شوكت جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 20:52
المحور:
الادب والفن
ما عاد تليقُ بهِ الصرخاتْ
رأيتهُ أمساً يتخبط ُ مخموراً ..في الطرقاتْ
طرقات أريحا الخلفيةِ..
يتجولُ يتكففُ كسرةَ خبز و ماءْ
و بعض الفضة للكيسِ الفارغْ
الصوتُ الصارخْ
ما عادَ جرادُ الصحراء غذاءهْ
ما عاد العسلُ البري يروقهْ
الصوت الصارخ تؤلمه الأوبارُ..
و ما أقسى الجلد على حَقْويهْ
أليس الأسمونجي أليق بنبي؟
الآنْ..
الصوت الصارخ..في يمين هيرود..يصرخْ:
(يا أولاد الأفاعي..أطيعوا المُلْك..و إلا فالغضب الراعد من فرسانهِ أتْ
ما شأنكم يا جحدة؟
فليتزوج بمن شاء متى شاءْ
فليبق كلٌ في شأنهْ
ما ضركم لو التذَ المَلَك قليلاً.
أليس له الأرض؟
الصوت الصارخ يصرخْ:
من له ثوبان فليختلس الثالثْ
و من لهُ طعام اليوم فليخزن لشتاءٍ قادمْ
ألستم أحكم من نمل أريحا؟
الصوت الصارخ يصرخْ:
أيها البغضاء قساة القلبِ..فما تدرون عن الحبْ؟
أحبوا هيرود،أما فيليب فلهُ.. الربْ
لم نخلق يا قوماً لعذابٍ أو ضنكْ
أتدرون مَن سالومى؟..وآه مِن سالومى
و انا أريح الرأس على نهداها
نظير الأوبار و أحجار الارض الصماءْ
كم كان غبائي..فيما كان عذابي؟
أ من أجل القتلة أبناء القتلة؟!)
**
_يا أحبابُ. الرأس الصارخ ما عادْ..
يقطرُ دماً على طبقِ الفضهْ
و طبقة الفضة بات النهدْ
و طبق الفضة الدامي تشظى قطعاتٍ فضية في كيسهْ
ثمناً لمسيحٍ آخرْ
و الصوت الصارخ..يحدقُ في المرآةِ الأنْ
فيطل عليه وجهٌ آخرْ
وجه يهوذا!
...........
كُتبت في "مساء" 22 مارس 2014،و قد حكي لي أحدهم عن القصة الشعبية لظهور رأس يوحنا المعمداني الدامية المتقافذة على القرص الفضي للقمر، في وقت" السحر".
#شوكت_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟