أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - شعوب يتيمة














المزيد.....


شعوب يتيمة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينشأ الإنسان في مراحل عمره الأولى على الانتماء لوالديه والثقة بكل ما يلقنانه إياه من مبادئ وعادات ومعلومات،
ويكون على يقين كامل أن كل ما يفعلانه ويقولانه إنما هو الصحيح والصادق، فيتبنى ديانتهما وينطق بلسانهما ويعادي أعدائهما،
أليسا هما من يقومان على رعايته ويوفران له احتياجاته بحسب قدراتهما؟ ..
وكالطفل ينشأ الأغلب الأعم من أفراد شعوبنا التي لم تدخل بعد مرحلة النضج الفكري والسياسي ..
فيميلون الى تصديق من بيده السلطة والقوة .. ويمكنه ان يعطي ويحرم .. ويرفع ويخفض ..
ويكفي أن يشعرهم بأنهم في حمايته وأنه وحده القائم على رعايتهم من أعدائهم المتربصين بهم في الداخل والخارج من الأغيار
حتى يجتمعون وراء اكتافه مساندين له طالما أن فوهة سلاحه موجهة للأخر أياً كان هذا الأخر ..
فهو تماماً كما تقول .. خائن .. عميل .. كافر .. تكفيري .. إرهابي .. أو حتى مجنون يجب أن نحد من شره
ونبعده عن التابعين المخلصين الصالحين - بالطبع - والذين يفعلون ما يؤمرون به .. تماماً كالطفل المطيع لأبويه.

ينتشر نموذج الحاكم الأب في بلادنا العربية بشكل يدعو للشفقة،
وحتى البلاد التي قامت بها ثورات نجحت في تنحية رؤساء كانوا يمثلون هذا النوع من السلطة الأبوية،
أصبحت بعد تنحيته تعاني من متلازمة يُتم .. فصارت تبحث بجهد جهيد عن من تنصبه أب عليها ..
وتمثلت هذا الوجه الأبوي في أول طارق يحمل سلطة دينية أو عسكرية ..
أما الدول التي لم تقم فيها ثورة من الأساس أو قامت فيها ثورة محدودة لم تنجح في تنحية الرأس الأبوي عن الحكم ..
فقد أصبحت تعاني بشكل أكثر وضوحاً وقوة من متلازمة الحاكم الأب
فأصحاب المصالح والمنتفعين بأي صورة من الصور يساندونه بكل ما اوتوا من قوة ..
فقد اصبح هو الضامن الوحيد لمصالحهم ووجودهم - وكما يقول عمنا محفوظ "أصحاب المصالح لا يحبون الثورات" -
والأخرين أو الأغيار يعادونه بكل قوة فهو في نظرهم لا يحكم بالعدل ويستأثر واتباعه بخيرات البلاد دونهم ..
مما صنع درجة غير مسبوقة من الاستقطاب والكراهية والانقسام بين ابناء الشعب الواحد يستحيل معها ان تحتفظ الدولة بتوازنها ووجودها لفترة طويلة.


ودائماً ما يساند هذا النوع من الحكام إعلام الدولة فيكون مسخر بالكامل للتبشير به وبحكمته وقوته
وقدراته الغير محدودة ومكانته كالقمر بين النجوم من رؤساء الدول الأخرى فلن ينجح إعلامي لا يبشر به
ولن يبقى في منصبه من يعاديه أو يعادي أحد من أزلامه وتابعيه المطيعين ..

نصبح أمام نماذج من البشر على استعداد لفعل أي شيء وقول أي شيء مهما بدى سخيفاً وغبياً وتافهاً
طالما سيحوذون الرضا ويكفي من الحاكم الأب نظرة عطف تشعرهم بالامتنان.

يتساوى هنا حملة الدكتوراه والدارسين في أكبر جامعات العالم وهؤلاء الذين لم ينالوا أي قسط من التعليم ..
فـأمام المصالح يتوارى العقل والمنطق وحتى الكرامة في عرف بعض البشر.

لا أعرف حقاً متى ستدخل شعوبنا ومجتمعاتنا مرحلة النضج لتعرف أن رئاسة الدولة أو المؤسسة أو ... ألخ
مجرد وظيفة وأنهم أصحاب حق بالميلاد والنشأة مثل أي شخص اخر يحمل نفس الجنسية ..

قد يكون ذلك بعيداً جداً .. وقد لا نعيش لنراه أبداً !



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسونامي الأكاذيب
- قشور التحضر
- -الفيس- وسنينه
- الموتى لا يكذبون
- ألوان من البشر
- نواقيس الفشل
- أحلام الصمت
- مشعلوا الحرائق
- عصر الفرسان
- السقوط في الفخ
- أنا لم ألوث مياه النيل
- افتح للضوء نافذة
- وكأن شيئاً لم يكون
- الصدع
- فنون الإحتيال
- تحرش
- في نعي الثورة
- صرخات على الجدران
- انتخابات الرئاسة
- عفوا لقد نفد رصيدكم


المزيد.....




- دراسة تظهر فوائد الجبن المذهلة لتعزيز صحة الأمعاء
- أسباب ظهور الوذمة على الوجه
- أجهزة كهربائية لا ينصح باستخدامها مع سلك التمديد
- علماء يعثرون على شبكة ري متطورة تكشف أسرار حضارة بلاد الرافد ...
- السعودية تلعب دور المُيسِّر وليس الوسيط
- بدأت هزيمة القوات الأوكرانية ويجري الاستعداد للقضاء عليها
- فريق ترمب يبحث عن بديل لزيلينسكي
- روبيو: واشنطن تريد معرفة التنازلات التي ترغب أوكرانيا في تقد ...
- إسقاط عشرات المسيرات الأوكرانية المتجهة إلى موسكو
- صحيفة: الناقلة التي اصطدمت بحاملة الحاويات قرب بريطانيا مستأ ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - شعوب يتيمة