|
المسيح ثائرًا
باهر عادل نادى
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 21:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كتب العبد لله كاتب هذه السطور مقالة سابقة بعنوان (المسيح ثائرا مقدمة)وها نحن هنا نكمل موضوع ثورية المسيح بهذا المقال المختصر. ....................................................................... شخصية المسيح الثورية :نحن يمكن لنا أن نعتبرالمسيح ثائرا بل هو الثائر الأعظم ويضع لنا دكتور ماهر صموئيل ثلاثة معايير للحكم على ثورية شخص ما: تعريف او معايير للحكم على ثورية : من هو الشخص الثورى الحق؟أو ماهى هى المعايير االتى نحكم بها على اذا كان الشخص ثائراً ام لا؟ 1.أحداث تعير جذرى؟:هل أحداث هذا الشخص أى شخص تغييرا جذريا فى التاريخ . 2.تغير بناء أفاد البشرية؟ليس المهم فقط ان يكون له تأثير بل الاهم هو ما هو هذا التاثي هل تأثير أيجابى أم سلبى. 3.هل كان ثورياً حقاً ام وصولياً؟هل هو يتمتع بشخصية ثورية حقا أم انه استغل نقاط ضعف فى المجتمع او اتباعه ليحقق مكانه ويظهر كانه ثائرا. وبتطبيق هذه المعايير على المسيح نجد: 1.أحداث تعير جذرى:المسيح غير التاريخ بل أحدث ثورة فى مفهوم العلاقة مع الله وتغير القلب بدلا من الشكل وليس ذلك فقط بل حرفيا قسم التاريخ قسمين قبل الميلاد وبعد الميلاد.والمسيح جاء بمبادئ روحية واخلاقيه سامية لم تكن موجوده من قبل ولكنه اعلنها فى مواجهه المجتمع اليهودى أنذاك. 2. تغير بناء أيجابيا أفاد البشرية؟ كان تغييرا ايجابيا وتعاليم أخلاقيه سامية بلا شك ،وكانت حياة المسيح ثورة روحية هائله أمتد تأثيرها حتى الان.
3.هل كان ثورياً حقاً ام وصولياً؟ المسيح شخصية ثورية منذ الصغر فقد كان قائدا ليس تابع: فى الهيكل سنه 12 سنه وتركه ابوه وامه وهو كان يقضى حياته ويتكلم بأستقلالية فريدة وهدوء مع الفريسين ويتناقش ولا يضطرب. وباختصار يمكن لنا ان نحدد أهم القضايا والمفاهيم الثورية فى حياة المسيح فى النقاط الأتية: القضية الاولى:التقوى الداخلية قبل الطقوس الدينية: لقد أراد السيد المسيح ان يحرر الناس من التقليد الحرفى هاجم المسيح التقاليد الشفوية الباطله - التى مصدرها الناس -والتى تقيد الحق فيقول السيد المسيح :" :«أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ، وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافًا وَخُبْثًا" (لو 11: 39) القضية الثانية:دفاع المسيح عن كرامة الفقراء والمظلومين وحقوق المراة تعاليم المسيح مليئة بتقديره لفقراء والعناية بهم : "وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ" (مت 10: 42)
"ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. 35لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. 36عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. 37فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَارَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟ 38وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ 39وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ 40فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ." (مت 25: 34 -40)
حقوق المرأة : كانت المراة فى المجتمع اليهيودى المحافظ ليس لها حقوق بل مسلوبة المكانة وبتتبع حياة المسيح وتعاليمه نتيقن من ان المسيح أكد على مكانة المراة وكرامتها . القضية الثالثة:الأنسان اهم من الشريعة والمسيح اهم من الهيكل: كشف السيد المسيح عن ان مدافعى عن الشريعة فاقدين للأنسانية وعلم بأن الانسان أهم من تطبيق الشريعة "..ثم قال (المسيح) لهم"السبت جُعل لأجل الأنسان ،لاالأنسان لأجل السبت" (مر2: 26)
وفى النهاية أقول ان حياة المسيح البسيطة الرائعة المدونة بالاناجيل تمتلئ بالتعاليم السامية التى ادعوك عزيزى القارئ ان تكتشفها بنفسك. وكاتب هذه السطور لايقصد بالطبع ان يقدم دراسة شامله عن ثورية المسيح ولكن ها هى لمحة بسيطة ومختصرة عن ملامح هذه الثورة لعل القارئ العزيز تتحرك شهيته للبحث ودراسة هذا الموضوع.
........................................................... المراجع: 1.المسيح ثائرا د.صموئيل حبيب 2.برنامج المسيح الذى لم أعرفه حلقة المسيح ثائرا ماهر صموئيل
#باهر_عادل_نادى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة المصرية وصراع الأجيال
-
لاتصدقوا حزب العتمة!
-
جماعة الأخوان وصوت العقل
-
الدستور ومابين السطور
-
الفاجومى.. يكدر الأمن العام
-
التعليم هو الحل
-
دى قصص.. ياسيادة القاضى!
-
جومر:سباحة فى بحر التراث
-
المسيح ثائرُا (مقدمة)
-
نعم أرفض الشريعة
-
السبكى..حوش فيلمك عنى
-
لا حياة لمن تنادى
-
عيب يابرادعى
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|