صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1249 - 2005 / 7 / 5 - 07:54
المحور:
الادب والفن
28
.... .... ....
الأرضُ ترحَمُهُ
تغطِّيهِ
تحمي عظامَهُ
من تعفُّناتِ هذا الزَّمان
زمنٌ مكفهرٌّ
حاملاً شعارَ الظَّلامِ
آهٍ .. يا ظلام
مَنْ داسَ على هذهِ الشُّموعِ
ومَنْ كسرَ جذعَ الشَّمعدانِ؟!
تحملُ الأرضُ فوقَ كتفيها
ينابيعَ الفرحِ
ينمو فوقَ وجهِهَا
رحيقَ الوجودِ
الأرضُ
تحملُ فوقَ سفوحِهَا
أكوامَ الحنطةِ
أكوامَ الخيرِ والعطاءِ
ترفرفُ فوقها كلَّ الكائناتِ
ترتشفُ منها نسغَ الحياةِ
الإنسانُ أسمى المخلوقاتِ
آهٍ .. يعبرُ وهادَ الأرضِ
مُرشْرِشاً كلّ أنواعِ السُّمومِ
على وجهِ أخيهِ الإنسان
أيُّ إنسانٍ هذا
لا يفكِّرُ بما هو آتٍ
يفكِّرُ بأنانيَّتهِ
بشراهتِهِ الوقحة
يخطِّطُ لذرِّيتِهِ بجشاعةٍ مُقيتةٍ
يلازِمُ الجشعُ أجيالاً لا تحصى
الأرضُ ابتُليَتْ بالإنسانِ
الإنسانُ ابتليَ بالإنسانِ
إنّه
زمنُ
القحطِ
قحطٌ إنسانيّ
يغلِّفُ صدرَ الكونِ
مَنْ يستطيعُ أَنْ يستأْصِلَ
كلّ هذا الجشعِ المستفحلِ
في عظامِ الإنسانِ؟!
عظامٌ
مكسوَّة
بأشواكٍ
زرقاء!
...... ...... ..... يُتْبَعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودةِ الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟