أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - النقد والآيديولوجيا ... في النقد العربي المعاصر















المزيد.....


النقد والآيديولوجيا ... في النقد العربي المعاصر


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


يؤصل عدد من المفكرين ظهور هذه اللفظة عشية الثورة الفرنسية لتدل على مجموعة أفكار وقيم تكون رؤية شمولية للوجود تتبناها جماعة ما ، مثل الماركسية ـ على سبيل المثال ـ فقد قال لينين معبرا عن حزبه : نحن الايديولوجين , ثم انسحب هذا المفهوم ليضم تحت عباءته ، الأديان والتراث والنظريات الكبرى ، والأفكار المضللة الخداعة ، حتى أصبحت الإيديولوجية مرادفا لمفهوم القناع الذي يرتديه الإنسان فيصده عن رؤية الأشياء الاخرى ، وبذلك تحول هذا المفهوم إلى إشكالية ، إذ اختفت الحدود بين ما هو إيديولوجي ، وما هو غير إيديولوجي ، مما دفع عدد من المدارس الفلسفية إلى جعل هذا المفهوم موضوعا لجدلها الفلسفي .
ويبدو إن التوجه الغالب في تميز الفكر الإيديولوجي عن غيره ، الذي استقرت عليه تلك المماحكات الفلسفية قد جعل من التطبيق المعيار الأساس في ذلك ، فكلما كانت العلاقة التي تربط أصحاب النظرية بمقولاتها علاقة نفعية تبريرية ، تسقيطية، سارع ذلك في كشف زيف النظرية الإيديولوجية واسهم في سقوطها .
نجد النزعة الايديولوجية واضحة عند جماعة من النقاد المغاربة الذي ارتأوا تطبيق المنهج البنيوي التكويني (الماركسي) على الأدب ، وعلى رأس هؤلاء النقاد يقف محمد برادة في أطروحته المطبوعة : (محمد مندور وتنظير النقد العربي) فهذا المنهج في رأي برادة يتميز بـمرونته المفهومية في الأهمية القصوى التي يعطيها للتاريخ بمفهومه الواسع والمعقد , ويعلل محمد برادة التزامه بمقولات البنيوية التكوينية عند غولدمان انطلاقا من رغبته في دراسة علاقة الإنتاج النقدي بالتحولات الثقافية والسياسية وعلاقاتها أيضا بالتكوينات الاجتماعية والطبقية في الواقع العربي ، اذ ان الصدور عن المنهج تاريخي جدلي مرتبط بالقوى الاجتماعية وصراعاتها وانعكاساتها الأدبية والفنية من شأنه ان يسهم في تخليص دراساتنا من حالات التقديس والتبرير القائم على أحكام مسبقة على رأي برادة .
والقارئ لكتاب برادة يجد انه استبعد عملية الفهم الداخلي لنتاج محمد مندور وتمسك بمقولات علاقة الأدب بالتفاعلات الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية , كل ذلك في محاول لتطعيم البنيوية التكوينية بمفاهيم ايديولوجية وسوسيولوجية مثل الادلجة والمثاقفة والوعي الطبقي والمثقف العضوي وغيرها .
ويمكن القول ان محمد برادة قدم للقارئ شخصية محمد مندور على وفق ما يريده هو ـ اي على وفق رؤيته الايديولوجية المستندة إلى رؤية غولدمان .
وعلى الرغم من الجهد المبذول في دراسة برادة الا ان الملاحظ ان بنيويته التكوينية ، لم تكن خالصة تماما من أوشاج الاحكام الجمالية والقيمية , وهذا ما تستبعده البنيوية أساسا مثل قوله : ((لاجدال في ان كتابات مندور عن الشعر العربي الحديث تنطوي على كثير من اللمحات الذكية المضيئة وتشكل دفاعا معتدلا عن الشعر الحديث)) , وعلى الرغم من حديثه عن الادلجة واستعراض التيارات الايديولوجية (الناصرية والماركسية والواقعية الاشتراكية) الا ان كل ذلك لا يمكن استخلاص البنية الدالة لأعمال مندور منها دون الانتباه إلى البنيات الجزئية المكونة لتلك الأعمال .
وتتجلى النزعة الايديولوجية ايضا في دراسة الناقد المغربي محمد بنيس (ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب) التي استعان فيها بالمنهج التكويني أيضا لكن الرجل ـ على الرغم من ذلك ـ اكد على ان (( قراءة النص يلزمها ان تنطلق من النص ولا شيء غير النص )) على الرغم من استعانته بالمنهج الاجتماعي لغولدمان لاسيما تأكيده على (( ان الفكر جزء من الحياة الاجتماعية يتكون بداخلها ويمكن ان يغير قليلا او كثيرا حسب أهميته وفعاليته منها )) .
والمتأمل في كتاب بنيس يجد الرجل ملتزما بمقولات غولدمان لاسيما مقولة (البنية الدالة) فقد جمع مجموعة نصوص وعدّها متنا واحد , واعتقد انها تتضمن بنية دالة يمكن ان تعبر عن طموحات طبقة اجتماعية معينة .
ويبدو ان محمد بنيس على الرغم من تأكيده على تطبيق المنهجية البنيوية التكوينية مازال متأثرا بمفاهيم الواقعية الجدلية .
وتبعا لما تقدم فان ايديولوجية محمد بنيس يمكن ان تكون صورة من صور المقايسة بين الفن والمجتمع من حيث المحتوى الفكري او الأيديولوجي ، وهو ما يؤشر ايديولوجية مشوهة ، فمن المعلوم ان البنيوية التكوينية تجاوزت التماثل بين الفن والمجتمع على الصعيد المحتوى الفكري والايدلوجي إلى القول بالتماثل على صعيد البنيات التركيبية في كل منهما ، اي انها اكتسبت صفتها البنيوية اللغوية الخاصة على الرغم من انتمائها إلى غولدمان ولوكاش وماركس .
وبدافع النزعة الايديولوجية دافع عدد من النقاد عن مناهج نقدية بعينها فمن النقاد من لم يرتض موت البنيوية وعده أمرا ينم عن قصور في الفهم يقول محمد نديم خشفة : ((لقد حفرت أقلام الصحافة العربية قبر المنهجية البنيوية وبشرت بنقد جديد اسمته (ما بعد البنيوية) ولا ريب ان وراء هذا التناول قصورا في فهم السيرورة الثقافية ، فالمذاهب الفلسفية والمناهج النقدية كالبذور تنمو في الأرض الطبيعة ولا تنمو في الأرض اليباب وهي حين يغيض ماؤها لا يتبخر في الهواء بل يتسرب في المحيط الثقافي الواسع الذي يدعى الثقافة العالمية)) .
وإذا كان محمد نديم خشفة مع البنيوية وضد التيارات ما بعد البنيوية فان نقادا مثل شكري محمد عياد وعبد العزيز حمودة ووهب احمد رومية وقفوا بوجه البنيوية وما بعدها معا مدفوعين بايديولوجياتهم التي كثيرا ما ترتد الى النقد الجديد وقد أثارت تلك المواقف خصومات نقدية كثيرة تذكرنا بالخصومات التي كانت بين الأدباء العرب في بداية القرن الماضي مثل خصومة العقاد مع شوقي , التي وصلت حد الاستهزاء والسخرية وقد فعل عبد العزيز حمودة الأمر ذاته في كتابه (المرايا المحدبة) , فقد قال العقاد في حق شوقي: ((كنا نسمع الضجة التي يقيمها شوقي حول اسمه في كل حين فنمر بها سكوتا كما نمر بغيرها من الضجات في البلد .لا استضخاما لشهرته ولا لمنعة في أدبه عن النقد فان أدب شوقي ورصفائه من أتباع المذهب العتيق هدمه في اعتقادنا أهون الهينات ، ولكن تعففا عن شهرة يزحف اليها زحف الكسيح ويضن عليها من قولة الحق ضن الشحيح وتطوي دفائن أسرارها ودسائسها طي الضريح)) .
اما عبد العزيز حمودة فقد وضع نفسه بمواجهة حادة مع اغلب النقاد العرب المعاصرين له (جابر عصفور ، هدى وصفي ، يمعنى العيد ، كمال ابو ديب ، صلاح فضل ، عبدالله الغذامي ، وشكري عياد) , فقد انطلق الرجل من فكرة مسبّقة جاهزة لديه تؤكد سلبية الانشغال بمقولات الحداثة النقدية ، لذلك حاول جاهدا توظيف عدته النقدية الكبيرة من اجل الإجهاز على مقولات الجهاز النقدي المعاصر الذي (( انطلق كالثور الهائج في حانوت العاديات يحطم كل غال وثمين او مقدس (....) فالبنيويون فشلوا في تحقيق المعنى ، والتفكيكيون نجحوا في تحقيق اللامعنى ..)) كما يقول عيد العزيز حمودة .
ويضع عبد العزيز حمودة البنيوية والتفكيك على امتداد كتابه (المرايا المحدبة) في سلة واحدة هي سلة الحداثة على الرغم من الفوارق بينهما ، وتتبين ايديولوجية حمودة في رفضه للحداثة بوصفها ثقافة لا تتوافق مع ثقافتنا لذلك جاءت أعمال الحداثيين العرب لتكون (( كلها عمليات اقتباس ونقل وترقيع وتوفيق لا ترتبط بواقع ثقافي اصيل )) بحسب قوله .
لقد انطلق عبد العزيزة حمودة في خصومته مع النقاد العرب من محاولة تفكيك أسس الحداثة النقدية في الغرب اولا ليتسنى له الانقضاض على أسسها أولا لذلك استثمر أدوات الحرب النقدية المستعرة بين أنصار النقد الجديد واصحاب الحداثة في الغرب ذاته , ويمكن بيان ذلك بسهولة فالرجل يعتمد بالأساس في معاداته للحداثة على افكار مناهضة لها في الغرب ذاته تنطلق من مواقف ايديولوجية أيضا لنقاد مثل : (بوف ، بيرمان ، ريتشاردز ، بروكس ، ابرامز ، جون اليس) لكنه لم يناقشها .
وحينما اعتقد حمودة بأنه زحزح أصول الحداثة النقدية في الغرب توجه إلى النقاد العرب موظفا تلك العدة اللغوية والثقافية الهائلة لتقويض أعمالهم مستعملا التكرار ، والسخرية ، والانتقائية ، وتعميم الأحكام ما اثأر حفيظة معاصريه لاسيما جابر عصفور الذي وصف حمودة بأن : عقليته غير قادرة على فهم المدارس الجديدة ، ثم ان جابر اتهم حمودة بأنه كتب كتابه بعد ان انتهت البنيوية وكأنه ذهب إلى الحج والناس عائدون , ويرى ـ الباحث ـ ان عبد العزيز حمودة يمتلك من البراعة الكتابية والخبرة في أسلوب إثارة الآخر ما لم يمتلكه إلا القليل من النقاد , فانطلاقا من العنوان (المرايا المحدبة) يحاول حمودة استفزاز النقاد جميعاً فهم ـ بمعنى من المعاني ، مجموعة أقزام يحاولون ان يرووا أنفسهم كباراً من خلال مرايا محدبة وبذلك وجد هؤلاء النقاد ان حمودة حكم عليهم قبل ان يحاورهم , وجاء عنوان كتابه الثاني (المرايا المقعرة) وكأنه تورية توحي بأن النقاد العرب اصغر بكثير من ان يمتلكوا الحداثة الغربية وكل ما فعلوه عبارة عن عمليات نقل وترجمة غير دقيقة ، لذلك فتحوا الطريق للتبعية الغربية وكرسوها .
والمتأمل في كتابي عبد العزيز حمودة يرى بسهولة بروز الجانب الايديولوجي على حساب الموضوعية في طرحه ، ويرى الباحث ان البحث العلمي والموضوعي يفترض ان يبتعد عن أساليب السخرية والتهكم وتسقيط الآخرين بتتبع الثغرات ، والتصرف بالنصوص تصرفا قد يبعدها عن معانيها .
وفضلا على ما تقدم فان عبد العزيز حمودة يقع في المنزلق ذاته الذي طالما هاجمه وحذر منه , وذلك باعتماده المرتكزات الغربية أساسا في البحث والمقارنة في التراث النقدي العربي , ولاسيما مقارباته لأفكار الجرجاني ونظرية التناص ومنافحته على أصولها العربية , وهو أمر يوحي بالإحساس بالنقص ـ على حد تعبير د. إبراهيم خليل لان نقادنا لم يسبقوا كرستيفا وديريدا او هارتمان لتناول هذا المفهوم الذي هو أكثر عمومية وشمولاً من الحديث المجرد عن السرقة الأدبية او عن الأخذ او الاختلاس ، لذلك فان المؤلف لو شاء الموضوعية والنظرة الشمولية لتحدث عما يعرف بنظرية اللفظ والمعنى ، ونظرية التشبيه ، وملائمة المستعار للمستعار له ، وشرف المعنى وصحته ومبادئ مثل : التناسب والتآزر بين معاني القصيدة وعن حسن التخلص ، وعن أركان أخرى ، لكن حمودة ـ والكلام لإبراهيم خليل ـ تجاهل عن كل ذلك بسبب اكتفائه بالنموذج الغربي , ويبدو ان الذي دفع حمودة الى تلك المماحكات هو تمسكه بلغة الخطاب النقدي العربي المعاصر التي تميل الى الطابع التهجمي لذلك بدا التكلف واضحا حتى في مقام إظهار التواضع يقول : (( وما أكثر ما اتهمت نفسي بنقص الذكاء الفطري والمكتسب على سواء)) , لذلك يتساءل احد النقاد المغاربة ـ الدكتور احمد يوسف ـ عن سبب سكوت عبد العزيز عن سلبيات النقد الجديد واكتفاءه بالتشهير بالبنيوية والتفكيك والتلقي ، وكل الأفكار الحداثية المأخوذة عن الغرب ؟ , فضلا على ان ايديولوجية عبد العزيز حمودة قد او قعته في كثير من الأخطاء مثل : ربطه فلسفة سارتر الوجودية بالبنيوية , وتصنيف لوكاش في خانة البنيويين , وجعل شتراوس وبارت ولاكان وفوكو والتوسير ودريدا جميعهم علماء لغة .
لذلك يمكن القول ان القارئ لكتابي عبد العزيز حمودة لابد ان يتمنى لذلك الجهد الضخم لوكان ابتعد عن تلك السلبيات .
ومهما يكن من أمر فان النزعة الايديولوجية كثيرا ما قادت النقاد العرب إلى إبراز العيوب ومحاولة تضخيمها والسكوت عن الايجابيات ، ويتجلى ذلك واضحا في استقبال النقاد العرب للبنيوية الذي اتصف بالسلبية في الغالب ـ حتى عن النقاد الذين يصنفون على إنهم بنيويون ، فالبنيوية لم تلق الحماس واتهمت بأنها صرعة او موضة وهي مجرد شعار استنفذ كل مقوماته وهي طريقة في التحليل يغلب عليه الادعاء واللجاج ، وهي ضيف غريب لا يخلو من النشاز ، وهي ـ اي البنيوية ـ أحادية الفهم والتفسير .
وقد عدت البنيوية منهجا غريبا عن الثقافة العربية، ومن شانه أن يقطع الأوشاج بيننا وبين حضارتنا وتاريخنا، وهي تدمير للإنسان تحت أنغام لعبة تكنولوجية عظيمة وصمت بمغامرة العقل الأولى، والبنيوية وليدة حضارية غريبة فقدت اليقين والإيمان، كما انها متهمة بموقفها ضد الدين فقد سعت إلى أن تحل محله، وهي حينما آمنت باستقلال البنية وتكاملها قد ألغت فكرة السبب والمسبب، وفكرة الخالق المدبر.
وقد وجد عبد الجبار داود البصري في مقولة موت المؤلف ، ومقولة النقد من الداخل والخارج ، والأسلوبية وغيرها من مقولات النقد المعاصر مجموعة خرافات أدبية بحاجة الى نبي يكسرها وثن بعد وثن , والأمر ذاته نجده عند سامي مهدي الذي يرى أن التفكيك غير صالح للتحليل النقدي الرصين لكثرة عيوبه وهشاشته ثم ان ما جاء به دريدا لا يمكن ان يكون فلسفة او منهجا او تحليلا او نقدا .
وفضلا على ما تقدم وبدافع النظرة الايديولوجية أيضا انبرى عدد من النقاد في تخصيص مؤلفات كاملة تتبنى أفكارا معدة سلفا ووجهات نظر متباينة , فهي اما مع او ضد , ويمكن الاستشهاد على ذلك في ما كتبه الدكتور وليد قصاب في كتابه (مناهج النقد الأدبي الحديث ، رؤية إسلامية) فالكتاب ابتدءا من عنوانه محكوم بنظرة محددة لا يجيد عنها وهي النظرة الإسلامية ، ولعل القارئ يتساءل عن وجه العلة في الاحتكام إلى الشرع الإسلامي على قضية يفترض ان تكون بعيدة ومنفصلة عن الدين , لاسيما وان تاريخنا النقدي حافل بالصور التي تؤكد على ضرورة فصل الدين عن الشعر والنقد ، وعلى الفصل بين الأخلاق والشعر والنقد ، انطلاقا من مبدأ خصوصية العمل الإبداعي , لذلك فان الباحث يرى ان محاولة الدكتور وليد قصاب لا يمكن ان تفسر ظهور المناهج النقدية وعملها وبيان ايجابياتها وسلبياتها ، ولا يمكن للقارئ ان يطمئن لتلك المحاولة لأحكامها المسبقة والمؤكدة على تعارض مقولات تلك المناهج النقدية مع مبادئ الإسلام بطريقة معدة سلفا , فالبنيوية ـ بحسب تلك النظرة ـ لا تتفق مع التصور الإسلامي للأدب ، لأنها أسقطت أهمية الفكر اما التفكيك فانه يتعارض مع الإسلام لأنه اسقط الحرمة عن كل الأشياء فلا حرمة لشيء ولا قداسة لنص مهما كان مصدره ، ولأن التفكيك أمات المرجعيات كلها (موت المؤلف ، مؤت الإنسان ، موت اللغة) فلا غرابة ان يقول التفكيكيون أيضا بموت الله ـ والعياذ بالله , والأمر ذاته ينطبق على نظرية التلقي اذ انها فتحت الأبواب على مصاريعها أمام فوضى التأويلات .
وفضلا على ما تقدم فإن من الكتاب العرب من نظر إلى الحداثة برمتها وإلى الحداثة الأدبية خاصة ، نظرة تؤطرها أحكاما مسبقة . فقد كتب الدكتور عدنان علي رضا النحوي كتابه (تقويم نظرية الحداثة ، وموقف الأدب الإسلامي منها) اورد فيه مقارنات كثيرة لدلالات عدد من مقولات الحداثة التي يستعملها الحداثيون العرب , وتوصل الى ان تلك المقولات مقطوعة الجذور من تراثنا العربي ، ومن الأمثلة التي يذكرها مصطلح (الاستعمار) ذي الدلالة السلبية في حين نجد جذر هذا المصطلح في العربية يدل على أمور ايجابية ، وقد ورد في القران بصيغة (يعمركم) هود /61 بمعنى يفعل بكم خيراً , ثم يحاول الكاتب ربط الحداثة بالماركسية , بعد ذلك يستعرض أثرها السلبي على الواقع الغربي .واذا كان الدكتور النحوي اكتفى بذلك فان الدكتور عوض بن محمد القرني في كتابه (الحداثة في ميزان الإسلام , نظرات إسلامية في أدب الحداثة )، شن حملة صاخبة على أفكار الحداثة والحداثيين الأجانب والعرب ، ووصفهم بالقائمة الخبيثة ، وان أفكارهم من نبات مزابل الحي اللاتيني في باريس ، عليها شعارات الشاذين من أدباء الغرب الذي يكتبون أفكارهم في أحضان المومسسات .
وتبعا لما تقدم يمكن القول ان هذه الافكار تجافي الموضوعية ليس لانها اتخذت موقفا مسبقا من المقولات النقدية المعاصرة يتسم بالعداء والتشنج انما ابتعدت عن الموضوعية بسبب مقايسة تلك المقولات بما هو غير نقدي .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب نظرية البنائية في النقد الادبي
- في مصطلح الاجراء النقدي
- على حافة الحرف (نص)
- ادعاء (نص)
- فوكو بوصفه قارئا
- الحقيقة بين المنطق واللغة
- خصوصية التفكير الفلسفي
- فكرة الالوهية عند الفلاسفة
- في الادب المقارن ....اثر الإسراء والمعراج في المعري ودانتي
- في قصيدة النثر ... سؤال الهوية ..
- الطبيعة الإنسانية بين الفلسفة والأدب....... صورة الذات الشري ...
- النص ومستويات التحليل الاسلوبي
- مراحل الانتقال الكبرى في التاريخ الحضاري
- فعل المثاقفة بين السلب والايجاب
- في نقد النقد ... محاولة تصنيفية
- من المشكل إلى الإشكالية ... مسيرة مفهوم .
- النقد العربي المعاصر وإشكاليات الدرس والتوصيف
- من اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر


المزيد.....




- القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار 79
- فيلم صيني بيلاروسي مشترك عن الحرب العالمية الثانية
- -آثارها الجانبية الرقص-.. شركة تستخدم الموسيقى لعلاج الخرف
- سوريا.. نقابة الفنانين تعيد 100 نجم فصلوا إبان حكم الأسد (صو ...
- من برونر النازي معلم حافظ الأسد فنون القمع والتعذيب؟
- حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت ...
- محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية
- نور الدين هواري: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي باللغة العربية ...
- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - النقد والآيديولوجيا ... في النقد العربي المعاصر