مصطفى جليل نعمة
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 23:43
المحور:
الادب والفن
أجوبُ في شَوارعِ التأريخِ
أبحَث ُبين الصَفَحاتِ عنْ شَيئينِ
أرض تُدعَى الوطن
وعنْ آثَارِ تُسمى العمر
أضَعتهُما منذ ُ الصِبَا
تتبعتُ السلالاتَ
وفتشتُ كلَ التواريخ والأعوام
لم اجد إلا شوارعً مَليئةً بالفراغِ
وبيوتاً مَسكونةً بالشرِ
ووجوهاً مزيفةً
لم اعد دارياً اينْ ذلكَ الوطن
قالوا عنهُ فيَّ كلِ غَدَاة تسمع وَجْس العصافير
ولا أذكرُ مرة صَحوتُ على غير تَرانيمِ التفجيراتِ
قالوا عنهُ مَرْج من الجوري و الجلنار
وهنا لا تفوح إلا رائحةُ القَتلى
وَصفوا جِدرَانه لوحاتً منحوتةً بالأمجادِ
أهي نفسهُا لافتاتِ العزاءِ ؟
لم اعد دارياً اينْ ذلكَ الوطن
كل خطوَاتي تتَوارى
لا ارض لا آثار
سَاعَتي تتَلَبُّث مَلتْ منْ الدَورانِ
وسَائقي اظناهَا التعبُ
اينْ انتَ ايُها الوطنُ ؟
ايهُا البَعيدُ على مَرمَى العمرِ
يا من تزرعُ المرارةَ في كبديّ
عُدّ وأدخل بَعضَ الصحوَ الى عمريّ
وأنزع منْ جلدي إرهَاقَ الطريقِ
.....
في آخرِ صفحة من التَأريخِ
قبلَ الفَهرست
اكتشفتُ انيّ أفتشُ عن شيِء ليسَ يأتي
يا للحَماقةِ اضعتُ الوقتَ عبثاً
وأنا أبحث ُعن جثتين ميتتين
لا وطن ولا عمر
كلاهُما ميتان
#مصطفى_جليل_نعمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟