عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 17:40
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
البارحة و على إحدى الفضائيات 90 التي تمولها دولة قطر سمعت بأذني إماما يلقي أمام المصلين خطبة الجمعة، ومن بين ما قاله في خطبته " اللهم عليك باليهود والنصارى والشيوعيين...."....ثم تابع ترتيل الدعاء الذي لم أتمكن من حفظه كاملا لكن استوعبت فحواه جيدا لأستنتج منه الخراب و المرض و الخصاص والهلاك والقارعة.....
أمام هذا الحدث العابر استحضرت صورة الطوباوية الأم تيريزا التي تركت بلادها ألبانيا واتجهت نحو أزقة الفقر والمرض بالهند لتخدم المحرومين والبسطاء ،وطيلة خدمتها لم تميز الأم تيريزا في تعاملها ولمستها الشافية بين مسلم أو بوذي أو سيخي أو مسيحي.... كانت ينبوع الحنان المتدفق للجميع، وكانت نظرتها بلسما للمتألمين ، حتى سيارة البابا يوحنا بولس الثاني طلبتها منه لكي تباع بالمزاد العلني لتجلب بثمنها أدوية وحليبا للرضع، كانت تطوف أزقة كلكوتا الضيقة بحثا عن متشرد عجوز يفترش الغبراء أو رضيع متخلى عنه في قماطه قرب كومة القمامة أو وعن مومس مريضة تقتات في شوارع عارها .... هذه هي الأم تيريزا التي ستتبوأ مقعدها في جهنم في حين سيدخل القرضاوي الجنة من أحد أبوابها الثمانية صحبة اخوانه من الرضاعة المفطومين على حليب الوهابية الصافي ...ويالها من صحبة في جنان الله الواسعة حيث قاصرات الطرف و غلمان الجنة المردة من ذوي العيون الواسعة و الصوت الرخيم ......
نعم فرق كبير بل لا قياس مع وجود الفارق بين من قال نصرت بالرعب مسيرة شهرين وأحلت لي الغنائم وبين من جاء لينثر بذور الحب لتنبت على جنبات تلالنا دوحا وارفا مغدقا ولتطرز مروج أحلامنا بالورد وشقائق النعمان....هؤلاء هم جيش المسيح الذين قال لهم اذهبوا الى جميع الأمم وليست عصابة دفع بها الجوع والعري وشظف العيش للنهب و السطو بأمر من دحية الكلبي فأقاموا حفل المذابح والمناكج بأمر من الوحي الطاهر ....نعم فرق شاسع بين منا جاء بالرعب ومن جاء لينحر الرعب ...
"كنيسة الوراق" اسم اشتهر بعملية جهادية نفذها أحد الصوامين القوامين الذي تسبقه دموعه ما أن يسمع حديثا نبويا مأثورا أو آية قرآنية تحث ع الجهاد ليمني نفسه بجوار الحبيب المصطفى..... من بين ضحايا عملية كنيسة الوراق شهيدة طفلة صغيرة تبلغ من العمر ثماني سنوات ، أتدرون ماذا كان تصريح أمها المكلومة الحزينة على احدى القنوات على فراق صغيرتها ؟؟؟ .....سامحت من قتل فلذة كبدها وتمنت لمن يسلك نفس الطريق أن يملأ الله قلبه بالحب و السلام ....لا قياس مع وجود الفارق بين امرأة قبطية كهذه و بين ذوي السحنات الذين ينفثون السم العرفاء القرناء و يظهرون بغض الآخرين لمجرد أنهم على عقيدة أخرى ...
بالله عليكم ؟؟ هل الفرق حقا شاسعا بين هاتين المرأتين وبين الدعاة الوهابيين الذين ترسلهم السعودية لأوروبا لييبنوا لشعوبها سماحة الدين و عبائة الرحمة؟؟ بعد أن يضعوا على وجوههم قناعا باسما خادعا يخفي غدر خيبر و حقدا مخللا موروثا....
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟