جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 12:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لوكنت ... لاصبحت
لو كنت يهوديا يعيش في دول لاتحترم اليهودية رغم تأريخها الشرقي العريق لتحولت الى ارهابي – لو كنت مسيحيا تحول من حضارات و ثقافات عريقة الى اقليات ارامية سريانية بابلية آشورية كلدانية صابئية مندائية تضطهد يوميا لاصبحت متطرفا من الدرجة الاولى – لو كنت كرديا بحق و عانيت من التعريب و التتريك و التهميش و التشريد و القتل و الانفال و الضرب بالاسلحة الكيمياوية في هولوكوست حلبجة و سرقة هويتي اللغوية و الثقافية لرديت الصاع صاعين ـ لو كنت قبطيا او تمازيغيا لانتقمت دون تردد من مغتصبي ارضي و ديني و ثقافتي و هويتي. عذرا اريد هنا التقرب من الموضوع من الناحية النفسية البشرية فقط.
يجب ان يكون الارهاب و التطرف حق من حقوق و سمة من سمات المعتدى عليه و ليس العكس لان التطرف و الارهاب صفة من صفات الضعف و الجرح و اليأس و لكننا نجد العكس. لايزال اليهودي و المسيحي و الكردي و القبطي و التمازيغي اكثر تسامحا من المعتدي و تحول الارهاب الى مرداف للمسلم و المتسلط العربي التركي. كيف يعقل ان يقوم احد بالضرب و يشتكي في نفس الوقت؟ كيف يمكن ان ننسى حملات الابادة و كانما لم يقع شيء؟ كيف يمكن مسح الذاكرة و قلب صفحة جديدة بهذه السذاجة؟ تتكلم الالمانية هنا عن التأقلم و العيش مع الماضي المر الذي لايمكن مسحه. هذا هو التصرف الاخلاقي مع حملات القمع و الابادة الماضية. اين هي التعويضات عن كل هذه المعاناة؟
لو كنت مستعمرا متسلطا لمئات السنين لافتهمت تطرف المعتدى عليه و تقبلت ما يصدر منه كحق من حقوق الدفاع عن النفس. لو كنت لصا و سارقا لبيوت الناس لحاولت على الاقل اعادة جزء بسيط من انفال الحروب لاهلها. لا يحق للمسلم و العربي و التركي ان يتكلم عن تطرف شعوب و ثقافات مغبونة فقدت كل شيء و لا تقوم بشيء غير الدفاع عن هويتها رغم انها لا تملك ترسانة اسلحة المتسلط الرهيبة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟