أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مراد فطوم - شيطان الشك














المزيد.....

شيطان الشك


مراد فطوم

الحوار المتمدن-العدد: 1250 - 2005 / 7 / 6 - 12:01
المحور: كتابات ساخرة
    


أن تكتب الأدب يعني, أن تمزق الحجب عن الجوهر الإنساني.
أن تكتب الأدب يعني,أن تهتز أمام حقائق الوجود الكبرى .
أن تكتب الأدب يعني, أن تنتشي بتفتح البرعم الطفل في صدرك .
أن تكتب الأدب يعني, أن تضيق بتململ مارد الرفض في أعصابك.
أما أن تكون أديبا ً, هذا يعني أن تكون كل ذلك .
ولكي تكون شاعراً , يجب أن يكون لديك قلب عصفور , واندفاع بركان .
ولكي تكون روائيا ً , يجب أن تجرح الحاجز الشفاف بينك وبين الإنسان , وبين الإنسان والحياة , بمبضع مؤلم .
إن الثورة المعرفية , التي اجتاحت حياة الشعوب ( صناعياً , تقنيا ً , تواصليا ً, ) فرضت على الأدب , أن يجري تغييرا ً على أدواته بما يتساير معها, أو على الأقل , النظر بعين أخرى إلى تلك الأدوات بعين أكثر دقة ً, ووضوحا ً, بحيث لا يفقد الأدب معها طبيعته العلوية, التي تلبي حاجة الإنسان اللاواعية للاستغراق روحيا ً وجماليا ً, في الأشياء العادية , والتفاصيل البسيطة , والوقوف على حافة الذهول , أمام صدمة الوجدان .
فمن جهة, أسقطت ثورة المعرفة هذه , نظرية شيطان الشعر , ولكنها أبقت على تفتح الذات الشاعرة أثناء القبض على الهنيهة الشاردة , في محطات الشعور , لحظة الخلق الأدبي والفني .
و من جهة أخرى خلقت هذه الثورة , شيطانا ً آ خر ( أكثر شيطنة ً) هو شيطان ( الشك / التساؤل ).
هذا الشيطان الذي يظهر أمامك , وأنت بكامل وعيك , وحضورك الذهني , أثناء متابعتك الأخبار , وملاحقتك للأضواء المسلطة على قبلة الإعلام ؛ الرئيس المخلوع صدام .
أخبار غريبة تسمعها ولا تعرف بم تصفها .
• صدام حسين روائي .
يقفز أمامك , فجأة ً , شيطان الشك بكل وقاحة , بحركات بهلوانية تناسب الخبر , صارخا ً بأسئلته :
صدام حسين روائي ؟ ماذا يعرف جلالته عن الأدب والرواية ؟ وهل رواياته هذه تحاكي الأساليب الروائية الحديثة , أم القديمة , وما هي التقنيات المستخدمة فيها ؟ أم أنه سيحكي ( بأسلوب الحكواتية ) لمن لم يصدق بعد , من غير المؤمنين بأنه المخلّص , عن أمجاد الانتصارات الغابرة , ومعارك الشرف , التي قادها الملهم أبو الليثين .
• هذه هي الرواية الرابعة .
ينتفض الدم في عروق الشيطان !!!
ماذا يقص ويروي صدام ؟ وهل بقي ما يمكن أن يتحدث عنه , بأربع روايات , بعد سقوط بغداد ؟سوى أن يكتب لنا انتصارا ً آخر , يحلم به ( بعد أن هزم العلوج الكفرة) , ولكن هذه المرة مع كائنات فضائية في مجرة أخرى ؛ دفاعا ً عن المؤمنين على الكرة الأرضية .
• لقد رفضت دور النشر أن تنشر هذه الروايات .
يتقلص الشيطان متلويا ً . لا .. لا ..هذه نكتة ؟ أنتم تمزحون ؟ ما أغبى دور النشر هذه ؟ ألا يقدرون انتظار القراء وعشاق الأدب والرواية , لمتابعة أعمال النابغة التكريتي ؟ ألا يعرفون كم ستدرُّ عليهم هذه الروايات من مرابح , وشتائم ؟ ثم كيف يمكن لدور النشر هذه أن تحرم المواطن العربي , بعد أن عايش صدام القائد , وصدام المحرِّر, وصدام الهارب , وصدام المؤمن ( خلف القضبان ) , كيف تسمح لنفسها أن تحرمه متعة قراءة صدام الروائي ؟
ما أغرب الحياة في تهكمها , هل هناك أشخاص بهذه العنجهية حقا ً ؟ أم أن بعبع الإعلام هذا يستغل انشغال العالم بأخباره وصوره ( بكل الأوضاع ) ؛ ليمارس دكتاتورية جديدة هي دكتاتورية الإعلام ؟ ثم كم لغة يتقن هذا الروائي ( غير لغة الحذاء العسكري ) ليكتب بها لقرائه ؟
ترتاب أمام تساؤلات هذا الشيطان , فتنهره متواطئاً .اصمت أيها الشيطان , لا يمكنك أن تسأل كل هذه الأسئلة ؛ حتى وإن كنت شيطان الشك بنفسه, فأنت بكل الأحوال , من مفرزات الثورة المعرفية , التي لا يؤمن بها الروائيون الجدد. أنت دخيل على هذه الأمة ؛ أمة الحقائق المطلقة .
اذهب حيث ولدت وترعرعت , وخلقت الحضارة , هذه الشعوب لا تحتاجك , لأنها تملك من الأجوبة واليقينيات , ما لا سعة لك , حتى , بإصدار أسئلة لها .
اذهب , ليست الحياة سوى نكتة , ومن الواضح أن من يحياها حقا ً , أكثر الناس ضحكا ً منها , ومحاكاة ًلها.



#مراد_فطوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة لخيل الريح


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مراد فطوم - شيطان الشك