مظفر محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1250 - 2005 / 7 / 6 - 11:54
المحور:
القضية الكردية
من الصعب تعريف مفهوم الهوية بشكل محدد, وذلك لتعدد المدارس الأنثروبولوجية التي تناولت هذا الموضوع و لأن موضوع الهوية بحد ذاته هو موضوع سيال تلعب عوامل عديدة وخصوصا" المتغيرا ت المجتمعية التي تطرأ في حقبة زمنية معينة وخصوصا" تشكيل طبيعة الوعي البشري في ظرفيه الزماني والمكاني وتتأتى الصعوبة من جانب آخر في كون مفهوم الهوية لا يمكن تعريفه بذاته فهي ترميز أجتماعي لا يشترط الأنتماء البايولوجي بل تعبير أيدولوجي حسي وشعوري داخلي تختاره الذات الأنسانية تجاه الواقع الطبيعي او الواقع الأجتماعي هذا الحس يستنهض الأرادة لتحقيق الذات , فردية كانت أو جمعية ذكرية أو أنثوية ولا ننسى ان نهضات التاريخ هي نهضات الأرادة أولا" لأن الأرادة هي وسيلة تحقيق الهوية في الواقع عبر الذات الجمعية وهي أكثر من ذللك كونها ضرورة تتطلب في مرحلة ما وعيا" خاصا", تتصدى لتأكيدها نخب تمتاز بوعي الضرورة والهوية معيار يقاس به سلوك المرء من حيث قربه من هويته أو أبتعاده عنها وهي تنطوي على معايير دالة على أنسانية هذه الهوية ومرتبتها الأخلاقية حيث حسب مضمونها الأخلاقي بأمكانها أن تكون جسرا" للتواصل والعبور نحو ضفاف الآخرين أو أن تكون سدا" في وجه هذا التواصل(الهوية الشوفينية) لأن التعبير عن الفكر يتم غالبا" بطرق أخلاقية أجتماعية ذومقبولية عامة وألا تتحول الهوية الى ضدها كحامل انعزالي انشقاقي يضر بمصلحة المكون الاجتماعي القومي الحاضن لهذه الهوية تاريخيا" , فأختيار شكل الهوية ومحتواها فعل أرادوي وواعي يتحقق وفق معطيات غالبا" ما يلعب الواقع الأجتماعي في تشكيل قوامها مرة" لتحقيق التمايز الأنساني من خلال أنتاج عناصر حضارية , أو كرد فعل لأمتهان تتعرض له هذه الذات(أنا-الآخر) على أساس تنويعات الأنتماء . من جملة التصنيفات المتعارف عليها لأشكال الأنتماء الماهوي هو الأنتماء القومي على سبيل المثال( عربي –كوردي- تركماني) أو ديني (مسلم –مسيحي) أو مذهبي (سني _شيعي)أو فكري (ليبرالي -ماركسي-علماني –ديني مسيس) أو قد يتخذ شكل انتماء مناطقي أو تركيبات من هذه جميعا" لكن الوجه الأغلب لمضمون الهوية الحديث هوطابعها القومي الأنسانوي الذي تشكل بداية الثورة الفرنسية عام 1789 عبر شعارهاالمعروف(حرية –مساواة-أخاء), ونأى الأنسان المتحضر بنفسه عن مضمون الهوية الديني كونه مفهوم بدائي, اقصائي, ألغائي , أخضاعي أذ يشترط ألغاء التمايزات الأنسانية التي تقرها شرعة حقوق الأنسان وما أجازت فيه هذه الشرعة للانسان حقه برسم ذاته بعيدا عن اي ضغوط قسرية ولاتجيز تشريعات النظم الحديثة السؤال عن الهوية الدينية للأنسان لما ينطوي عليه هذا التحديد من مخاطر تهدد الثقافة العامة للمجتمع وعليه سعت النخب الحديثة الواعية ضمن حدود أي مكون اجتماعي من أجل أن لا تتحول الهوية الانسانية الى قوة دفع للخلف أو السماح بهويات كاذبة ووهمية لاحقة علي الوجود الأنساني ( وما يترتب عليها شعور أستدراكي متأخر بالذنب أو الخطأ) بملأ الفراغ والتشكل العشوائي المضروقد عملت هذه النخب على تفعيل الوعي الثقافي الأنساني الراقي المؤمن بتعدد الهويات وتفعيل التمايز القائم على القيمة المائزة ونبذ التوجهات التمويعية في هويات اخرى غير اصيلة وقاتلة مثل الصهر القومي في محددات دينية ومذهبية غير ديموقراطية تؤسس للعصبيات المسيسة العنفية بالقوة والقابلةللتحول في ظرفها الملائم الى عنف بالفعل, فالهوية الدينية مثلا" هوية الغائية تنكر حق الاختلاف لما تنطوي على نزوع لا يقاوم لتملك الآخر ووجوب ذوبانه لوجوب استيعابه وأذا تعذر فألغائه جسديا" مثلما فعلت سلطة الكنيسة في القرون الوسطى اوكرادلة الحروب الصليبة المؤدلجين دينيا" او سلطة الدولة العثمانية المسلمة أتجاه الأرمن أو ما نشهده من حروب طائفية اليوم في العراق بين شقي الأسلام المسيس , وللاسف تجري اليوم في العراق محاولات تآمرية تقف وراءها أجهزة مخابرات اجنبية لشق مكون أساسي من مكونات الشعوب العراقية وهو المكون الكوردي المتحد على قيم التسامح والمساواة والشعور بأحترام الأنسان كما جسدها كفاحها الطويل لتاكيد أنسانيتهاضد حملات الأبادة التي تتعرض لها من قبل كل الحكومات شيعية" كانت في أيران او سنية في العراق , فمحاولات شق الصف الكوردي بسلخ مكون ساهم في تأسيس حركة التحرر الكوردية منذ بواكيرها الأولى وتصدر حركة النضال الكوردي وفق أسسه القومية الجامعة وأقصد المكون الكوردي الفيلي الذي مازالت شخصياته تتصدر المشهد السياسي العراقي على أساس شعورها القومي والوطني ووصلت هذه الشخصيات الى البرلمان العراقي بدعم من الأحزاب الكوردية وأسست مؤسساته القومية وبدعم من الشخصيات الكوردية وزارة تعنى بشؤؤن المهجرين والمهاجرين ولا زال المخلصين من ابناء هذا المكون المؤمنين بوحدة قوميتهم وامتهم الكوردية يناضلون من اجل استعادة حقوقهم المدنية والوطنية والقومية وفق مبادئ الحق العام للمواطنة وليس على أسس طائفية ومذهبية ضيقة هذه الأسس التي يجري على أساسها شق صفهم هي نفسها التي ساهمت في تعميق أضطهادهم في أيران الشيعية فهل ممكن لعاقل أن يصدق أن هذه الأسس والمبادىء التي شكلت عامل اضطهادهم في أيران ممكن أن تنصفهم في العراق؟ باعتقادي لا....لذلك اهيب بالنخب الأكاديمية والوجوه الاجتماعية البارزة من الكورد الفيليين بتنظيم أنفسهم في كيان سياسي ذ و أطار جامع يؤكد على وحدة الأمة الكوردية على اساس هويتها القومية المقبولة قبولا" دوليا" شاملا" والذي خاضت على اساسه هذه الامة جميع مراحل كفاحها التحرري لنيل حقوقها وكرامتها الانسانية وان يطرح هذا الكيان السياسي برنامج تربوي مكثف يأصل الهوية القومية بوجه المحاولات الأنشقاقية الظلامية التغريبية والتمويعية الوافدة من خارجها والطارئة عليها والتأكيد على التكامل بين جميع شرائح المجتمع الكوردي داخل أطارالهوية الكوردية وأنتظامهم في حركة تصوغ مقتربات هذه الهوية باتجاه حركتها المستقبلية الصاعدة. وأن تساهم الحركة الكوردية بدعم هذا الكيان وأحتضانه لسد الذرائع أمام جميع المحاولات المغرضة وتبني مظلومية الكورد الفيليين والضغط على الحكومة العراقية لأنتزاع حقوقهم بقوة القانون والحق و أولها حق المواطنةوالمطالبة بكشف مصير مغيبيهم وأعتبارهم شهداء الشعب الكوردي أسوة" بكافة شهداء الشعب الكوردي وأنصاف ذويهم ورفع الغبن المعنوي عنهم وأسترجاع وثائقهم الثبوتيةو ممتلكاتهم المسروقة من قبل الدولة العراقية وأصدار بيان اعتذارلهم من قبل هذه الدولة وهذه المطالب هي مطالب حقة لا تتضمن أي حق مبالغ فيه ,فابناء الكورد الفيليين ينتظرون مثل هذه الخطوات التي جرى اهمالها بدون اي مسوغ مقبول.
5-7-2005
#مظفر_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟