حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1250 - 2005 / 7 / 6 - 12:10
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
من يعتقد أن نار الإرهاب المشتعلة في العراق ، هي محدودة التأثير ، وأن حدودها لا تتجاوز الساحة العراقية ، وإنها لا تحرق إلا الشعب العراقي ووطنه ، بسبب التواجد الأمريكي والقوات الأجنبية الأخرى على أراضيه ، فهو على وهم تام بذلك .
لأن هذه النار العبثية، التي حرقت وتحرق الأخضر واليابس في العراق ، والتي يزيدها البعض منكم للأسف الشديد، حطبا وزيتا لإستمرارها بالإشتعال ، ستصلكم يوما ما حتما ، لأن النار عندما تشتعل في مكان ما، فإنها تلتهم كل ما موجود في محيطها وتصل أبعد من ذلك بكثير ، ولا تميز بين هذا وذاك .
وأن من يريد أن يتجنب هذه النار ، نار الإرهاب المحلي والدولي بكل أشكالها ، قبل أن تنتقل الى أراضيه، عليه أن يساهم بشكل فعلي وجاد، من أجل المساعدة في إطفائها في العراق أولا ، وتطويقها ومحاربتها بكل الوسائل والطرق ، بإعتبارها عدوالجميع بلا إستثناء ، لأن من لا تصله هذه النار الجهنمية اليوم ، ستصله غدا .
علما أن البعض من الدول العربية والإقليمية وغيرها ، قد وصلها شرار هذه النار منذ فترة ليست بالقصيرة ، ولو بشكل يختلف عن الوضع في العراق ، من حيث الحجم والتأثير وإتساع الخراب والدمار في كل مفاصل الحياة العراقية ، ولكن هذا لا يعني ، أن الشرار قد لا يؤدي الى حريق واسعة الإنتشار ، وبفترة زمنية قصيرة جدا كما حل في عراقنا الحبيب .
طبعا نحن لا نتمنى لكل شعوب المنطقة وشعوب العالم أجمع ، أن يحل بها ما حل في وطننا ، من مصائب ومآس وآلآم بفعل السياسات الرعناء للدكتاتورية المنهارة ، والأعمال الإرهابية الوحشية التي تمارس اليوم من قبل حفنة من الإرهابيين والمجرمين والجهلة.
ولكن بنفس الوقت من حقنا الطبيعي والمشروع ، أن نحذر ونطالب ، من يؤيد ويدعم ويساند ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، هذه الأعمال الدنيئة واللاإنسانية ضد شعبنا ووطننا وحقنا في الحياة .
ونقول لهم ، أن ثمن دعمكم هذا ، لا يخدمكم بشئ ، ولا يحرر أرضا ولا يصد عدوانا ، بل العكس سيكون الثمن الذي سوف تحصلون عليه ، هو المزيد من الإرهاب والدمار والحروب ، والتي لا ترحم أحدا بما فيها أنتم ، لأن من يلعب في دائرة النار لا يحصل إلا على الحريق .
إوقفوا تصدير ( حطبكم وزيتكم ) ، من الإرهابيين والقتلة والسلاح والمال ، وغيروا لهجتكم الإعلامية المؤججة للمشاعر والعواطف المنفلتة ، وبدلوا سياساتكم العدوانية إتجاه العملية السياسية في العراق ، وما أفرزته من مؤسسات وطنية منتخبة وليست مفروضة على شعبها بفعل الإنقلابات العسكرية .
لا نريد نار الإرهاب أن تستمر في وطننا ، ولا نريدها أن تصل إليكم أيضا ، لأن من يتضرر منها أولا وأخيرا، هو الإنسان المحب للحرية والحياة .
ولكن أن مواقفكم وأعمالكم وسياساتكم المعتدلة والعقلانية إتجاه الشعوب ومنها شعب العراق، هي التي سوف تطوق هذه النار الإرهابية الهمجية الشاملة ، وتساعد على إطفائها الى الأبد ، وعكس ذلك فإنها قادمة إليكم للأسف الشديد، وهذا لا نتمناه أبدا .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟