أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - في النقد الادبي – 3 – الشعر















المزيد.....

في النقد الادبي – 3 – الشعر


شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)


الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 17:11
المحور: الادب والفن
    


استمرارا لما بدانا به فيما سبق نحب ان نورد هنا اننا لسنا ضد الحداثة ولسنا ضد التجديد ، بالعكس نحن مع كل حالة تطورية ترقى بالشعر الى درجات توصل الرؤى للمتلقي باسلوب ممتع ومعبر محافظة في الوقت نفسه على مقومات وحدود الشعر، فالشعر مظهر المرء في اسمى خواطر فكره، واقصى عواطف قلبه ، وابعد مرامي ادراكه، وهو ليس كلاما عابرا او تعبيرا قاصرا، هو رؤية الانسان ( الشاعر) الطبيعية بمرآة طبعه، فهو شعور عام، وحس مستغرق يأخذ المرء بكليته وبجميع خصائصه، حتى يروح نشوان خمرته واسير رايته ويريه الاشياء اضعافا مضاعفة، ويصورها بالوان ساطعة وحلي مؤثرة تفوق الحقائق، وربما ازرت بها، وصرفت النفس عن النظر اليها، فهو احيانا احسن من الحسن واجمل من الجمال، واشجع من الشجاعة، واعف من العفاف،
وكما يقول الامير شكيب ارسلان وهو شاعر مجدد بل يجيد الفرنسية شعرا وكتابة وقراءة، وقد حاول ان يوائم بين القديم والنزعات التجديدية :
(ان الشعر قوة روحية يفيضها الله على من يشاء من عباده فتحلق بالشاعر تحليق الاجنحة بالطير، فيرى الطبيعة في افخم مشاهدها، واشمخ شرفاتها، وابهى مجاليها واشهى اصواتها، واذكى اعرافها) " 1 "
او كما قال المنفلوطي وهو الشاعر والناثر في آن واحد:
(ان الظبي في قصيدة غير الظبي في فلاة، بل غير الظبي في ملاءة، وان الاسد في منظومة غير الاسد في مفازة، وذلك حيث كان للشعر كلاما يلقي بلسان الاحساس، ونطقا ينزل عن وحي المخيلة، واوصافا يفضي بها الشوق، وانما كانت المبالغة زيادة على الحقيقة لتمكين السامع المتلقي من الوصول الى مقدار الحق، والحرص على ان لا ينقطع منه قسم على طريق الالقاء، وفي اثناء الانتقال، فكأن هذه الزيادة جعلت لتملأ الفراغ الواقع بين المدرك والمدرك حتى لا يصل الى الذهن الا كاملا بكل قوته، ولا يحل في العقل الا بجميع حاشيته) " 2 "
هذا بالنسبة الى الشعر والشاعر وهو بالتأكيد مثال للإفادة والاستزادة، على ان ما ذهبنا اليه ومانحن بصدد الذهاب اليه هو اثبات ان النقد ابداع وكما يبدع الشاعر من المفترض ان يبدع الناقد.. ولا يمكن لناقد ان يبرع ويبدع مالم يشتمل على المواصفات التي ذكرناها آنفا.. وليس بالضرورة ان الناقد يجب ان يكون شاعرا، ابدا انما نقول يتوجب عليه فهم مستلزمات وحيثيات الشعر والا كيف لمن لا يجيد السياقة ان يفخر او ان يذم سيارة ما، وكذلك بقية المهن والحرف الاخرى.. ولا ننا نعتبر ان الشعر هي حرفة وغاية ابداعية راقية فلا يمكن لمن تدنى عنها ان يخوض غمار النقد فيها.. وهناك من مفردات المستلزمات التي ينبغي توفرها بالشاعر ستوقف الناقد وتجعله يتراجع وهناك كذلك من الحدود التي يتمتع بها الشاعر او لنقل يجب ان يكون عليها الشاعر ستحد من طفح الناقد وفي بداية استعراضه للنص الشعري ربما.. وهنا يجرؤ من ينتمي لما نقول ان لا يسمح لمن هب ودب او من هو اقل شانا بالشعر ان يتعرض لنصه.. وهنا كذلك تبرز لدينا اشكالية بسيطة وهي ليست بالمهمة الى الحد التD ستعتبر معرقلا للنص والناقد بل ستصب في مصلحة المبتدئين او من يريدون الدخول في مضمار النقد وهي ضعف النص الذي تناوله الناقد من قوته.. وما النص المتين والرصين الا بوابة كبوابة جهنم تفتح على الناقد ضعيف الادوات وربما لن تغلق تلك البوابة الا بتنحي هذا الدعي...
ويكفي للشاعر تمتعه عن غيره وتميزه في منزلة العاطفة في الشعر لكي يأتي صادقا طبيعيا لا وليد التكلف والصنعة، بان الشاعر في حل اذا بالغ وصور الطبيعة ابهى وأجمل مما هي.... وباستيفاء الشاعر لأركان الشعر وشروطه، يكون متفوقا على الدوام ولا يأبه ولا يخشى ولا يحسب حساب الا لمن اوردنا تمتعه بمواصفات الناقد الحقة...عندها سيكون الناقد مساهما في بناء النص وليس هادما له... على اننا نؤكد ان اوجه الابداع واحدة وكذلك ,وجه النقد لتلك الابداعات واحد ولكافة الفنون الادبية شريطة ان يتناول الشعر من يعرف به ويتناول النثر من يعرف به ورائع ان تتوافر لدى الناقد كلا الحالين او اكثر...
فهل الشعر الا نثارة من الدر ينظمها الناظم ان شاء شعرا وينثرها الناثر ان شاء نثرا او نغمة من نغمات الموسيقى يسمعها السامع مرة من افواه البلابل والحمائم، وأخرى من اوتار العيدان والمزامير، او عالم من عوالم الخيال يطير فيه الطائر بقادميتين من عروض وقافية، او خافيتين من فقر واسجاع...
واني لأعلم علم اليقين ان هناك ممن يدعون النقد الادبي الحديث يلحون على الشعراء ان يعدلوا عن المنهج القديم، ويجعلوا شعرهم مناسبا لبيئتهم وزمانهم الجديد، وان يجددوا فيه بما يناسب الحضارة التي ينعمون بها، ويرون آثارها في الافكار والحياة المدنية، وقد قسى قسم منهم على الشعراء علهم ينفرون من طريقتهم الاولى، وان لم يخل بعض نقدهم من اغراض خاصة، وحزازات شخصية وتحامل في بعض الاحيان، وليس هذا المنحى وليد اليوم ابدا فمنذ بداية عصر النهضة والانفتاح على اوروبا وخصوصا بعد ازدياد البعثات الى فرنسا التي فتحت ابوابها مستقبلة اعلاما كان لهم التأثير الواضح في الادب العربي الحديث... على ان من اتى بالتجديد منهم يدرك ان هناك فروقا بين ما جاءوا به وما نحن عليه في شعرنا وهذا ليس عيبا...فما يميز العرب في شعرهم هو البلاغة والمبالغة والتشبيه المفرط، في حين ان الغرب وهذا ما يميز شعرهم هو الالتزام من جهة المعنى فهم يلتزمون الحقائق في نظمهم التزاما شديدا، ويبعدون عن الاطراء والمبالغة بعدا شاسعا، فلا تكاد تجد لهم غلوا، ولا اغراقا، ولا تشبيها بعيدا، ولا استعارة خفية، ولا خروجا عن الحد الجائز المقبول من المعاني الشعرية وهم في هذا اشبه ما يكونون بـ (احسن الشعر اصدقه ) فهم لا يفتخرون في شعرهم الا نادرا، هذا بطبيعة الحال عدا عن الصفحات الاخرى التي يشتمل عليها الشعر العربي وهي كثيرة بالقياس الى ذلك..
على اننا لا نريد هنا ان نقيد حرية الشاعر فهو حر فيما شاء ان يقول لكننا لسنا مع خلط الاوراق وبعثرتها بحيث يصعب في مكان على مبعثرها ان يجمعها ثانية.. وما ذهب اليه السياب هو اكبر جواز الى حرية الابداع التي ادت فعلتها منذ ظهوره ولحد الان، وهذا لا يعني ان تبقى الابواب مشرعة لكل طارئ ان يأخذ من بدن وجسم وروح الشعر العربي نصيبا يجيز لنفسه التصرف فيه لان ذلك سيكون خروجا لا مبرر له الا الجهل بالشعر والضعف في مقدرة نظمه، وما يسمى بـ ( الشعر المنثور) جزافا وباطلا ماهي الا تسمية تدل على جهل واضعيها ومن يرضاها لنفسه، فليس يضيق النثر بالمعاني الشعرية، ولا هو قد خلا منها في تاريخ الادب، ولكن سر هذه التسمية ان الشعر العربي صناعة موسيقية دقيقة، يظهر فيها الاخلال لأوهى علة، ولأيسر سبب، ولا يوفق الى سبك المعاني فيها الا من له اسلم ذوق واصلح طبع وانصع بيان، فمن اجل ذلك لا يحتمل شيئا من سخف اللفظ، او فساد العبارة، او ضعف التأليف. غير ان النثر يحتمل كل اسلوب، وما من صورة فيه الا ودونها صورة تنتهي الى العامي المتدني، والسوقي البارد، ومن يتفق عليه فإنما هو كالذي يتفق في صوت المطرب حين يتكلم، لاحين يغني... فمن قال ( الشعر المنثور) او ( قصيدة النثر) فاعلم ان معناها عجز الكاتب عن الشعر من ناحية، وادعاؤه من ناحية اخرى... وحري بالناقد المتابع ان يميل في تحليله للقصيدة الى هذه المعاني والا سوف يكون بمنزلة اولئك المدعين...
"1" في الادب الحديث / عمر الدسوقي ص 216
"2" مختارات المنفلوطي ص 121
للحديث بقية




#شاكر_الخياط (هاشتاغ)       Shakir_Al_Khaiatt#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في النقد الادبي - الشعر - - 2 -
- في النقد الادبي -1-
- البشرى الفاجعة....... صناعة السيارات في العراق
- صدق ... وانت حر ... او لا تصدق
- الويسكي حلال ... ولحم الخنزير حرام
- البرلمانيون.....إِنّي لَأَفتَحُ عَيني حينَ أَفتَحُها.......
- بعد صدور قانون التقاعد الموحد،،،(80000 ) ثمانون الف عراقي ،ه ...
- كنف التغرب
- انتخابات اتحاد ادباء الانبار كيف تمت؟؟؟؟
- انتخابات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
- الكرة الحل الامثل
- فلسفة البسطاء
- هذه هي الدنيا
- قانون جديد للمتقاعدين في العراق
- خير قصيدة
- الى القادم يوما
- مقترح مشروع
- باية فيزا ازور الجواهري
- الى من يهمه الامر ... مقترحات لانقاذ الواقع الكروي في العراق
- الفيلسوف المعري.... البعد الاخلاقي


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - في النقد الادبي – 3 – الشعر