علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 21:16
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تدرجت فكرة الله من الطوطمية الى تعدد الآلهة الى التوحيد والايمان باله واحد وان كانت هذه المراحل متداخلة في ما بينها .
يعتقد اكثر الفلاسفة بأن الله مبدأ العالم وغايته ومصدر الوجود ونظامه , ومن صفاته القدرة على كل شيء والوجود في كل مكان والعلم بكل شيء علماً ازليا . وادلة وجود الله عندهم كثيرة اهمها .
1. الدليل الطبيعي اللاهوتي : يبرهن على وجوده من خلال هذا النظام الذي لا يمكن ان يكون وليد مصادفة
2. الدليل الغائي : ويرى بان هذا العالم ركب على نحو يحقق غاية ما
3. الدليل الكوني : ويرى بأن وجود الكون وما فيه من نظام ووحده دليلا على وجود
4. الدليل الوجودي : ويرى بأن هذا الوجود بما فيه لهو دليل على وجود الله ويعتمد هذا الدليل على ان فكرتنا عن الله تتضمن القول بان من صفاته الكمال المطلق وبما ان الكمال المطلق يتنافى مع العدم فلزم ان يكون الله موجودا وقد خذ به ابن سينا وانسلم وديكارت .
في التفكير الفلسفي المنظم يمكن ان نلاحظ ان اول من قال بفكرة الله هو طاليس والرواقيون الذين قالوا بوجود الهة متعددة واكسانوفان الذي اكد على وجود اله واحد عندما كان يشير الى السماء اما انكساغوراس فقد اعتقد بأن الله منظم للموجودات وافلاطون الذي ارجع المثل الى المثال المطلق الذي هو الله وان كانت فكرته غامضة . وديكارت اعتقد بان الله هو المقرر لقوانين الحركة فيما اعتقده ليبتز كمهندس ينظم المونادات , اما مالبراتش فتصوره صانع قوانين العلل كما اكد فولتير بانه منظم العالم . من جانب آخر نلاحظ بأن سقراط وديكارت اكدا على انه لا يجوز تحديد علل الاشياء والصعود بها الله .
والقول بأن الله هو خالق العقول نجده عند افلاطون وديكارت وليبنتز , اما القول بأن الله هو غاية العالم فهذا ما اكده ارسطو عندما قال : بأن الله هو المحرك الاول الذي يحرك الاشياء عن طريق الجذب .
واعتبار الله غاية اخلاقية موجود عند ارسطو وكانت وروسو .
اما فكرة الاتحاد بين الله والموجودات (وحدة الوجود) فنجده عند الرواقيين وسبينوزا وهيجل ورينان وان كان هذا الاخير يقول بأن هذا الاتحاد ليس بكائن وانما سيكون . واما مذهب وليم جيمس فلا يخلو من فكرة الاتحاد وان كان فيه سمة من الشرك .
وتصور البعض الله بأنه محدود القدرة مثل ميل ورينوفيه وجيمس , اما باسكال وكيركجور فقد تصورا الله كصانع للمعجزات التي تدل على وجوده عن طريق الايمان القلبي .
اما برجسون فقد وصفه بأنه ابدي تنبعث منه كل الصور الحيوية , وعند الكسندر فأن الله صورة سامية تعلو على كل الكيفيات , وعند هوايتهد فالله لابد ان تنتفي عنده ما يمكن ان يوجد في الممكنات من خصائص بحكم طبيعته .
وعند اوتو فأن الله كائن جبار خارج العالم , ووصفه بارت بأنه متعال ومفارق , وعند ياسبرز فهو اساس كل تجارينا , اما هيدجر فقد رفض فكرة الله من الاساس .
وهناك تصورات ثنيوية عن الله نجدها عند افلاطون وديكارت واكد دانس سكوت وديكارت على حرية الله .
واكد ديونسيوس الاريوباغي وسبينوزا على عدم معرفة اي خاصة من خصائص الله , فيما اكد فخته بأننا نعرف خصائص الله عن طريق السلب
اما ادلة اثبات الله فهي دليل الكوني اللاهوتي (الوجودي) وقد قال به ارسطو وليبنتز وينص على : انه كان لو كان يوجد هناك اي عالم فأننا بأزاء لا وجود يتطلب مبدأ وهذا المبدأ هو الله .
والبرهان الثاني هو الطبيعي اللاهوتي الذي يؤكد استحالة التراجع الى مالا نهاية وقد اكد عليه ارسطو , وقد هاجم ديكارت وكانت كلا الدليلين , فيما اظهر برجسون عدم اطمأنانه لهما (اي الدليلين) , واثبت ديكارت وليبتنز وجود الله بالاعتقاد بآثار قدرته المتمثلة بفكرة الكمال .
اما كيركجود فقد قال بعدم الركون الى اي الدليل لأننا ان فعلنا معناه اننا نشك بوجوده .
اما باسكال وكير كجود ونوعا ما برجسون فقد اكدوا على معرفة الله عن طريق الكشف والحدس والبصيرة والايمان القلبي وقد فعل الامر ذاته هامان ووليم جيمس .
اما شلينج فهو على عكس هيجل فقد اكد بأن الله حيادي ليس هذا ولا ذاك وقد اله الطبيعة بعيدا عن كل ارتباط بخصائص الله .
وبرزت فكرة الالحاد عند نيتشه وان كان سوبرمانه اقرب الى الله , ونجد الفكرة واضحة ايضا عند ماديي القرن الثامن عشر وفورباخ وفلاسفة المادية الجدلية وسارتر .
وهناك اسئلة أثارها فلاسفة الشك والريبة بخصوص الله مثل : هل يخضع للقوانين العقلية ام انه هو الذي وصفها ؟ وحقائق مثل الحرية هل خلقها الله ام انها تمثل وجوده ؟ وهل يعلم الله كل شيء وان كان يعلم كل شيء فما هو دور الثواب والعقاب اذن؟ وما هذا الشر الذي في العالم اذا كان الله يمثل كل شيء فيه .
اما الله عند المسلمين فلم يصبح موضوع تأمل فلسفي الا على يد المعتزلة الذين قالوا بأن الله واحد احد ليس كمثله شيء سميع بصير ليس بجسم ولا بشبح ولا جثة ولا صورة ليس له طعم او لون او رائحة وليس فيه حرارة او رطوبة او يبوسة ولا عمق له ولا اجتماع ولا يوصف بشيء من صفات الخلق الدالة على حدوثهم لا يشبه الخلق بأي وجه شيء لا كالأشياء ـ عالم حي قادر لا كالعلماء القادرين الاحياء وقد سبقهم الشيعة الامامية بالقول في هذه الصفات في اقوال لعدد من ائمتهم .
والله عند الاشاعرة الذين يمثلون المحدثين والفقهاء واكثر اهل السنة فهو واحد احد ليس له ولد , يستوي على العرش وله يدين وعينين وله وجه لكنها بلا كيف وله علم وقوة , وقالوا بأن كل هذه الافكار متضمنة في آيات عدة وردت صريحة بالقرآن , وقالوا بأن جميع الاعمال يخلقها الله حتى السيئات , وان الله يرى يوم القيامة للمؤمنين فقط وانه ينزل الى السماء .
واتفق المسلمون عامة على ان صفات الله منها ذاتي لا ينفك عنه كالعلم والقدرة والحياة والارادة والسمع والبصر , ومنها ما هو اضافي يوجد بعد وجود المطلب كالرزاق والخالق والمميت , وقد قال الاشاعرة وبعض المعتزلة ان هذه الصفات قديمة مغايرة لذاته , اما الأمامية فقد اكدوا بانها ليس زائدة على ذاته .
واتفق المعتزلة والامامية على ان الله ليس يحسم لأنه سيكون حينئذ متميزا وبالتالي فهو جوهر والجوهر لا ينقسم لان الذي لا ينقسم اصغر الاشياء وكلا الامرين لا يليقان بالله وان كان ينقسم فمعناه انه مركب وهذا باطل ايضا .
كذلك فان الله عند المسلمين لا يحتاج الى زمان لأنه حينئذ سيكون قديما (اي الزمان) ومفتقرا الى زمان غيره كما هو الحال في كل ما هو زماني .
والله لا يتحد بغيره ولا يحل بغيره لان الحال يحتاج الى الحمل وكل حال فهو ممكن ويستدعي التبعية كذلك يستلزم كون الله حالا في غيره قدم الحمل وبذلك يتعدد القديم وهذا باطل ايضا .
والله عند الفلاسفة المسلمين لا يشويه عرض محسوس كاللون او الرائحة والطعم او الالم والحزن والخوف والحقد لان كل هذه الصفات مزاجية اي جسمانية وقد عرفنا ان الجسم مركب من عناصر لذلك فهذه لا تنطبق عليه سبحانه .
المصادر :
1 ــ طريق الفيلسوف , جان فال .
2ــ العلم والدين في الفلسفة المعاصرة , اميل بوترو.
3ــ الله لماذا , كارن ارمسترونغ .
4ــ الالحاد في الغرب , رمسيس عوض .
5ــ معالم الفلسفة , محمد جواد مغنية .
#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)
Ali_Huseein_Yousif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟