|
اسواق بشرية ....اجساد تباع بالجملة ....
محمد ايت الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 09:18
المحور:
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
بقلم : الباحث الاجتماعي محمد ايت الحاج .
بخط احمر و الدموع تنهمر على جفوني اكتب لكم هذه الاسطر لكي انقل اليكم صورة الاسواق البشرية التي تباع فيها الاجساد بأثمنة بخسة ، سوف انقل اليكم صورة العالم الحيواني الذي يسمونه عالم انساني سوف انقل لكم عالم يصبح فيه الجنس تجارة و العضو الذكري صاروخ يعبر القارات ، عالم تباع فيه الاجساد الحية فوق السراري امام العيون ، عالم يدعي التدين و المحافظة . في احد الاحياء اسير بخطوات بطيئة و أتأمل الى وجوه الناس فيهم من ترى في قسمات وجهه الحشمة و الوقار و الاحترام و البعض الاخر تخبرك سمات وجهه بالعار و الشر ، لكن هذا لا يكفي لكي نصدر الاحكام و هذا ما جعلني اقرر البحث في الموضوع بوسائلي الخاصة ، و قررت التجول كل لية و كل صباح في جميع الاحياء القريبة من مسكني ، و بالصدفة رأيت شيخ كبير و هو يشتري جسدا في سوق عارية ، سوق لا يخجل فيه الشيوخ و لا الشباب ، في هذا السوق كل شيء مباح ، في الحقيقة لم يخجل الشيخ من نفسه حينما كان يضجع في حديقة عمومية فتاة صغيرة يمكن ان اقدر سنها بالخامسة عشر من عمرها ، في الاول استوقفني الامر و تعجبت من هذا السلوك الخارج عن منطق الاخلاق و منطق المعقولات ، و لذا قررت الدخول في بحث حول الموضوع و اعمق فيه ، اخد الامر شهرين اتردد على المكان فوجدت ان المكان الذي كان فيه الشيخ هو سوق تجارة الاجساد بالجملة ، الصدفة دائما تضعنا امام مواقف غريبة في كثير من الاحيان ، هل تعلمون بأن هذا سوق كان مكان ممارسة الدعارة . فتيات في مقتبل العمر يبعن جسدهن من اجل لقمة العيش كما جاء على لسان احدهن ، و الغريب في الامر ان السلطة لم تقوم بأي تدخل ، مما جعلنني اتعمق في هذا البحث رغم الصعوبات التي اعترضت سبيلي ، لكنني اخدت التحدي لكي اكشف الغطاء على هذا السوق ، الذي لا يعترف بقواعد و لا يؤمن بشيء اسمة زينة و لا حرام و لا حلال و لا قانون، هو يؤمن بقاعدة واحدة و هي اللذة و الرغبة ، مما جعلني في موقف أمام موقف متشعب جدا و أتسأل عن السبب الذي دفع بهــؤلاء البشر بخلق سوق اجساد ادمية حية . فعلا لا أنكر بأن الانسان حيوان راغب ، حيوان اجتماعي دائما يسعى الى تحقيق رغباته ، لكن هؤلاء الاجساد تحاول تحقيق هذه الرغبة المتوحشة بقانون الغاب قانون لا يعترف بالقوانين المدنية التي تهدف في اطار دولة الحق و القانون الى تحقيق نوع من التنظيم الاجتماعي و الحفاظ على الامن و الاستقرار . لكن هؤلاء الاشخاص هما اشخاص يمكن تسميتهم بأشخاص خارجين عن القوانين المدنية التي تنظم الشأن الاجتماعي ، زد على ذلك فهذه الظاهرة المتمثلة في سوق الاجساد هي من ابسط الظواهر التي تأكل الجسد الاجتماعي و تزعزع استقراره . ان مجتمع اليوم الذي يدعي الحرية و المساواة و العدالة و القانون هو مجتمع اصنفه ضمن المجتمعات التي تعيش و تتنفس بروح الشيطان الذي يخرب كل سلوكياتها و يحولها الى سلوكيات معقولة مقبولة في ضل براديغم الحرية ، في الواقع اتسأل على اي حرية و مساواة و عدالة يتحدثون هؤلاء في ظل واقع متردي يعيش حالة الالحاد و التمرد على الدين او ما سوف اسمه التعصب و التشدد ، و هذه قضية اخرى لا اريد الخوض فيها لا نها تحتاج الى محور لوحدها ، ما يهمنا لان هو الاسواق الجسدية التي تباع فيها اجساد فتيات صغيرات ، و الكلاب الأدمية تفترسها و تستمتع ، لكن ما يخدش الفؤاد هو ما محل الدولة و مؤسساتها من الاعراب ؟؟ و اين الدولة التي تدعي المساواة و الحرية ؟ ما مواقع الاسرة من المعادلة ؟ هل الامر يتعلق بالجهل او بفيروس الحريات الواهية ام بالرغبة في تحويل مجتمع اسلامي الى نسخة مشوهة من العالم الغربي .؟ ان المسالة دائما لا بد ارجعها الى اصلها و الى النواة الاولى المتمثلة في الاسرة ، فهذه الاخيرة تشكل العمود الفقري للمجتمع و اي خلل في بنائها يمكن ان يهدم اسوار المجتمع و يزعزعها ، و هذا ربما ما واقع للمجتمعات العربية التي تعيش مع شيطان الحرية و المساواة و العدالة ...الى اخره ، هذه المفاهيم التي استوردها العالم العربي هي مفتهم من بيئة غربية هي نتاج غربي و ليس سلعة المجتمع العربي . و الاسرة العربية اليوم تعيش على اقاع التحولات المستمرة و التي قد تترجم في بعض الاحيان سلوكيات تكون مع المجتمع او ضد المجتمع و هذه السلوكيات تغير خريطة الهيكل العام للمجتمع و الاسرة ، البعض يجهل خطورة هذا الامر على المجتمع ، لان الملاحظ اليوم تراجع المراقبة الاسرية للأبناء بسبب انشغال الاباء في العمل و نسيان الواجب الاسري مما يجعل المشاكل تتراكم داخل الهيكل الاسري . و هذه المشاكل ربما تتحول الى نزاع و اختلاف قد يؤدي بالآباء الى الطلق او هروب الابناء من المنزل ...الى اخيره . هذه نماذج فقط اريد تقريب المشكل من القارئ لكي يفهم الاشكال ببسطة ، لان هذا النماذج التي سلف ذكرها ممكن ان تنتج لنا اسوق بيع الاجساد في اسواق الجملة و تكون الذئاب الادمية ابطل هذه القصص و الافلام التي لازلنا نشاهدها في واقعنا المعيش ، و التي تجعل العيون تذرف دماء و القلوب تتألم .
#محمد_ايت_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسكوت عنه فيروس يسكن الهيكل التقليدي للمجتمعات التقليدية
-
الشباب المغربي و الشغل و سخرية القدر و بروتوكولات الحكومة
-
الضغط الاجتماعي و اثره على سلوكيات الفرد
-
العنف ظاهرة بيوثقافية في الإنسان
-
الاخلاق و الفرد اشكالية العصر المعاصر
-
اي مستقبل للمجتمعات العربية بعد الثورة ؟؟ - مصر و سوريا -
-
الديمقراطية في الوطن العربي بين التنظير و التطبيق المغرب نمو
...
-
هل العدالة الاجتماعية و الديمقراطية في المغرب مجرد خطاب في ا
...
-
ازمة التعليم بالمغرب حلم وواقع
المزيد.....
-
أول تعليق من نتنياهو على الغارات ضد الحوثيين
-
الإشعاعات النووية تلوث مساحة كبيرة.. موقع إخباري يؤكد حدوث ه
...
-
53 قتيلا ومفقودا في قصف إسرائيلي على منزل يؤوي نازحين في غزة
...
-
مسؤول روسي: موسكو لا ترى ضرورة لزيارة جديدة لغروسي لمحطة كور
...
-
-نيويورك تايمز-: شركاء واشنطن يوسعون التجارة مع روسيا ولا يس
...
-
بينها -مقبرة الميركافا-.. الجيش اللبناني يعلن انسحاب إسرائيل
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين في معارك
...
-
الكويت.. خادمة فلبينية تقتل طفلا بطريقة وحشية تقشعر لها الأب
...
-
76 عامًا ولا يزال النص العظيم ملهمًا
-
جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال
...
المزيد.....
-
الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي
/ حسقيل قوجمان
-
ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية
/ صالح الطائي
المزيد.....
|