|
صافيناز وشاهيناز والكباريه
عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 18:22
المحور:
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
استحوذت حكاية الصراع بين الراقصة الأرمينية الحسناء "صافيناز" وبين "شاهيناز" - صاحبة الكباريه الذي ترقص فيه "صافيناز" علي اهتمام العامة والخاصة من إعلاميين ومواطنين وهواة قراءة المانشيتات الساخنة.
وكان من الطبيعي أن تنافس الحكاية المحشوة بكل أنواع البهارات علي اهتمام هواة أخبار النميمة، وفقا لما امتلأت به من شائعات مثيرة حول غيرة نسائية وصراع علي شهرة وخلافات قانونية علي العقد المبرم بين شاهيناز وصافيناز، والذي كان يقضي بأن تكون جميع فقرات الراقصة، حصرياً علي مسرح كباريه الأولي، ولما خالفت "صافينار" بنود العقد" ورقصت خارج كاباريه شاهيناز، وقف لها محامي الأخيرة بالمرصاد، من وجهة نظره لأسباب قانونية محضة، بينما تحدث البعض عن أسباب أخري "شخصية" تضمنت اتهامات بتحرش المحام بالراقصة، بحسب أقوالها في النيابة.
المشهد وعلي الرغم من أنه ليس الأول في سياق حكايات الصراعات النسائية، في الأوساط الفنية والسياسية والاقتصادية، وهي بالمناسبة أوساط تجمعها الكثير من أوجه الشبه، وكما أنه ليس الوحيد علي ساحة أخبار النميمة المذمومة، ولكنه أيضا يجبر القارئ بهدوء علي التوقف والتساؤل........................
لماذا الآن تعود مثل هذه النوعية من الأخبار لتطفح علي السطح وكأن هناك من يحاول مجدداً، شغل الرأي العام بذات القصص التافهة التي كان أبطالها نجوم الحاشية المباركية الفاسدة، جنبا إلي جنب وحكايات الاغتصاب وجرائم الإرهاب وأحداث الفتنة الطائفية، والتي كان يتم الزج بها زجاً متعمدا علي مائدة اهتمام العامة، لإلهائهم عما يجري علي موائد الأغنياء، وموائد أخري خضراء، مورس فيها القمار علي مستقبل البلد وأهله معاً؟؟؟.
كلها إذن حكاوي وروايات، من المفترض أن غالبية المصريين - المبهرين بوعيهم الجمعي الرائع - قد فهموا ( لبتها ).
وعرف المصريون أخيرا أن حكايات زواج وطلاق الفنانين وحمل الفنانات من حرام وغيرها من جرائم القتل والاغتصاب غريبة علي مجتمعنا لم تكن تبدو أبدا بهذه الكثرة إلا لأن الإعلام المباركي كان يتعمد التركيز عليها، كما أن "الفتنة الطائفية" المزعومة قد انفضحت بامتياز وآمن المصريون أن وحدتهم - كأمة واحدة - لن يقدر عليها أحد - مهما حاول - طالما حافظوا علي تماسك نسيجهم الاجتماعي والوطني......
أما موضوع "الإرهاب" فقد شهد الناس بأعينهم كيف خرجت الجماعة الإرهابية من قمقم مبارك، كالمارد، بأذرعه السوداء المليارديرية والعسكرية "ميليشيات الشاطر" والسياسية "حزب الحرية والعدالة" الذي تشكلت كوادره ودوائره في أيام.
ليتاكد للجميع أن لوكان نظام مبارك جادا فعلا في حربه علي "الإرهاب" ما تحولت الجماعة في عهده إلي ( غول ) ما أن تنفس هواء الحرية حتي أراد أن يدهس الجميع ويلتهم مصر بأكملها ( في لقمة واحدة )، وأن الحكاية كلها كانت صفقة قذرة، أو مسرحية هابطة، بطلها "مبارك" في دور "حامي الحمي"، والسنيد فيها الجماعة في دور "المرأة المقهورة"....... بينما الواقع إن كله كان بيلعب مع كله علي جسد امرأة أخري يتناوب الجميع اغتصابها دون رحمة هي مصر!!!.
وعودة إلي حكاية صافيناز وشاهيناز، نجد أن طرفي الحكاية لا فارق كبير بينهما، فالراقصة "صافيناز" - مع كل احترامنا لوجودها بين أهلها ووطنها الثاني في مصر - لم تكن لتتمتع بكل تلك الشهرة الطاغية في مصر ما بعد الثورة - إلا لأن الثورة الحقيقية لم تهز بعد وجدان قطاعات واسعة من شعب عملاق تمرد علي طغاة وجبابرة، لكنه لم يستعد بعد وعيه الفني والثقافي ولا قدرته علي "التمييز" بين الفن السابع وفن الدرجة الثالثة أو "الترسو".
أما شاهيناز، فحكايتها أتركها لتتناقلها ألسنة سكان منطقة بطن البقرة.
وبطن البقرة - لمن لم يسمع بها من قبل - هي إحدي عشوائيات الدائرة الانتخابية التي كانت تمثلها "الهانم شاهيناز" في عهد عصابة مبارك والأربعين ألف حرامي، ومنهم لص الحديد الشهير بـ"أحمد عز"، مايسترو التزوير البرلماني الأول والذي كان زوجا لها في يوم من الأيام.
وهي الحكاية - أي حكاية بطن البقرة وسكانها الميتين بالحياه حتي الآن - هي الأجدر أن تستحوذ علي اهتمام الناس الآن، وإلا سنعود كلنا - كمصريين - إلي سكان عشوائية طويلة عريضة ممتدة بعرض الوطن، بينما يعيش الطغاة وزوجاتهم وأنجالهم، وهم راكبين علي رقابنا ( مدلدلين أرجلهم ) علي أكتافنا.
أفيقوا يرحمكم الله.
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر علي فوهة بركان ال-H A A R P-
-
الدولار: حان الوقت لنسف البقرة الخضراء المقدسة
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 9 )
-
حسن حمدي “من” وزير دفاع الأهلي “إلي” متهم بسرقة الأهرام ..(2
...
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 8 )
-
صفعة راهبات معلولا لعبيد الاتحاد الأوروبي ودعاة النيتو
-
العدو يدس السم في -إشادة- موسادية بالجيش المصري
-
الربيع الكاذب ...... بالفيديو
-
هل يرد السيسي الجميل لبوتين؟
-
حسن حمدي -من- وزير دفاع الأهلي -إلي- متهم بسرقة الأهرام
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 7 )
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 6 )
-
واحد سحلب علي حساب المعلم محلب!!!
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 5 )
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 4 )
-
صندوق النقد الصهيوماسوني سيفتقد الببلاوي!
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 3 )
-
عمرو عبد الرحمن ل-النيل الدولية-: انتصرنا علي أمريكا في معرك
...
-
رسالة إلي امرأة قبطية
-
المخابرات الماسونية قتلت رضا هلال
المزيد.....
-
-العين بالعين-.. كيف سترد الصين على أمريكا بعد فرض ترامب رسو
...
-
ساعة رونالد وثمنها بلقطة مع تركي آل الشيخ بحلبة UFC
-
دراسة صادمة .. الأرض قد تحتوي على 6 قارات فقط!
-
قوانين جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي تدخل حيز التنفيذ في ا
...
-
تسع دول تشكل -مجموعة لاهاي لدعم فلسطين-
-
وفاة الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر
-
مهاجم مدرسة قازان أراد تدميرها بالكامل
-
دراسة جديدة تفنّد الفرضيات السابقة حول علاقة صحة الأم باضطرا
...
-
من السلطان سليمان إلى أردوغان: تطور الاستخبارات في تركيا
-
عصر القطب الواحد انتهى – ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟
المزيد.....
-
الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي
/ حسقيل قوجمان
-
ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية
/ صالح الطائي
المزيد.....
|