أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - العرب بين وثائقيات استكشافية وأخرى غارقة في الماضي














المزيد.....

العرب بين وثائقيات استكشافية وأخرى غارقة في الماضي


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1251 - 2005 / 7 / 7 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


جاء اختراع التليفزيون نتاجا لثقافة الحضارة الغربية.. التي قامت أساسا على الاستكشاف والبحث.. والتطلع لآفاق مستقبل تندفع البشرية لفتحها، والشوق لمعرفة ألغاز ماض حضاري للبشر.. ما زالت مستغلقة على الإنسان.. يريد معرفة كيف كانت وكيف سارت وكيف أصبحت.. وإلى أي مصيرٍ تؤول.. هكذا انعكست هذه الروح لتلك الحضارة على الفن والعلم والإبداع، والقيم الاجتماعية وطرق صياغة القانون وتأسيس الدول وتمييز حقوق الفرد وحقوق المجتمع.. إلى آخره، والتليفزيون كأحد نتائج تلك الثقافة تطور منذ نشأته في مجتمعاتهم على هذا الأساس.. وما يبثه من برامج إخبارية وثقافية وفنية وترفيهية وعلمية وصحية ورياضية وغير ذلك.. يتأسس على تلك الروح الاستكشافية لحضارتهم، بالطبع هناك مثالب وآثار سيئة لتلك الحضارة.. على الشعوب الأخرى.. خارج نطاق شعوب الحضارة الغربية.. سّبّبها نمو وتنامي تلك الحضارة.. على حساب باقي شعوب الأرض، بالطبع كان الاستعمار أحدها، وكان نهب ثروات باقي أنحاء الكوكب لصالح هؤلاء المتمركزين هناك.. ضمنها، وبالطبع كانت ظاهرة الشركات عابرة القارات.. المتوحشة.. أحدثها، وكانت ومازالت الأسلحة الفتاكة أخطرها، لكن مجال هذا الفرز لمزايا وسلبيات الحضارة الغربية ليس الآن، الحديث هنا عن تلك (الروح الاستكشافية) للحضارة الغربية.. المنعكسة على نوعية البرامج الوثائقية.. التي ابتكرها التليفزيون الغربي، ثم قلدته فيها بقية تليفزيونات العالم الأخرى.. ومن بينها التليفزيون العربي، فكيف تستكشف برامجهم ماضي الإنسان.. وكيف تستكشفه برامجنا.. العربية؟
معظم الوثائقيات الغربية التي تستكشف الماضي الإنساني.. تعالج القضايا التي تتناولها.. علميا، فتلجأ إلى المتخصصين في مختلف فروع العلم.. طبيا وتاريخيا وأثريا وجيولوجيا وغير ذلك.. لاستكشاف أو طرح نظريات حول.. كيف عاش الإنسان القديم وفيم كان يفكر ومن أي شيء كان يخاف.. وبأي الوسائل ماديا ومعنويا وفكريا.. كان يتصدى لقسوة الطبيعة والندرة وقلة الحيلة الأداتية لديه.. وكيف مع الزمن تراكمت أدواته، المادية والمعرفية، مثال على تلك النوعية من البرامج برنامج (العجائب السبع في العالم القديم) وفي أحد حلقاته التي استهلت بالقول( بات بمقدورنا الآن كشف الماضي)، تطرق إلى هرم الجيزة وحدائق بابل المعلقة.. رغم أنها إنجازات لشعوب قديمة لا ينتمون إليها، لكنهم بروحهم الاستكشافية.. مدفوعين باستكشاف ماضي العالم بأسره، ليس للعيش فيه.. وإنما لمزيد من الاندفاع إلى المستقبل، في هذا البرنامج كان تعليق مصمم الهرم الزجاجي في متحف اللوفر:" آمل أن يكون الهرم الزجاجي من أجل الأحياء"!
كل التليفزيونات العربية تشتري هذه البرامج الوثائقية من منتجيها وتترجمها، وهذا شيء جيد، لكنها عندما تحاول أن تنتج برامج وثائقية.. تظل سجينة الثقافة العربية.. التي لا تمتلك روح الاستكشاف والتطلع إلى الأمام.. نحن دائما مشدودون إلى الخلف.. نحن دائما نحلم بالأسلاف.. يعيشون في يومنا الحاضر.. ندفن أنفسنا معهم ونحلم بأدواتهم المعرفية والمادية.. التي باتت سذاجتها يقينا.. نستلهم ما تخيلوه من (أساطير) في الماضي السحيق.. وندعي أنها (نظريات) للمستقبل.. للأبد، نصر على أن أفضل أنواع الرياضة هي (السباحة وركوب الخيل)! ونستريح ونركن إلى أن (مصر كنانة الله) وجنودها (خير أجناد الأرض) حتى لو كانوا يعانون من سوء التغذية وقلة الحيلة التكنولوجية! يكمن في أعماق وعينا أن (السلف) هو دائما (الصالح) وأننا ( خير أمة أخرجت للناس)، وأن (السواك) أفضل من فرشاة الأسنان، وأن (الطب النبوي) يهزم كل دواء أنفقت في ابتكاره أموال بالملايين وسنوات بالعشرات، نتشفى في إخفاقات بعض التجارب العلمية، ونستدل بالناجح منها على (صحة نظرياتنا/أساطيرنا)! عرضت أحد القنوات الفضائية العربية برنامجا من إنتاجها.. عن فوائد (التمر والعسل)! ورغم أن عناصرهما موجودة في مواد غذائية أخرى.. وربما بفاعلية أكثر.. إلا أنك قد لا تجد تفسيرا لهذه المكانة الأسطورية للتمر والعسل في ثقافتنا.. إلا ربما.. عشقنا للأسلاف! حتى انعكست تلك المنزلة الأسطورية للتمر والعسل على برنامج تليفزيوني.. فرح فرحا مبرما بنتائج البحوث التي حللت عناصرهما! فاختتم البرنامج الوثائقي العربي قوله عن العسل بعبارة:" وفيه شفاء للناس.... نظرية نقلناها للعالم... منذ زمن بعيد!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقت تحرك إعلاميي التليفزيون ومصريي الخارج
- مشاريع تنتهي وأخرى تبدأ:مطلب التغيير بين هيكل والظواهري وأم ...
- كفاية تتعولم
- بين عدو خبيث وعدو شرس: أم مكلومة في ابنها القاتل وأخرى في اب ...
- دعوة لتأسيس فضائية مصرية بعيدا عن فضائيات البترول
- ختان البنات في مصر: دعونا ننقذ غدير
- لا الفرنسية فضحت قبح نعم المصرية
- عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه لل ...
- السياسة المصرية: بلطجة من جهات سيادية عليا
- رحيل المطرب محمد رشدي: خايف؟.. لا واللاه ما انا خايف.. ما ان ...
- الرد الأمريكي على نظيف: إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم ع ...
- شعب يصبر خمسين سنة ويقول دول فكة: مظاهرات عزل الوالي في التا ...
- بعد انتفاضة القضاة: هل تنضم الشرطة المصرية إلى معركة التغيير ...
- تحفظ الفضائيات تجاه الملف المصري: رهان على حصان الحكومات الخ ...
- حركة كفاية تدشن مرحلة انتقالية في حياة الشعب المصري
- لحظة التغيير تفرز فنان الشعب وفنان السلطة: في الفرق بين عبد ...
- حرب المظاهرات المصورة: مظاهرات الحكومة: مش كفاية مش كفاية اح ...
- شهادة مبارك للتاريخ.. تعليقات الناس أجمل نتائجها
- التصوف: هيجانات نفسية واجتماعية باسم الدين
- تأملات حول البابا الجديد: العلمانية تمنح الدين وجها متسامحا ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - العرب بين وثائقيات استكشافية وأخرى غارقة في الماضي