سلامات (يجوحي)

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 13:33
المحور: كتابات ساخرة
    

ارتدى الرجل كل مستلزمات (الكشخه) التي لاتخرج من مأمنها إلا عند الضرورات , وغادر بيته بعد ان اوصى الجميع (وكل حسب اختصاصه) بتنفيذ كل ما اتفقوا عليه في جلسة الليله الماضيه , توجه اولا نحو ( الشيخ ظاهر) رفيقه الوحيد المتبقي على قيد الحياة من مجموعة (الشيوخ) الخمسه الذين اعتادوا على الذهاب سوية لتلبية دعوات (الريس) في ايام زمان وكل منهم يخاطب الاخر بكلمة (محفوظ) وكانهم يتدربون عليها بعد ان أنعمت عليهم قيادة الشعبه بلقب (شيخ) ضمن ما اطلق عليهم حينها (شيوخ التسعينات) , استقبله الرجل بما يليق من الترحاب وهو يردد اهلا وسهلا بالشيخ (ابو جاسم) ويرد عليه (جوحي) ( مشكور محفوظ والنعم منك لكن الجماعه ينتظرون يبو حسين وكلما نستعجل احسن ) , نادى الشيخ ظاهر على ولده حسين ان يُخرج السياره , واستقلاها قاصدين غايتهما المتمثله بتلبية دعوة (...) في البهو لغرض يعرفانه مسبقا (دعم حملته الانتخابيه).
في الطريق الى المدينه ناقشا بعض الامور التي وضعتهما في حيره من امرهما , فبين كونهما عضوين في مجلس الاسناد يتقاضيان راتب ويُفترض بهما ان يمتثلا لتوجيه رئيس المجلس بانتخاب القائمه (أم الخبيزه) , وبين هذه الدعوه وما سبقها من دعوات وما سيليها , وكلها لاتخلوا من منافع شخصيه والدفع يرافقه (قسم) بانتخاب صاحب الدعوه , ومن جانب اخر فان الناس لا تُنفذ أمر الشيخ , والشيوخ اصبحت الان اكثر من السابق باضعاف مضاعفه , فيكفي ان يكون لدى الشخص مهوال يرافقه في الحل والترحال وثلاثة أو اربعة اشخاص مع الظهور بمظهر الشيخ بارتداء الزي المناسب ليصبح (محفوظ) يشار له بالبنان وتتسابق القوائم التنافسه على دعوته !! , وبعد كل ما قلباه من امور اتفقا على ان الامور ليست واضحه ولا احد يتكهن بهوية الفائز لذا فما عليهما إلا العمل بمبدأ (حطي ايدج اعله اثنين بالج تفلسين) , والمهم ان لايعرف رئيس الاسناد بحضورهما اليوم .
ما ان دخلا القاعه حتى وقع بصر الشيخ جوحي على رئيس المجلس يحتل مقعده في مقدمة القاعه , واسر الشيخ ظاهر بذلك فتهللت اساريرهما وهما يشعران برفع الحرج , واتفقا على التوجه نحوه لغرض السلام , نهض الرجل ليرد التحيه باحسن منها ودار بينهم الحوار التالي :
- سألهما عما جاء بهما ؟
-رد الشيخ جوحي ... محفوظ الجابك جابنه وانت السباق بالطيب
-انا جئت تلبية للدعوه ولكن ولائي كما اتفقنا عليه سابقا
-رد الشيخ ظاهر .... واحنه مثلك شيخنا
-واذا حلفوكم ؟
-رد الشيخ جوحي ... نُحرك شفاهنا دون ترديد قسم , واضاف الشيخ ظاهر .. محفوظ هذا اليمين ما يشور
وهنا ابتسم الشبخ الرئيس بوجهيهما ابتسامة رضا وطلب منهما التوجه الى المقاعد ليجلسا بانتظار (الكبير) القادم محملا بما يليق بشيوخ الزمن الفالت من الهدايا السنيه .
خلال بحثهما عن مقعدين متلاصقين فارغين ليجلسا فيهما كان الشيخ جوحي (حفظه الله ورعاه) يُتمتم بكلمات غير مفهومه ولاحظ ذلك احد معارفه من الحضور وسأله عن سبب ذلك فقال :
(مصختني كثرة الايمان وضليت اهذي الله يكفيك الشر )
وسلامتكم

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات