مناف الحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 03:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأدلجة والذات المهيضة
ليس غريباً أن يسلك أهل الإيديولوجيات سلوكاً وحشياً وليس عصيّاً على الفهم أن يكونوا سادرين في غيّهم مهما واجهوا من رفض وكراهية اذا فهمنا سبب عدم توازنهم .
للذّات جناحان تتحقق في تكاملهما وتصبح عرجاء ، عوراء ، شائهة بفقدان أحدهما .
العقلنة وإضفاء الذاتية :
العقلنة هي السلاح لفهم الواقع ، والتعاطي مع التقنية ، والقدرة على الاستهلاك في عالم تسيطر عليه الفلسفة الرأسمالية .
أما إضفاء الذاتية فهو الانتماء إلى ذاكرة ، إلى تاريخ ، إلى أسرة ،إلى أمة .
بالجهد المتواصل للجمع بين الاثنين تعرّف الذات ، إنها عمل مستمر لتحقيق تكاملهما ، عمل لا يتوقف ولا ينجز بشكل نهائي ، عمل مستمر .
إذا طغى الأول على الثاني تحول الفرد إلى عبد للسلعة والتقنية ،متماه مع السوق ،أو خاضع لسلطة عقل عمومي مجرد ، وفقد البعد الوجداني ، وإذا طغى الثاني تحوّل الفرد الى مهجوس بالهويّة ، مستبطن للعداء لمخالفيه ، نرجسيّ ومتعال .
طغيان الثاني هو الذي يثوي وراء مواقف المؤدلجين وهو الذي يفسّر اجتراحهم لتبريرات للجرائم وإصرارهم على المضي فيها .
هذا التشوّه هو ما يعاني منه الذين يقاتلون في سوريا من المؤدلجين إلى جانب النظام .وبالمقابل يسم بشكل نافر المتطرفين في التيارات السنية الجهادية الذين يحاربون النظام وأهل الخطاب الديني عموما مع استثناءات قليلة .
بفهم هذا الانعدام لتوازن الذات يصبح مفهوماً سلوك النازي ، ويصبح مفسّراً ما جرّه رموز الحركات القومية علينا من ويلات .
بهذا الفهم نستوعب ما يرشح من سلوكيات متطرفة ، وبهذا الإدراك يخفّ استفزازهم لنا وربمايمتزج بنوع من الشعور بالشفقة على هذه الكائنات الشائهة التي مهما حلّق بها جناحها الأوحد فإنه لا بدّ أن يهوي بها في النهاية في غور سحيق .
#مناف_الحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟