بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 05:20
المحور:
الادب والفن
قبلات مسروقة 1968(فرانسوا تروفو):أحداث مركبة لخدمة كوميديا مقصودة
ماهي العلاقة بين مخرج كبير على شاكلة تروفو،وفيلم في مسيرة هذا المخرج يدعى ب(قبلات مسروقة)...؟!
الذي يدفعنا الى طرح مثل هذا السؤال ومنذ البداية هو ان قبلات مسروقة هو فيلم خفيف جدا،كوميديا بسيطة جدا،تعتمد احيانا على الارتجال والاحداث التي يخوض فيها الفيلم تبدو مركبة لخدمة كوميديا مقصود ة...
وحتى لو كان هذا الفيلم حقق جائزتين في مهرجانين مختلفين،منها جائزة أفضل مخرج المجتمع الوطني لنقاد الفيلم في الولايات المتحدة وهو الأمر الذي فاجأ تروفو نفسه،وحتى لو كان قبلات مسروقة هو الاكبر في النجاح التجاري من بين كل أفلام تروفو فهذا ليس مبرر كما هو معروف للحكم على جودة الفيلم...
الفيلم هو الجزئية الثالثة التي يحققها تروفو عن (انطوان دونيل) بعد 400 ضربة وانطوان وكوليت،فبعد أن يسرح أنطوان من الخدمة العسكرية (نظرا لعدم ملاءته الذهنية) حيث كان مشغولا دائما بقراءة الروايات،ليذهب مباشرة للبحث عن العاهرات،وإن كانت سيرة دونيل لا تشكل تماما أو حرفيا سيرة حياة مخرجنا،ولكن وعلى الغالب ما نرى في هذه السيرة اسقاطات من حياة هذا المخرج،وهذا الأمر اتفق عليه النقاد تقريبا،فالاسقاط هنا-لجوء دونيل إلى العاهرات والمباغي في باريس-هو اسقاط صريح وواضح اعترف به تروفو ذات مرة.
إذا هناك باريس،وهناك أنطوان دونيل،وهناك الممثل(جان بيير لود) وتلك اشياء لها علاقة كبيرة بسينما تروفو وحياته الخاصة أيضا...
بعد أن يجد عملا في فندق يتورط بالعمل كمحقق خاص،والخطوات اللاحقة تؤكد غباؤه وحماقته أكثر وأكثر،على شاكلة تلك العدوانية التي تعبر عنها دوافعه الجنسية المكبوتة،وفي النهاية يقع في غرام إمرأة متوسطة العمر تغويه،في مشهد يذكرنا تماما بفيلم الخريج القريب من انتاجه من عمر هذا الفيلم(الخريج 1967).
على العموم فسرد الأحداث غير مهم في هذا الفيلم البسيط،الذي لم يكن على مستوى الزمن الذي انتج به أبدا...عام 1968 هنري لانغلو وبداية الثورة..
الفيلم لايوجد به اي انعكاس لتلك الفترة وأحداثها المحورية،وهذا غريب لأن تروفو حتى لو أن شهرته بدأت مع ال400 ضربة،ولكنه يبقى وليد تلك الفترة بالأساس وهو اللاعب الأول في الموجة الجديدة...
فيلم قبلات مسروقة هو كوميديا سطحية...
عن العاشق الذي لايفقه شيئا في الحب...
البريء...الذي يفشل في كل المهن
هو فيلم عن أنطوان دونيل الذي لازال يبحث عن نفسه محدقا بالشاشة...
بلال سمير الصدّر 2013/10/25
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟