طاهر مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 11:10
المحور:
الادب والفن
ضوء في زنزانة
الأصابع رممتْ سرير الأرض
لظلِ نفض غبار الوقت
وبرهة طرقتْ حبر الأناشيد
للأغصانِ نفضتْ شهوة البحر
في ليلِ رمق انحراف السراب
وغامرتْ عذرية الجسد
تفاصيل الشهوة الوحشية
فَصَدقتْ الأشجار وعود البحر
حملت أسفار حالم
نام في سرابِ الماء
وذاكرة في حضرةِ الغائب
جلس على مملكةِ النسيان
للحظةِ ثملة الكلمات
أُجهضتْ دون الم
فسكرتْ بشعور ولادة
هي أبواب لطرق مغلقة
احترقت في مهبِ الريح
أجساد مغتربة في سماءِ نقية
بجروحِ القصائد مطرزة
ونجوم الحقيقة
تعلقتْ بخيوط الصباح
بتأملات قبعت في زنزانة
طوت غموض الملل
ومرارة صقيع الشتاء
جمعتْ ضفاف الأشجار
لمسافر تخطى جسده
شقوق المحرمة للغبار
وفي غفلةِ من زمنِ قاتم
سحابة بيضاء قُطِفت
نثر نداها على الشجرِ والقمر
فكانت الريح تعزف موسيقى
لليل تسمع آهاته حفيف الدهاليز
هي ليلة بيضاء من نجوم
أشرقتْ في عشقِ الماضي
وذكريات عانقتْ ثمالة القمر
فوق أجنحة سراب الفراغ
ولدت ضوءاً ناعماً
يداعب لحناً بلله ماء الورود
فتغزل الياسمين بعين الشمس
هي نطفة رحيقها ذرات الرمال
اعتصرتْ من مخاوف
غطست في ظلالِ النار
فعزف شراع الزمن
نغمة صوفية
لبحر ألوانه قزحية
من زرقاءِ وحمراء
تراقصت على شرفاتِ ذكرى
للأفق حمل آثام الماضي
وضحكات شاحبة لناقوس شمس
سقط في حدودِ المرايا
أفكار شعاع أسكرتها
رحيق زهرة اللوتس
أعلنت احتضان الصبح الأخير
وندى دموع حلقتْ هدير الحمام
للأمواج سكنتْ بياض الغمام
وسفينة شاردة مرساتها في سراب
تبحث عن أماني في أشباحِ الضباب
فوق فجر ضم الفراغ بالوعود
وقلع من قلبه النهار
ليعيد ترتيب أسرار الحياة
فأطفئ حلماً لامعاً أراد الفرار
لظلال الأمطار الجميلة
وشبح مرآة ذابلة تضحك
على أزهارِ أشعة القمر
سكرت في نعشِ السماء
لدروب ربطتْ سنوات الدهر
مليئة برؤيا مخاوف الغبار
وأرصفة عانقتْ أوراق الأطفال
حين أنشدو أغنية للصحراء
هي طلاسم من ماضي
جفت أوتارها في ليل دامس
سجنت في زنزانةِ الفراغ
#طاهر_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟