ابوحازم التورنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 21:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرة أخرى ترتفع اللافتات المشبوهة وهي تحمل شعارات معادية للحرية والديمقراطيه ( رغم عدم قناعتي وقبولي بديقراطية أزمنة الاحتلال البائسه) بل هي – أي اللافتات المشبوهه - معادية للوطن وقضاياه ، فمعاداة الشيوعية في جوهرها هي معاداة الوطن ، طالما ان الشيوعيين متمسكون بنضالهم المشرف من اجل وطن حر وشعب سعيد وقدموا من اجل هذا الوطن اغلى التضحيات التي يطول سردها ….فستغدو محاربتهم و معاداتهم ، هي معادات للوطن حتى وان تسترت تلك الحملات الجائرة وغير المنصفه بغطاء الدين والمذهب ، وكرست لها عشرات الفتاوي الباطله التي لاسند لها …..وهنا ورغم ان الاسلامويين يكفروننا ويدعون الى قتلنا واستباحة دماء ورقاب الشيوعيين في الاوساط المدنية الوعي والثقافة من المتعصبين الطائفيين، فأننا نبقى متمسكون بلغة الحوار الهادف الى تبيان الحقائق بعيدا لغة التشهير والشتائم التي دأب الموتورون منهم على استخدامها بمناسبة او دونها …..
ولابد من السؤال هنا لمن يتحامل على الشيوعية في العراق بمواقف عدائية : من وقف ضد الشيوعية في العراق ؟ ومن حاربها ؟ ومن اعدم الشيوعيين ؟ واين انتهت رموز معاداة الشيوعية ؟ الاجابة واضحة ومعلومة و لا تحتاج الى جهد لاستبيان هذه النتائج ،رغم أن تحالفات الجوقات المعادية للشيوعية تمتد طويلا من حيث الجعرافية والتاريخ ، وكلها في نهاية المطاف بين واحد من اثنين :اما احضان المخابرات الغربية او الى مزبلة التاريخ ويبقى مصير نوري السعيد وعبد اله وبهجت العطيه ورشيد مصلح خير دليل على تلك النهايات البائسه في العراق وليس اكثر دلالة من تصريح العلامه محمد بحر العلوم في تبيان حقيقة المعارك والصراعات التي افتعلها الاسلامويون المتحالفون مع عتاة الفاشية البعثيه والقومية من اجل اسقاط ثورة تموز حين اعلن((المرجعية الحكيميه انتصرت على قاسم والشيوعيين ، ولكن القوميين أستفادوا من ذلك وصعدوا على أكتافنا ونحن الاسلاميين لم نلتفت الا بعد فوات الاوان) فهل يتعض الاسلامويون الجدد ويتمعنوا في دلالات التصريح الشهير للعلامه محمد بحر العالم
والمتفحص لخلفيات الموجة الجديدة لمعادات الشيوعية في العراق يتلمس مباشرة ، أن الجوقة الحالية المردده للشعارات المشبوهه ( الشيوعية كفر والحاد ) هي بالاساس أمتداد و من ذات المنبع ( ان لم اقل من ذات المستنقع )الذي خرجت منه الجوقات السابقة والتي يعود اصلها الى ذات الحقبة التي تكالبت فيها القوى الاقطاعية التي تضررت مصالحها ،جراء قانون الاصلاج الزراعي الذي اعاد توزيع الاراضي الزارعية بما يحقق مستوى مقبول من العدالة في ملكية الاراضي الزراعية ، وعندها بدأت تشح وتنضب موراد الحوزة الحكيمية (حوزة السيد محسن الحكيم ) من موارد الخمس والزكاة والهباة الطائلة التي يدفعها الاقطاعيون لحوزة الاسلام السياسي ، عندها برزت الى الوجود الحاجة الماسة للتحالف غير المقدس للقوى المتضرره من مشاريع وانجازات ثورة تموز وبين حوزة الحكيم المدعوم من قبل الدوائر الايرانيه التي خرجت لتوها مزهوة من عملية اجهاض الاصلاحات الوطنية التقدمية للدكتور مصدق بتأميم النفط الايراني وضرب المصالح الاستعماريه في ايران ، لا نأتي بجديد ان قلنا أن السيد محسن الحكيم الذي اطلق تلك الفتوى الشائنة المشبوه ، رجل ايراني الانتماء والولاء (الطباطبائي البروجردي ) غيرعابيء ولا مكترث بالدم العراقي وبالارواح العراقية التي سفكت غيلة وظلما في الشوراع والارياف والمعتقلات من قبل حلفاء حوزة الحكيم من القوميين والبعثيين والاقطاعيين وقوى الظلام في العراق والمنطقة ، ومن المريب في الامر بما تثير الاستغراب والاستهجان ، أن حوزة الحكيم لم تبادر لو من باب الحياء الى اعلان راي او موقف اخلاقي لايقاف حمامات الدم والمحاكم القرقوشيه التي شكلها حلفاؤها من الفاشيين وقطعان الحرس القومي اثر انقلاء شباط الدمموي 1963 لتطال الالاف من الوطنيين والشرفاء والابراء، فلقد تذرع فاشيوا انقلاب شباط في التصفيات الجسدية والاعدامات الجماعية لخيرة ابناء الوطن تحت يافطة السيد محسن الحكيم ( الشيوعية كفر والحاد)، وأنهم حصلوا على الضوء الاخضر من حوزة الحكيم في اطلاق ايديهم الاجرامية ، وليس كفرا قتل الابراء وتهك الاعراض واستباحة المحرمات على مسمع ومرأى من حوزة ال الحكيم التي لن يبرأها التاريخ من ازهاق تلك الارواح وسفك تلك الدماء …..
ومن المؤكد والمتعاريف عليه بين رجال الدين في الوسط الديني مبدأ مفاده ( ومن افتى بغير علم فقد كفر ) وبالترفاق مع مبدأ ( لايجوز تلقيد من افتى بلا سند وباطله كل فتاويه ) …
اسيق هذا واعيد التذكير بان حوزة الحكيم هي ذاتها وفي ذات الحقبة (ابان ثورة تموز ) ،من اباحت لنفسها اصدار فتوى في غاية العجب والسخريه مفادها (بكراهية الزواج والتعامل مع الاكراد على اساس ان اصلهم من الجن )ولا نعرف من اين استقىى السيد الحكيم هذه المعلومه الخطيره ذات الطبيعة العنصريه ، التي يشك ان الدوائر الايرانية (غلاة الفارسية المتعصبين ) قد روجت لها ابان الصراع مع الشعب الكردي في ايران اثر قيام جمهوريه مهاباد
والان وحيث تثار الضجة من قبل الاسلامويين، (ولاغراض انتخابية رخيصة ) حول الشروع لتكريس القانون الطائفي المتخلف قانون الجعفري المنهاض لكل القيم الحضاريه والحقوقيه التي تقر بالمساواة بين الرجل والمرأة حسبما ما نصت عليها الوثيقة العالمية لحقوق الانسان بل وحتى (الدستو ر العراقي الحالي المصاغ من قبل دولة الاحتلال الامريكيه ).... فأن محاولات الاسلامويين الجديدة لزج الشيوعية في القضيه لاتخرج عن أطار ومسار المحاولات القديمه المتأتية من معرفتهم الجديدة بأن الشيوعيين صادقين في نصرة ومساندة قضايا المرأة الحقوقية والطفوله ، لانها جزء مهم من قضايا تطور البلد والنهوض بقواها ، وأن ورفض الشيوعيين للقانون الجعفري هو في الحقيقة رفض لعبودية المرأه ومن اجل حماية الطفوله ، فالسيد الراحل محسن الحكيم الذي تزعم حمله مناهضة اقرار قانون الاحوال المدنية عام 1960 الذي ينصف المرأة ويحمي الطفوله ، كان نفسه ( اي السيدالحكيم ) مزواجا يطلق ويتزوج حتى اخرسنواته محتفظا باربعة زوجات ) فكيف له وللاسلامويون ان يوافقوا على قوانيين تحد من من ظاهرة تعدد الزوجات واغتصاب القاصرات باسم الشرع ، اضافة الى كون القانون الحالي يكرس سلطة رجال الدين ،بل ويعطيهم سلطات اضافية وليكرس في نهاية المطاف الدولة الدينية المذهبية الطائفية ، في وقت يكون العراق بتنوعاته الواسعة المعروفة بامس الحاجة لدولة مدنيه وبقوانين عصرية لدولة شاملة الجميع يجري فيها فصل الدين عن الدوله …...
ايها الشيوعيون ، أمشوا منتصبي القامه، مرفوعي الرأس ، فليس هنالك مانخجل منه في تاريخنا المعمد بدماء قوافل الشهداء في حومة الحريه ، بل ونردد ما يظنون هم احق به منا- اي الكرامه - بل وبذات اللغة التي يفهمونا جيدا – هيهات منا الذل
وستبقى اعناقنا مشرأبه لقضايا الوطن المصيريه، لاترهبنا فزاعات الملالي والمتحدثين باللكنة الفارسيه وكلمة اخيرة يجب ان يدركها الجميع ليس من مصلحة الوطن ، اثارة العداء ضد الشيوعيين ، فهم وطنيون ووطنيون مخلصون لشعبنا العراقي حقا قولا وفعلا ،
#ابوحازم_التورنجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟