أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هادي بن رمضان - زرادشت يزور بلاد أبو عرب (2)














المزيد.....


زرادشت يزور بلاد أبو عرب (2)


هادي بن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 16:44
المحور: كتابات ساخرة
    



... وقد أقام زرادشت طويلا بين الشيعة, يطعمونه من مأكلهم ويسقونه من مشربهم ... وكان زرادشت يقول بقدم العالم .. يقضي يومه متجولا بين الناس يدحض حجج علمائهم ويلقي شبهاته على مسامعهم نافيا وجود الإله الإبراهيمي طاعنا في فكرة النبوة ... وما كان زرادشت ليبقى على قيد الحياة لولا اعتقاد اهل القرية بكونه مخبولا .. فاذا اختلى بنفسه تحدث بصوت مرتفع.. وكان لا يغير ملابسه الرثة, ولا يذكر اسماء والديه ولا اسم موطنه ... وهذا ما منع الناس من قطع رقبته فلا جناح على فاقد العقل ... ومرت الايام ولازال زرادشت على عادته حتى مله الناس ... واذا بالحرب قد وضعت أوزارها بين اهل القرية واحدى القرى السنية ... والسبب في ذلك ان احد التجار قد شتم عمر بين تجار القوم الاخرين من اهل السنة .. فوثبوا عليه فقتلوه .. وارسل الشيعة جيشا صغيرا لينتقموا له فقطعوا رؤوس قتلته .. وهكذا اندلعت الحرب بين القريتين وقد اعتاد الجميع على الحروب الطائفية ... واشتبك المتحاربون على جبهات مختلفة ... ومرت الايام وسقط فيها مئات القتلى ويتم عشرات الأطفال .. وبدا التفوق واضحا للسنة .. والسبب في ذلك انهم الاكثر عددا والاشد ثقة في عقيدتهم .. فاجتمع حكماء الشيعة ليبحثوا الأمر .. وعلموا ان سبب ذلك يعود الى ذلك المخبول زرادشت .. اذ يبدو ان اقامته الطويلة قد سربت الشك الى نفوس الناس وذلك يعود لصلابة منطقه .. فأرسلوا للبحث عنه ليطردوه من قريتهم ...


وأما زرادشت فقد كان يتابع أخبار الحرب .. ورأى تقهقر الشيعة وضعفهم .. والسبب في ذلك ان الكثيرين من الشباب قد عزفوا عن القتال بعد ان أرهقهم بحججه وشبهاته ... وكان زرادشت ملما بعقائد الطائفتين ... وعلم ان الحروب الطائفية تنتهي بإبادات جماعية ينفذها الفريق المنتصر ... فإذا اقتحم السنة القرية سيسفكون الدماء بلا شك وسيقتلون كل من كتب يوما طعنا في أبي بكر او في عمر وعثمان و كل من شارك في لعنهم ... واذا كانت الحروب التوسعية الهدف منها هو السيطرة على الموارد بأقل الخسائر فالحروب الدينية - الطائفية لا تهتم بذلك ... انما تحرض على قتل الناس رغبة في الثواب ... ولن يمانع جنود السنة في قتل اهل القرية بنسائهم وأطفالهم ... وقد حدث ذلك في ما مضى .. وكتب أعلام السنة دفاعا عن قتل الروافض وأطفالهم .. وكتب أعلام الشيعة كذلك دفاعا عن قتل النواصب وأطفالهم ... وخشي زرادشت ان تسقط القرية وان ينتهي به الأمر مقتولا او مطرودا ...


وبينما كان حكماء القرية ينتظرون خبر القبض على زرادشت ... فإذا به يطل على مجلسهم .. ويعلن بهدوء وثقة انه قد تخلى عن معتقداته السابقة .. وانه قد خلص الى الحقيقة .. وانطلق زرادشت مسرعا يتجول بين الناس .. يدحض حججه السابقة ويجيب على الشبهات التي ألقاها سابقا طعنا في معتقدات الشيعة ... واصبح يهاجم معتقدات اهل السنة ويطعن في حججهم .. وكان يأتي بالأدلة الحسية والنقلية مفضلا عليا وال بيته على غيره من الصحابة ... واستبشر حكماء القرية بذلك ... فاذا بالناس يقبلون على حمل السلاح والتوجه الى ساحات القتال ... وساهم زرادشت في تعزيز ثقة المحاربين بمعتقداتهم ... فما أتى به ذلك الفيلسوف المخبول من أدلة وشبهات لم يسبقها إليها أحد من قبل ... ومرت الأيام ... وتمكن الشيعة من الصمود وقلبوا هزائمهم إلى تفوق ... والفضل يعود الى زرادشت ...


يتبع ...



#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رهان باسكال , الرهان الفاشل
- تصحيح - من الإسلام إلى الربوبية (1) -
- من الإسلام إلى الربوبية (1)
- زرادشت يزور بلاد أبو عرب (1)
- لا بد أن تنتصر سوريا
- من عبد الله القصيمي إلى أنسي الحاج
- بين عبد الله القصيمي و وعاظ السلاطين
- عبد الله القصيمي عن الدولة العربية الواحدة الكبرى
- من هرقل عظيم الروم إلى معاوية ابن ابي سفيان
- هكذا أراد الحسين !
- منظمة شباب هتلر - هل ستعود بعقيدة جديدة ؟
- الحمد لله على نعمة الإسلام !
- كيف أصبحت إشتراكيا
- الفاشية الدينية في السودان تحتضر
- جنون داعية
- المدينة الأناركية (1)
- الطبيعة تنتقم للفقراء
- الظروف هي القاتل
- الثوار ثلاثة
- أعداء الإنسان وأصدقاؤه


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هادي بن رمضان - زرادشت يزور بلاد أبو عرب (2)