أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اخترنا لكم:قصة للكاتب الرائع انطوان تشيكوف :














المزيد.....

اخترنا لكم:قصة للكاتب الرائع انطوان تشيكوف :


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 17:03
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ أيام دعوت إلى غرفة مكتبي مربية أولادي (يوليا فاسيليفنا) لكي أدفع لها حسابها ..

قلت لها : اجلسي يا يوليا فاسيليفنا .. هيا نتحاسب .. أنت في الغالب بحاجة إلى النقود ، ولكنك خجولة إلى درجة أنك لن تطلبيها بنفسك .. حسناً .. لقد اتفقنا على أن أدفع لك ثلاثين روبلاً في الشهر ..

قالت : أربعين ..

قلت : كلا ، ثلاثين .. هذا مسجل عندي .. كنت دائماً أدفع للمربيات ثلاثين روبلاً .. حسنا ًلقد عملت لدينا شهرين ..

قالت : شهرين وخمسة أيام ..

قلت : شهرين بالضبط .. هكذا مسجل عندي .. إذن تستحقين ستين روبلاً .. نخصم منها تسعة أيام آحاد .. فأنت لم تعمل مع (كوليا) في أيام الآحاد بل كنت تتنزهين معه فقط .. ثم ثلاثة أيام أعياد ..

تضرج وجه يوليا فاسيليفنا ، وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن .. لم تنبس بكلمة !

قلت : نخصم ثلاثة أعياد ، إذن المجموع اثنا عشر روبلاً .. كان (كوليا) مريضاً أربعة أيام و لم تكن تدرسينه .. كنت تدرسين لـ (فاريا) فقط .. و ثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحت لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء ..
إذن اثنا عشر زائد سبعة - تسعة عشر .. نخصم ، الباقي .. واحد وأربعون روبلاً .. مظبوط ؟

واحمرت عين يوليا فاسيليفنا وامتلأت بالدمع ، وارتعش ذقنها ، وسعلت بشدة ، ولكن .. لم تنبس بكلمة !

قلت : قبيل رأس السنة كسرت فنجاناً وطبقاً .. نخصم روبلين .. الفنجان أغلى من ذلك ، فهو موروث ، ولكن فليسامحك الله ! علينا العوض .. نعم ، وبسبب تقصيرك تسلق (كوليا) الشجره ومزق سترته ..
نخصم عشرة .. وبسبب تقصيرك أيضاً سرقت الخادمة من (فاريا) حذاء ، ومن واجبك أن ترعي كل شيء ، فأنت تتقاضين مرتباً ..

وهكذا نخصم أيضاً خمسة .. وفي 10 يناير أخذت مني عشرة روبلات ..

فهمست يوليا فاسيليفنا : لم آخذ !

قلت : ولكن ذلك مسجل عندي !

قالت : طيب ، ليكن ..

قلت : من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين .. الباقي أربعة عشر ..
امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع .. وطفرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل ..

يا للفتاة المسكينة !
وقالت بصوت متهدج : أخذت مرة واحدة .. أخذت من حرمكم ثلاثة روبلات .. لم آخذ غيرها ..

قلت : حقاً ؟ انظري ، وأنا لم أسجل ذلك ! نخصم من الأربعة عشر ثلاثة ، الباقي أحد عشر .. هاهي نقودك يا عزيزتي !
ثلاثة .. ثلاثة .. ثلاثة .. واحد .. واحد .. تفضلي !

ومددت لها أحد عشر روبلاً .. فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة .. وهمست : شكراً ..

فانتفضت واقفاً وأخذت أروح وأجيء في الغرفة ، واستولى علي الغضب ..
قلت : شكراً على ماذا ؟

قالت : على النقود ..

قلت : يا للشيطان ، ولكني نهبتك ، سلبتك ! لقد سرقت منك ! فعلام تقولين شكراً ؟

قالت : في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً !

قلت : لم يعطوكِ ؟! ليس هذا غريباً ! لقد مزحت معك ، لقنتك درساً قاسياً .. سأعطيك نقودك ، الثمانين روبلاً كلها !
هاهي في المظروف جهزتها لك ! و لكن هل يمكن أن تكوني عاجزة إلى هذه الدرجة ؟
لماذا لا تحتجين ؟ لماذا تسكتين ؟ هل يمكن في هذه الدنيا ألا تكوني حادة الأنياب ؟ هل يمكن أن تكوني ساذجة إلى هذه الدرجة ؟

ابتسمتْ بعجز فقرأتُ على وجهها : يمكن ..

سألتها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها الثمانين روبلاً كلها ..
فشكرتني بخجل وخرجت .. وتطلعت في أثرها وفكرت : حقا ما أسهل سحق الضعفاء في هذا العالم !






#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم البنكي في الدول العربية الإسلامية
- تجميل صورة الإسلام
- الأم هي أثمن شيء في المنزل
- صعوبات التربية والتعليم في الوطن العربي
- الأنظمة السياسية العربية المنهارة
- حضور يسوع في حياتي
- دوري في هذه الحياة
- من أنا بدون يسوع؟
- الألم جزء من حياتي
- يا رب
- هل أنا مجنون
- رسالة إلى المسيحيين وإلى المسلمين
- الرزق على الله
- قررت أن أكون مع الله
- نور الهدى محمد صلوا عليه
- يسوع أعادني طفلا
- يسوع وأنا
- أبحث عن يسوع
- يسوع ليس تاجرا
- يسوع ليس قاتلا ولا متطرفا


المزيد.....




- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اخترنا لكم:قصة للكاتب الرائع انطوان تشيكوف :