محمد زويتنات
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 08:57
المحور:
الادب والفن
كانت الشمس في الأفق تداعب بعض كتل السحاب المتبقية من عاصفة مطرية مرت بعد حين، فعادت الحركة والحيوية إلى شرايين البلدة العائمة في المياه، ومقهى المنظر الجميل بدأ يستقطب الزبائن المعتادين على ارتياده الذين معظمهم من فئة الشباب، وكان "يونس" وأصدقاؤه ممن لا يمر يوم إلا وقد ركنوا في زاوية من زاويا الطابق العلوي من المقهى يلعبون " الرامي" ويتمازحون إلى أن يحثهم النادل "إبراهيم" على مغادرة المكان لأنه لم يبق إلا وقت التنظيف وإغلاق المقهى، لكن اليوم وفي هذه اللحظة بالذات تخلف "يونس" عن الموعد المعتاد في ارتياد المقهى وفي الإلتحاق بأصدقائه الذين أخذوا "الرامي" وبراد شاي كالعادة وبدأوا يلعبون ريثما يحضر، الوقت يمر بسرعة و "يونس" لم يأت بعد، هل يكون المطر هو السبب في تأخره ؟؟ ،هذا سؤال طرحه "جمال" على المجموعة وفي عينيه بريق يخفي الغاية من وراء هذا السؤال، فاستطرد قائلا : ربما قد يكون مشغولا بشيء ما، لكن "محمد " بدا وكأنه قد أدرك سبب غياب "يونس"، فرد في لهجة فيها شيء من المكر والإستهزاء: لقد شغلته محبوبته "فاطمة "، وكان قد حمل في يده كأس الشاي تجرعه جرعة واحدة، أما سعيد فقد نادى بأعلى صوته يطلب من النادل "إبراهيم" إحضار سيجارة يدخنها، لكن ما لم يكن حاضرا في أذهان الجميع هو أن "يونس"، كان قد ترك البلدة والتحق بصفوف الجندية ليبدأ حياة جديدة مع أصدقاء جدد ويبقى الأصدقاء القدامى ومقهى المنظر الجميل ذكرى تقاذفتها الأيام لتلقي بها في الأخير بين أحضان هذه الورقة في سطور خطها القلم كشهادة على مرحلة من المراحل التي يمر بها عدد كبير من الشباب أمثال يونس و أصدقاؤه.)
#محمد_زويتنات (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟