طالب عباس الظاهر
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 09:06
المحور:
الادب والفن
أنا والليل والوحدة
طالب عباس الظاهر
الوحدة والليل وأنا نسير معاً الى هدف مجهول، نطلب السعادة.. فتصير أبعد من الكواكب الى أيدينا.
عجباً أيطلب الليل أو الوحدة سعادة؟!
لكن ما بال الأنا تطلب السعادة .. وتلحّ في طلبها؟
لكن الليل لا يطلبها، والوحدة لا تطلبها بمثلي .. أهناك فرق بين أنا والوحدة والليل؟ ها نحن ثلاثة متلاصقين الان كالمجانين.. نجلس ونفكر كأصدقاء حميمين، ونسعى معاً .
الليل يسعى لسعادته في معانقة النهار.
والوحدة تطلب غريمها الصخب لتذوب في ذاته.
أما أنا فشيء غامض مجنون، وسر محير مصون. يطلب لا شيء ، ويسعى للقاء المجهول بأقدام وخطوات متعثرة بلهاء لا أبالية.. تكاد تكون هازئة!
أشهد أيها الليل على حالي .. أشهد يا رفيقي القديم الجديد.. فأنت وأنا نطوي الساعات معاً، وسرك سري.. وسري سرك. لكن الفرق بيني وبينك؛ إنك تعلم وتنتظر مجيء النهار .. لكني لا أعلم بمجيء شيئاً ، ولا أنتظر قدوم قاتل أو محبوب!
وأنت أيتها الوحدة الساكنة في أعماقي .. حتى تكادين تزجين نفسك في الأنا، وتندمجين معها كوحدة متجانسة.. أرجوك أبتعدي قليلا كي أستطيع أن أبصر ما هو تابع لأنا أو منه، وبين ما هو تابع اليك أو منك!
إنني لا أستطيع تحديد من ملامح ورسوم الأنا شيئاً .. ولا أستطيع أن اعرف عنها أي شيئاً!
أبتعدي أيتها المشوشة عليّ بصيرتي أو اقتربي اليّ ؛لأرى فيك ومن خلالك ذاتي .. ولأعرف بمساعدتك ..مَـن أنا؟!
#طالب_عباس_الظاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟