أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل كاظم التميمي - دعوة للجنون ...من مذكرات طبيب














المزيد.....

دعوة للجنون ...من مذكرات طبيب


جميل كاظم التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 21:47
المحور: كتابات ساخرة
    


ايام موجعة عاشها العراقيون اذ كان الجميع يبصر الرعب في البيوت و الطرقات حتى الحمام الذي كان يغازله الفتية فارق السماء بعد ان ملاءها دخان السيارات و الاجساد المفخخة ورائحة الجثث والرؤس المتفسخة .
لازال ذلك اليوم عالقا في ذاكرتي حين اصيب والدي (رحمه الله) بوعكة صحية مما اضطررت ادخاله في احدى مستشفيات بغداد ، كان يرقد بجواره عجوز طاعن في السن وهو في لحظاته الاخيرة عبثا يحاول ان يسرق الهواء ليتلو وصيته الاخيرة، تركت والدي واشفقت على هذا العجوز المتعب وقلت في سريرتي ما عساه ان يقول، اقتربت منه اكثر لعلي اعين اولاده الذين احاطوه بالتعرف على وصيته، كانت انفاسه وكلماته يجر بعضها البعض واخذ صوته يذبل ومن ثم استكان ، كانت اخر كلماته والتي لازالت حافرة في ذاكرتي
اولادي لا تقيموا لي مجلس عزاء خوفي عليكم وعلى الاخرين من الارهابيين ((كانت ظاهرة استهادف مجالس العزاء بالانتحاريين اكثر انتشارا من اغنية بسبس ميو )
ترى هل كان عزرائيل يهمس في اذن هذا العجوز البائس ( الويل لهم ان لم ياخذوا بوصيتك)؟
يا الهي ما الذي جرى في هذا العالم لقد تخلى هذا العجوز المسكين عن حقه في العزاء مثلما تخلت الاف الجثث والرؤوس المقطعة عن حقها في ان تجد لها قبورا تاويها .
بعد ايام قليلة تعرض احد زملائي الاطباء الى محاولة اختطاف اذ كان يعمل بعيادته الخاصة المجاورة لعيادتي لم تكن الحادثة غريبة بالنسبة لي اذ اقتحم عيادة زميلي الطبيب مجموعة مسلحة امتهنوا هذه اللعبة وادمنوا عليها لكن الجنون كان لهم بالمرصاد حيث كان سكرتير الطبيب والذي كنت اعرفه جيدا كان يعاني من نوبات جنونيه تنتابه بين الحين والاخر لم يكن يبالي لشي سوى ان يفسد عليهم لعبتهم القذرة هذه و لم يكن يحمل سلاحا، سلاحه الوحيد هي نوبات الجنون التي تنتابه بين الحين والاخر ولم يكن يجيد فن التحدث في السياسة والادب اوالدين مثل الاخرين لكنه يحمل قلبا فطريا شجاعا لم تشوهه او بالاحرى تلوثه ما تحويه بطون الكتب من نظريات الفلسفة و الاديان والادب، ثقافته الوحيدة هي هذيانه وابتسامته البلهاء التي يستقبل بها زباءنه ، في تلك اللحظة انبرى لهم وبشجاعة لم تالفها العصابة من قبل كان مصرا على منعهم من اقتحام غرفة الطبيب واختطافه استمر السكرتير وحيدا في الذود عن طبيبه بعد ان لاذ جميع من كان في العيادة والشارع من اسوياء بالفرار استمرت المواجهة لفترة طويلة ارتبكت العصابة لهذا السلوك الغريب بعدها ادركوا بان اللعبة قد انتهت دون جدوى ثم لاذوا بالفرار شانهن شان من كان في العيادة والشارع من اسوياء .
بعد ان هدات العاصفة واستفاق الجميع تجمهر من حوله من كان يراقب الحدث عن بعد بمن فيهم الطبيب وانهالت عليه كلمات المديح والثناء من كل ما ذكره الموروث الشعبي والادبي من معاني الشجاعة والشرف والغيرة والنخوة اليعربية لكنه لم يكن يعي ما يقولوه اذ انه لايفهم معنى هذه المفردات لانه كان في نوبة هذيان .
لم تننتهي القصة بعد
غادر الطبيب العراق في اليوم التالي الا ان سكرتيره المسكين كان في نوبه هذيان شديده غادر هو الاخر لكن الى مستشفى المجانين !!!!
يومها ادركت ان لا احد يستطيع الذود عن ارواح العراقيين سوى المجانين



#جميل_كاظم_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا وعالم الفضاء الامريكي


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل كاظم التميمي - دعوة للجنون ...من مذكرات طبيب