|
مسرحية (لا...أيها الآباء )
نجية نميلي (أم عائشة)
الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 20:19
المحور:
الادب والفن
مسرحية "لا...أيها الآباء" كتبتها وأنا في السابعة عشر من عمري ،قرأتها لأصدقائي في السلك الثانوي داخل الفصل الدراسي أمام أستاذ اللغة العربية . ولم أنشرها في جريدة "السفير" الورقية إلا بعد أن تجاوزت الثلاثين عاما . وأنشرها الآن في هذا الموقع "الحوار المتمدن " و أنا أتجاوز الأربعين عاما . ويسعدني أني حافظت عليها كما كتبتها أول مرة . ______________________________________________________ الفصل الأول __________ المشهد الأول __________ (تظهر زهرة وهي تنظف أثاث البيت،سحابة سوداء تخيم على محياها،تتوقف بين الحين والآخر عن عملها...كأن شيئا ما يشغلها...في هذه الأثناء يرن جرس الباب ...يرن ...يرن ...وهي غارقة في بحر أفكارها...و...فجأة تنتبه لهذا الرنين المتتابع ...فتهرع نحو الباب وتفتحه ... إنها صديقتها نعمى ، تسلم عليها في برود شديد يزيد من اندهاش صديقتها بعد طول انتظارها لفتح الباب.) نعمى:ماهذا ؟هل كنت نائمة؟ثم ماهذه التحية الصباحية الباردة ؟ مابال زهرتنا اليوم ذابلة ؟ ...أريد أن أعرف ...ألا تتكلمين؟ زهرة:ماذا تريدين أن تعرفي؟ألا تعلمين ؟أأعيد عليك كل يوم مصدر حزني وألمي؟أتستهزئين؟ نعمى:ألا تريدين يازهرة أن تنسي كل شيء؟وتعيشي أيامك في سعادة وتنسي هذه السمفونية الحزينة؟ زهرة:إن الذي لايحس يستطيع أن يفعل ، ولكنه لايفعل لأنه قرير هانئ، أما الذي يحس فهو لايفعل شيئا لأنه أعجز من أن يفعل...إنك لاتحسين بالألم الذي أعيشه ، لذلك تعيشين حياتك ...هنيئا لك! نعمى:كل إنسان في هذه الحياة له أحزانه الخاصة، ولكن الذكي هو الذي يضع مشاكله في جيوب مثقوبة (وتضحك نعمى ضحكة استهزاء) زهرة:إنك لاتعرفين كيف أقضي الليل الطويل وأنا في انتظاره ...وأمامي مائدة عليها طعام العشاء...تصوري حتى هرتي "ميمي" تسهر معي الليل كاملافي انتظار أن يعود ... وحتى إذا ماعاد ...يعود مخمورا ...لقد نسي من أكون ؟ بل نسي أن له ابنة يجب أن يهتم بها ويحنو عليها، بعد وفاة والدتها (وتنظر إلى صورة والدتها المعلقة على الجدار ) إنه لايشعر بي،ولا بعذابي...إني أريد فقط أن أثير انتباهه على أنه نسي واجبه نحوي كأب،ولكني لاأجد فرصة التحدث إليه ...في الصباح في العمل ، وفي المساء في الحانة ، أما بيته ...(وتتنهد...تنظر إلى نعمى ...كأنها تنتظر تعليقا منها ) (أما نعمى فتطيل النظر إليها ) ثم تقول : _ليس أخطر عليك من الفراغ، وليس أخطر عليك من هذا السجن ، اهربي من سجنك...من هذا الفراغ...إنك كلما ركنت لنفسك في هذا المنزل ...كلما زاد عذابك ،انسي أباك ومشكلته مع السهر والخمر،مادام قد نسيك كما تقولين،وعيشي حياتك ككل فتاة في مثل عمرك... زهرة:أبدلاْ من أن تنبهينني إلى حل أغير به من سلوك أبي تسخرين مني بهذا الكلام يانعمى؟ نعمى:أقولها لك للمرة الأخيرة انتبهي لنفسك وافتحي ذراعيك للحياة وانسي كل شيء ...وإلا ستصبحين كجدتي ...طاب صباحك ...أنا ذاهبة . (تنصرف نعمى تاركة زهرة ...مسمرة في مكانها ...ثم تنهض زهرة وتقف أمام صورة والدتها مخاطبة إياها ) _هل أثق يا أماه في كلام نعمى ؟ أكلامها صحيح؟ لقد أقام أبي حائطا عاليا بيني وبينه ، حجب عني شمس الحنان والدفءومنع عني ضوء الحماية ، لقد تركني أغرق في دموعي ، لكن الماء إذا اشتد غليانه احتاج إلى التنفيس عنه ،أريد أن أتنفس، أكاد أختنق..أريد أبي ...لاأريد كلام نعمى ...
المشهد الثاني ___________ (المنزل خال هادئ...في هذا الوقت تدخل زهرة وهي في أناقة تامة والبشاشة تعلو وجهها ، تتجه نحو غرفتها ، لكنها تتذكر ، إنها لم تتحدث إلى والدتها ...فتقف أمام الصورة تتأملها ثم تقول) _لاتتصوري كيف سعدت هذا المساء وأنا بين أصدقائي...كنا نشاهد فيلما آخر للممثلة "...." ألا تعرفين يا أمي ؟ هذه الممثلة أصبحت تعجبني بإغرائها ...لكن ماكان جميلا حقا هو وجود أصدقائي من حولي وصخبهم ...ذلك ما جعلني أحس بالحياة ...إني دعوتهم غدا لحفلة شاي ....هنا...وسأستمتع بمرحهم ... (تتأوه زهرة ...ودون أن تنظر إلى صورة والدتها كالعادة تقول لها ) _تصبحين على خير.
المشهد الثالث ___________ (في الغد يمتلئ منزل "زهرة" بالأصدقاء ...يشربون الشاي في مرح ونشوة ، ويستمعون إلى موسيقى غربية صاخبة ... وكان من بينهم شاب يطيل النظر إلى زهرة ...وبعد لحظات يتوجه نحوها ، يتنحى بها جانبا ، ويقول لها هامسا) _لقد فوجئت عندما تلفنت لي وطلبت الحضور مني اليوم ...أمعقول هذا ؟ لم أصدق،(ولم يكمل كلامه ، لأن صديقة أخرى أخذت بذراع زهرة في مرح وهي تقول) _تعالي يا زهرة لنستمع إلى آخر نكتة سترويها لنا سعاد ...هيا تكلمي يا سوسو سعاد:آه يافيفي ...إنك دائما تحرجينني ...لكن من أجل خاطر صديقتنا زهرة سأروي لكم ماذا قال جحا لأصدقائه(قال الرفاق جميعا :ماذا قال؟) سعاد:سألوه ...متى تقوم القيامة يا جحا؟ أجابهم :وأية قيامة تعنون؟ قالوا:وهل هناك أكثر من قيامة؟ قال لهم :طبعا...عندما تموت زوجتي تلك قيامة صغرى وعندما تموت حماتي تلك هي القيامة الكبرى (وضحك الرفاق جميعا ...ثم تخاطبهم زهرة قائلة) _لنستمع الآن إلى هذه الموسيقى يارفاق (يوافق الجميع على اختيار زهرة للموسيقى ...ويرقصون على أنغامها ، وكلهم فرح وبهجة) -------------- *****(يتبع) العدد 3-4 الاثنين 30 أبريل 2007 السفير (جريدة محلية )
#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في نص -خطوبة- لعبد الله الواحدي
-
قراءة تحليلية في القصة القصيرة جدا (الوصية) للأستاذ القاص: ع
...
-
قصص قصيرة جدا (رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب)
-
حوار مفتوح مع الناقد المغربي : محمد يوب
-
ومضة شعرية
-
جدل الاتصال والانفصال في :-كيان امرأة-
-
حوار أدبي_ ثقافي مع الأديبة الإعلامية المغربية :فجر عبد الله
-
ليل ووهم
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|