أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - جفاف في جرف النداف














المزيد.....

جفاف في جرف النداف


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 22:12
المحور: كتابات ساخرة
    


طريقي اليومي يجعلني أمر على أكبر ساحتين للمعارض , تلك الأماكن التي تباع وتشترى فيها السيارات , في كل مرة ألتفت عفوياً نحوها لأشبع شغفي في رؤية التنوع اللذيذ لما يعرض فيها من موديلات , والمكانان في العادة يكونان مليئان بالبشر و الحركة والضجيج والمساومات , ولكن , وهنا أسترعيكم عدم التثاؤب أحبتي الكرام , لاحظت وخلال الأيام المنصرمات أنحسار تدريجي وهبوط في معدلات الزحام , ففي آخر يوم مررت به من هناك , كان المكانان يصفران وكأنهما محل لتطبيق حظر التجوال , من جانب آخر فوجئت قبل يومين من (أبو شوقي) و (أبو أيهاب) وهما صديقاي , يمتلكان مكتبان للدلالية من زمان , أجالسهما أوقات (العصريات) , بتقدمهما بطلب للحصول على قرض من منظمة شايلوكية يسمونها الـ(سي أچ أف) تأخذ على القرض فائدة خمسة عشر بالمائة مع أحضار كفلاء راتبهم يغطي القرض مع الكاسر للظهر من الضمانات , باب المفاجئة مع صديقاي العتيدان هو أعتقادي بأنهما مليارديران عتيقان , أعترف أني ظلمتهما , يبدو أنهما مثل حالنا يطبقان القاعدة العراقية التي تقول (أصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب) وبما أن الأخير تأخر عليهما منذ أشهر , فكانا مضطران كما أغلب زملائهم للحصول على المال مهما كان بسبب توقف البيع والشراء منذ مدة للعرصات والعقارات , وحالهما ليست أسوأ من حال صاحبي (أبو محمد ) فهو (أسطه مال سيراميك ) يقسم أنه لم يجد فرصة عمل مع عمّاله منذ شهرين بالتمام , كذلك الأسواق الرئيسية باتت بائرة تعاني قلة مرتاديها خصوصاً المولات بعد أكتفاء (الرجال) بشراء السلع الضرورية والغذاء دون الكماليات (وللدقة فأن الكماليات بالنسبة للنساء من حيث الأولوية تكون قبل الغذاء) , فأغلب الناس لاتشتري وأستبدلت الأسواق بالمتنزهات , والكلام هنا عن الغالبية نستثني طبعاً القلة من الباشوات القدماء ومعهم حديثي النعمة أعزهم الله من أصحاب (المونيكات) , حركة السوق أصبحت على حافة الجمود تجعل البسطاء من أمثالي يبحلقون نحو الشاشات بأنتظار حزمة من القرارات , أولها أقرار الموازنة مع ما رحم (ربي) من المكرمات , أستثمارات أو قروض أو تسهيلات , يبدو أن فضل الدولة كان خاف علينا وماكنا لنعرف خطورته الا بعد ضربه لعمق البنية الأقتصادية للبلاد , فتدخلها هو الشريان الرئيسي في بث النبض لزخم الحياة , و هي هنا وبغض النظر عن النظام الأقتصادي إن كان أشتراكي أو رأسمالي أو لانظامي تبقى وحدها المحرك الرئيسي لكل مفاصل الحركة الأقتصادية في البلاد , وتلك الحقيقة تتطابق مع أرجوزة والدتي التي كانت تطلقها مع الغبش حين تشح الأعمال :
رزق واحد على واحد .. والكل على الله
يبدو أنها أقتبستها بالتخاطر من (آدم سميث) ذلك الداهية الأقتصادية صاحب كتاب ثروة الأمم الذي قال :
رزق الجميع تملكه الدولة فهي المصدر الرئيسي لحركة السوق كونها تمسك بالسلع والمال و القرار .
مؤسف أن تكون الدولة والحكومة توأمان متماثلان , نسألكم النجوى التي تصم الآذان , أودعناكم أخوان.



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يلّي نسيتونا يمته تذكرونا
- بهارات وملح لمؤتمر الأرهاب
- سطور في الكذب المقارن
- القشطيني ونقطة نظام
- ترقبوا ثورة النساء
- بخيرهم ما خيّرونا و بصخامهم عمّوا علينا
- أصدقاء أم خراعات خضرة بكروش
- أسطوانات الطغاة للفوز في الأنتخابات
- الحيتان الحيدرية والشبابيط الأعلامية
- حكاية قديمة عن الخرخاشات
- قوادة اليانكي وعهر زوجة الشيخ
- يوميات أهل الطرف : حلم زنوبه بالجنة
- عبود أجا من القصر شايل مكنزيّه
- تسريبات من غزوات البغال
- رسالة النواب الى الشعب الحبّاب
- الأب العاق و المعقوقون الموتى
- خصلات من جلود الديناصورات
- إستغاثة من صالة الأنعاش
- قرقرات من فوق الأطيان
- بلهت واحد أم بلهتان


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - جفاف في جرف النداف