رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 17:10
المحور:
كتابات ساخرة
الببغاء او ( البغبغاء) و ان كان سفيه الملامح، طائر جميل ، الوانه كاصنافه زاهية و متعددة . و ظرافة البعض من اجناسه انه يلتقط كلام ( أبناء آدم ) و يعيد ما يقولون ، فيضحكهم و يسليهم بنبراته الحادة و نطقه العجيب ، و هذه موهبة خصته بها الطبيعة ليصبح محط الاهتمام و الاعجاب بل و انبهار البعض ..
و بالرغم من التفسيرات الداروينية عن اصلنا و فصلنا .. فانها ليست بموهبة للانسان الراشد و لا عبقرية منه ان يتحول قردا او ببغاء ، فهذا يناقض مسالة التطور و اصل الانواع ( وراثيا و حضاريا) ، كونها تشكل عملية ارتداد عكسية ينقلب فيها الانسان مسخا و في افضل الاحوال مهرجا يرتزق و يتطفل على تقليد و استنساخ مواهب الاخرين من دون ادراك او فهم لها ..!!
و الببغائية - نسبة الى الببغاء – هو ان يردد الانسان مايقوله الاخرون و من دون فهم و تفكير فيما يقال و يقول ، و هي في الواقع ظاهرة اصبحت مذهبا لفئات و مجاميع من الناس في المجتمعات المتخلفة ثقافيا قاطبة يصح ان نطلق عليهم ( الببغائيون )..
و هي ( اي الببغائية ) من الوسائل التي تروج لها الدكتاتوريات كأداة من أدواة غسل الادمغة ( فرديا و جماعيا ) و كوسيلة من وسائل قمع الفكر و التفكير و الغاء التعبير و بالتالي تسطيح الرأي بما يخدم ( المسيرة ) الدكتاتورية بتحويل ( عقل المجتمع ) الى شدق بوق فارغ يلوك و يكرر برتابة مملة تنظيرات و افكار نرجسية عقيمة و عمياء ، ليتحول المواطن رقما في قطيع اعمى يقوده اعمى او عميانا يرشدون اعمى ، في دروب ملتوية و خطرة .. و صدق من قال ( ليس أحد أشد عميا من الذي لا يريد ان يبصر ، و ليس أحد أشد صمما من الذي لا يقبل ان يسمع ..) ، انهم المطايا التي يركبها كل دكتاتور و الجهالة التي تمنح الدكتاتوريات المزيد من الجرأة على القمع و الاستبداد ..
و هكذا فالببغائيون كصنف من اصناف البشر ، مخلوقات طفيلية جبانة .. فالرأي النابع من فكر الانسان هو الجانب الابرز من شجاعته و شخصيته ..
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟