أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تقليم الخيانة














المزيد.....


تقليم الخيانة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 01:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقليم الخيانة
مروان صباح / ليس أمر عابراً على الإطلاق عندما وقف السياب يومذاك بكل وقار وردد تساؤلاته عبر أبيات شعرية ، متعجباً تارةً وأخرى قاطعاً الشك باليقين بأن ما لم يكن ، كان ، وأنتهى الأمر ، قائلاً ، أني لأعجب كيف يخون الخائنون ، ايخون الإنسان بلاده ، إن كان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ، ورغم ، أننا كبشر نتنفس من ذات الأوكسجين ونحمل في صدورنا لذات الرئة ونمارس زفيراً وشهيقاً موحداً ، إلا أن ما نراه ليس تماماً ، متساوى الانطباع ، وذلك يعود بالتأكيد إلى وعى والحجم المعرفي لدى الإنسان ، الذي يتيح أن يجعل من المقارنات عوامل كاملة باصطياد الأقرب للقرائن دون التورط بالاختزالات التي يرتكز عليه البعض كقنوات إنفلاتية تسمح بالانتقال من حقل إلى أخر بطاقية اخفاء ، لكن ، النتيجة واحدة رغم تعقيدات تفكيكها ، هذا ، إن ، لوحظت من كثافة المساحيق التجميلية .
إلتصق مصطلح الخائن بالأوطان وعلى وجه الخصوص تلك التى تتعرض إلى غزو أو أُخرى ، بطبيعة عملها ، كالأجهزة الإستخباراتية التى لا تثنيها أو تحيدها عن طريق التجنيد ، أي معاهدة أو أتفاق ، ويبق كهذا ، سؤال من معيار ثقيل ، يراوح عند عالم تغلف بلغز التساؤل الأبدي ، المحير ، خصوصا عندما يغوص المرء بإسرار وخفايا والخبايا الاجتماعية ، نجد أن الفصل قد انتجه المجتمع بذاته دون سواه ، ضمن خيانة مقسمة بين عاطفية وأخرى جنسية انحصرت بين روادع اقصاها القتل ، ومتوسطها الفراق ، وأدناها تُعالج داخل دوائر ذات طابع يتسم بالعقلانية ، لكن ، ما هو مسكوت عنه بدافع التواطؤ ممن يعلم أو يجهل القصة من جذورها ، أفظع وأنكى من الحالات التى تقدمت والتى رغم ما تحمل من سرية إلا أنها عند اكتشافها لا تحتاج إلى توضيح ، بل ، تكون فاقعة لحد الشفقة ، وللمرء أن يتفرس ظواهر عجت بالساحات السياسية ، بالطبع ، تقلدوا أصحابها أوسمة ونياشين كدلالة عن العفة والنزاهة ، لكن ، واقع الحياة يعاكس تماماً لما ينشر في الإعلام والصحف من قياسات تحدد معايير تضليلية بالإضافة أنها تدليسية النهج تشمل جميع المجالات دون استثناءات ، وقد تنسف كل ما هو واقع بين أيدينا من تفاصيل حياتية ، إن كان الأمر يتعلق بالغذاء أو التعليم وغيرهما من بنية تحتية وصناعات اخرى مستخدمة بشكل مباشر أو تحتفظ بخصوصية العموم ، وكما هي العادة في اطار تلك الحلقات تندرج جرائمها تحت بنود الأخطاء الإدارية ، وليس الفساد المقصود ، وعليه ، فالأوطان تُساق بلا معايير ولا قياسات ، بل ، تُسجلّ الحقيقة ، واقعاً بالغ العمق ، عندما تصبح المواصفات معكوسة وخالية المضمون ، تماماً ، من أي وصف قادر على اتلاف مواد تشويهية ، لهذا نجد مع كل أسف ، أن معدة العربي طرأ عليها عوامل افسادية ، أدت إلى تغييرات خلقية قياساً بأمعاء تعيش في كنف دوائر ، تتفاعل دور المواصفات والمعايير بشكلها المهني والقانوني لحد لامست الحقيقة المفقودة في مربعات تسمع عنها بشكل روائي ، حيث ، تحولت إلى خيال صعب المنّال ، وقد يكون ، بل ، بالتأكيد أن هذا السلوك النمطي ، منّ الطعن القاسي أخطر من أي خيانة ، بل ، هي خيانة لا ينافسها أي خيانة اخرى ، لأنها تحمل الديمومة التى لا تملأ عيون منتهجيها إلا التراب ، لهذا ، يتساءل المرء ، ما الذي يمنع وزير ، تربع على عرش مهمته بالأصل جُعلت لخدمة الناس ، أن يشارك تاجر احتكاري تقاطعت بينهما مصالح غير قانونية ، بتهيج المعجم العربي ثم استحضار جميع المصطلحات التى تراكم الغبار فوقها كي يصف من تورط بالخيانة مع دولة معادية ، في نقل معلومة أو فعل ، ألحق ضرر ما ، بكل الصفات المتاحة والغير ، في حين يمارسا يومياً خيانة المهمة التى اوكلت لهما ، إذاً هي ، مناسبة لا بد من العودة إلى المهانة التى أصابت المفاهيم ، حيث ، يُجرّم المرء وطنياً ضمن اختزالات ، ابتكارية الصنع ممن يخونون الشعوب والأوطان في كل دقيقة ، بينما يقال فيهم قصائد شعرية طالما الأمعاء والأدمغة لم يصبها تسمم علني ، وبقت بين الخمول والكسل الصامت .
نحتاج إلى مراجعة دقيقة كي نتعرف على جباهذة العصر ، الذين امتلكوا مقصات شبيه بالمزارعين ، امتهرت بتقليم المصطلحات حسب مصالحها الذاتية دون أي أدنى اعتبار بأن الخيانة لا تتجزأ ، فهناك من يخون أمّة تحت اسقاط معين وللأسباب تكوينية ترتبط غالبيتها بالسفاهة ، وهناك ، من يُفسد عقول وضمائر أبناء الأمّة لمجرد غايات تضخمية لثروته المشكوك بمصادرها ، لهذا يبقى السؤال عالق دون جواب شافي ما دام التمييز غائب في حضرة الدبوس اللاذع وبين اللاسع .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول الحديثة على المحك
- الحقيقة ... رغم مرارة واقعيتها
- الإضهاد الطويل
- مزيج أبومازن
- سُلالة ، أبداً ، لا تنقرض
- قراءة طبوغرافية
- أبومازن والواقعية الفائقة
- أبومازن والواقع العربي
- وصف وظيفي ،،، للمستشار
- رهانات خاطئة ، تولَّد مثيلاتها من العنف
- سلاسل بيضاء
- يعيّش ، حالة فريدة
- حجر الفلاسفة
- اتفاقاً نووياً يطيح بالجامعة العربية
- اخفاق يشبه سلسلة اخفاقات
- الطاقة البديلة
- التعليم المنزوع من التربية
- دولة الطوق
- تأطير المثقف بطاقية أخفاء
- الحقيقة المقلوبة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تقليم الخيانة