تعزيز قدرات الجيش الحر وتزويده بأسلحة ستراتيجية مثلا؟
هل سيتمدد نفوذ إيران الإسلاميّة أم ينكمش قليلا بعد سلّة المساومات المقبلة ؟
هل ستعود الحرب الباردة؟ومن يمكننا إعتباره هو الذي يحاول إعادتها خصوصا بعد تصريحات النائب البلجيكي حول كون الإتحاد الأوربي وأمريكا هما الذان دعما الإنقلاب في أوكرانيا وخلق تهديد للأمن القومي الروسي لقاء موقف روسيا من سوريا .
هل يمتلك الغرب أفكارا وسلسلة أهداف بتجزئة روسيا كما جرى بالنسبة للإتحاد السوفييتي السابق؟
هذه الأسئلة وغيرها كثير سنتمكّن من الإجابة عليها بعد فترة قليلة عندما نتعرّف على المفاهيم الأساسية التي تم إعتمادها واختبارها بين أبناء العم الكبار
وإنني شخصيا أؤمن بأنهم لن يستطيعوا أن يجعلوا الحياة تسير على هواهم تماما لأن للأشياء منطقها فأسس التفكير السليم تؤكّد أن الفكر الموضوعي أكثر مصداقية وقابلية على التطبيق من الأفكار الوضعيّة البحتة لأن الشاعر يقول:
ومكلّف الأيام ضد طباعها ...متلمّسٌ في الماء جذوةَ نارِ
ومن حيث السياسة الأمريكية في المنطقة فإنني لا أعتقد ان الولايات المتحدة قد تراجع نفوذها أو تراجعت قدراتها ولكنها كمن يحمل صفيحة وقود وسط طريق تحاصره النيران ، ولهذا فإنها تتأنّى كثيرا ولا ترى داعٍ للعجلة !
وكما يُقال : الأيام حبلى بما تلدُ.



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعيون سلفيون..!
- المادة والكتلة والطاقة..!
- في عيد المرأة
- عودة إلى المقهى ..!
- خواطر حول الأنظمة السياسيّة ..!(8/8 ألأخير)
- خواطر حول الأنظمة السياسيّة ..!(7/8)
- خواطر حول الأنظمة السياسيّة ..!(6/8)
- خواطر حول الأنظمة السياسيّة ..!(5/8)
- خواطر حول الأنظمة السياسيّة ..!(4/8)
- خواطر حول الأنظمة السياسيّة ..!(3l8)
- خواطر حول الأنظمة السياسيّة ..! (2/8)
- خواطر حول الأنظمة السياسيّة (1 /8)
- عباس البغدادي.. العملاق!
- أسوا ما يمكن..!
- مهام المستقلين الوطنية ومحنهم..!
- قراءة في لغة فاطمة الفلاحي.
- بغداد..!
- حزن .. !
- المستقلون بين الإحتواء والتسقيط..!
- ضوء على خدمة العلماء والأساتذة الكبار..!


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - يالطا ومالطا وسواستوبول..!