جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 23:59
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هل يعقل ان ياتي دين من لغة لا تملك كلمات عربية لاهم المفردات الاساسية فيه كالدين و الجنة و الفردوس و الجهنم و الصوم والصلاة و الزكاة؟ أليس من الغريب ان تكون هذه المفاهيم المركزية دخيلا و استعارات من الارامية و الفارسية؟ ماذا يعني هذا للاسلام؟ هل يمكن ان يستند دين في نواته و اساسياته على الدخيل؟ نظرة واحدة لهذه الكلمات كافية لتتفاجأ او تصيب بخيبة الامل حسب ما كنت تتوقع او تأمل.
اولا الصلاة و الصوم: هذه استعارات من الارامية لاحظ ايضا الواو في الكتابة القديمة التي تعكس السريانية (صلوتا) و المعنى الاصلي للجذر الارامي (صلي) هو الانحناء – و ما يفعل المسلم عندما يصلي؟ طبعا ينحني و هذا يعني ان الصلاة يعكس حتى في طريقة الاداء الاصل الارامي. اما الصوم فهو من الارامية (صوما) بنفس المعنى.
ثانيا الزكاة: كان المعنى الاولي في اقدم النصوص لـ (زكا) النمو لغاية الازدهار لذا كانت الكلمة الارامية تشير الى التفوق و الانتصار (قارن الاكدية زكو). جاء الاستعمال الديني الاسلامي العربي بمعنى الصدقة و تنظيف الروح لان الازدهار يشير الى الساطع و المشرق. رغم هذا لا يمكن البت فيما اذا كانت الكلمة يهودية او مسيحية و لكن و لربما الارجح هو كونه مفهوم يهودي الاصل وصل الى محمد عن طريق المسيحية.
يعتقد Fraenkel بان معنى الصدقة في الزكاة يرجع الى يهود الجزيرة العربية بينما Noeldeke يرى انه من محمد نفسه. لربما تحول المعنى من الاشراق الى الصدقة لان الصدقة تزكي الروح. يعتقد Arthur Jeffery بانه لمن الطبيعي ان تحاول الجهات المسلمة تفسير الكلمة من زكى.
لا اعتقد هناك حاجة للتطرق للفردوس و الدين الفارسي او الى الجهنم العبري و الجنة السريانية (راجع مقالاتي السابقة). ليس هناك ايضا ثلاثي (سهل) مثل (جنّ) لكلمة الجنة. كانت الجنة بالاصل حديقة اصبحت تشير لاحقا الى حديقة صغيرة من النخيل. هذا هو المعنى في النصوص الشعرية القديمة قبل الاسلام.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟