أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مسعود عكو - الثورة انتهت.. الثورة انتهت














المزيد.....


الثورة انتهت.. الثورة انتهت


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 17:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بلغ صمت السوريين نصف قرن على حكم حزب البعث، وعقود أربع ونيف على حكم آل الأسد. كان شعار الشعب السوري "يلي يتجوز أمي بقول له يا عمي"، وثقافة الجبن التي أورثها الآباء للأبناء خلال نصف قرن خلق أجيالاً تخطط حياتها وفق الأمثال الشعبية "حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس". الثقافة التي ولدت خوفاً تخلل إلى مورثات الإنسان السوري.

الصدفة هي التي أثارت مشاعر طفولية كانت مخبئة دفعت بمجموعة أطفال لكتابة "غرافيتي" على جدران المدرسة تنادي بإسقاط النظام ورئيسه. من درعا التي نصف سكانها يعملون في الدولة كأكبر الموظفين من الخدمة الجامعية إلى وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية ونيابة رئيس الجمهورية. والنصف الأخر يعمل في الخليج، يكسب قوت الملوك ومدخول الأمراء. درعا التي رحبت بحافظ الأسد قبل أية محافظة أخرى عندما انقلب في "حركته التصحيحية" 16 نوفمبر 1970. قالت درعا لا ولأول مرة في حياتها، داهسة بكلتا رجليها صور الأسد الأب والأبن، وواجهت القاتل في عينيه وقالت: أنت قاتل!

التطورات السريعة في انتقال الحدث الدرعاوي إلى حركة احتجاج جماهيرية، ومن بعدها إلى ثورة شعبية عمت أرجاء سورية. سرعان ما فطن النظام إلى ضرورة التدخل في وقف التسمية الثورية للأحداث، وقلبها إلى حركة احتجاج مسلحة، مضيفاً إليها توابل الطائفية والنعرات العنصرية. قمع بعنف، قتل دون أية رحمة، وقاوم الاحتجاجات بكل ما أوتي من قوة. لكن ليس النظام وحده يتحمل وزر التسليح في الثورة، وقلبها من ثورة شعبية إلى حرب أهلية بين أمراء الحرب الذين سرعان من وحدهم ممولون لهم.

المجموعة الوطنية التي كانت تتمتع بحسب إنساني المنشقة عن جيش آل الأسد، شكلت نواة لجيش وطني يدافع عن الشعب باسم الجيش الحر. هذا الجيش الحر الذي انتقل من مجموعة مناضلين عسكريين، إلى مجموعات مسلحة منطلقين بمقطع فيديو لاستثمار العسكر في الثورة. متكئين بذلك على الممول الرئيس وهو دول الخليج التي قدمت مفرقعات بسيطة، وتوقفت عن الدعم. ففتح الأسد نيران مدافعه على كل حي خرجت منه طلقة رصاص دون رحمة أو شفقة.

الأسد اقترف كل الموبقات، ويشارك الشيطان اليوم في منصبه. لكن أمراء الحرب من السوريين أيضاً كان لهم دوراً بارزاً في تحوير مسار الثورة الشعبية إلى حرب أهلية. فاسدون ومرتزقة ومتسلقو الثورة باتوا اليوم أكثر من ثوارها ووطنيها، والأسماء كثيرة تلك التي تورطت في بيع مناطق مقابل المال. أو لجأت إلى خطف كل من يرون فيه صيداً ثميناً، ومهد الثوار-اللصوص إلى قيام كانتونات عسكرية محمية بقوى ظلامية لا أحد يعرف عنها أي شيء.

الثورة تمخض عنها مرتزقة أكثر من ثوار، تجار دم أكثر من مناضلين. وكأن الناس كانت تنتظر فرصة كهذه لتكون الثروات من قتل الأبرياء واختطافهم وسرقة قوتهم الذي بالكاد يسد الرمق. تورط الثوار-اللصوص في قتل السوريين مثلهم مثل الأسد، وحولوا الوطن إلى أرض مليئة بالألغام البشرية، والمتفجرات الطائفية. الثوار-اللصوص باعوا الوطن إلى القاعدة وجبهة النصرة وكل الكتائب التي تحارب باسم الله، والله منهم براء. لصوص باسم الثورة تحولوا إلى لصوص باسم الله.

الثورة انتهت، لكن الحرب ما تزال. الحرب الأهلية اليوم بين السنة والعلويين، المسلمين والمسيحيين، الكرد والعرب والدروز والسريان والأشوريين. سورية بلد ممزق بين جنرالات الحرب الذين يشتركون بالخفاء وربما بالعلن مع الأسد في بيع سورية لمارد أخطر من الأسد. بيع سورية الوطن والشعب والأرض إلى كل من يدفع لهم. الثورة انتهت عندما انتهت السلمية، نعم الأسد من بدأ الحرب، ولكن الثوار-اللصوص كانوا ولازالوا جنداً أوفياء له. نفذوا أوامره بكل طاعة وخضعوا لحكمه بكل ولاء.

الثورة انتهت.. الثورة انتهت.. الثورة انتهت.. الثورة انتهت..



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشعل الحرية... سيظل متقداً
- أشهر تسعة والثورة السورية مستمرة
- الجانب الآخر من الحدود
- لن تنطفئ نارك.. إلى مشعل التمو
- أنا والبحر والنورس
- سورية.. جبروت نظام وأزمة معارضة
- سورية.. مائة يوم من الثورة
- خطاب الأسد تسويف متكرر وفلسفة مهترئة
- آذار هاوار... نداء الأرض والسماء
- في اليوم العالمي للمرأة.. سوريات في المعتقلات
- الشعب أراد وأسقط النظام
- هل يطيح الخبز بالدكتاتورية العربية؟؟!
- لا تدع الحجل وحيداً.. إلى صلاح برواري
- محرقة السينما
- مائة يوم في بيروت
- طل الملوحي.. قضية حقوقية أم تنافس منظمات؟
- رسالة لا بد منها
- الصيف في بلادنا
- كنائس وجوامع
- محاولات يائسة لتشويه صورة حزب العمال الكردستاني


المزيد.....




- حزب سارة فاغنكنيشت.. التذبذب بين أقصى اليسار وأقصى اليمين
- 30 ألفا يتظاهرون ضد اليمين المتطرف في ألمانيا
- ئ?رک?کي د?ستب?ج?ي س?رج?م ئازاديخوازان، پوچ??کردن?و?ي سياس?تي ...
- 30 ألفا يتظاهرون ضد اليمين المتطرف في ألمانيا
- الاحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي في لندن وستوكهولم وجنوب السويد ...
- الرفيق ممدوح حبشي، القيادي بالتحالف الشعبي الاشتراكي المصري: ...
- عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغر ...
- رسالة من أوجلان إلى البارزاني وتوقعات بمصالحة كردية مع أنقرة ...
- وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة ...
- تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مسعود عكو - الثورة انتهت.. الثورة انتهت