|
جميع أمراض الشعوب قابلة للعلاج – حتي المزمنة ، والتاريخية
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1248 - 2005 / 7 / 4 - 09:56
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
شعب مصر لديه قابلية النهوض ، ويحمل بذور التحضر لا أختلف مع القائلين بأن الصبر الطويل جدا .. رذيلة من رذائل شعبنا المصري .. وقد عبر عن ذلك أحد شعراء الشعب – نجم – قائلا ولائما في كلمات غناها فنان الشعب – المطرب السياسي الراحل – الشيخ امام عيسي : " يا موضر شبابك بسنين العذاب بين وهم الأماني والصبر اللي شاب صبرك ع المساوي بيزيد البلاوي تبقي انت المصيبة يا ولدي وتبقي انت المصاب " وكذلك ثار الشاعر المصري الكبير الراحل " عزيز أباظة " في وجه أهله - شعب مصر - معنفا أشد تعنيف حين قال : ليس شعبا .. شعب ينام علي الضيم ويشفي غليله في نكاته ..! وأنا ككاتب مصري لا أنكر أيا من رزائلنا كشعب ابتداء من الصبر الطويل للغاية الذي لا يعطي سوي ثمار الحنظل التي تكبر وتتنوع وتتكاثروتتلون في مرارتها ، وكذلك رزيلة مقاومة الضيم وشفي الغليل بالنكات التي اذا تأملنا أيا منها سواء كانت نكاتا سياسية أو نكاتا جنسية من النوع الشديدة البذاءة - وما أكثرها مع الأسف –فاننا سوف ندهش مما تحمله تركيبتها من فلسفة عميقة وفنية عجيبة ، وحكمة فريدة .. مما يجعلني أجزم بأن عبقرية الانسان المصري القديم في صناعة بناء وهندسة الأهرامات والمعابد والمسلات ،
وعلم الطب الفرعوني وخلافه ، قد وضعت كلها في صناعة النكتة سواء كانت سياسية ساخرة متهكمة لاذعة ، أم جنسية موغلة في البذاءة – مع الأسف - ... ويجعلني ذلك أيضا أوقن بأن تلك العبقرية لو عادت لمجراها الأول : صناعة الحضارة ، بدلا من صناعة النكتة .. لعاد لمصر مجدها الحضاري القديم .. ومن يتابع بعناية تواريخ الأمم والشعوب والحضارات .. صعودها وهبوطها ،ثم صعودها ثانية – أو العكس – فانه سوف يتأكد من أنه لا يوجد شيء اسمه قدر مكتوب معقود علي أمة أو شعب ما ولا فكاك له من قدره هذا ، بل ان أي شعب ميت لو أراد الحياة فلا .. بد من أن يستجيب له القدر - كما قال " الشابي " شاعر تونس ومثلما أرصد كواحد من أبناء مصر الكثير من الأمراض الأخري لشعبنا بالاضافة لمرض الصبر الطويل الرزيل ، والنوم في سرير الضيم علي مخدة النكات المسكنة للأوجاع !! كذلك أرصد العديد من الشواهد والمواقف التي تؤكد أن هذا الشعب قابل للنهوض ولا يزال يحمل بذور الرقي والتحضر ، الصالحة للانبات .. ، ويمكنني أن ألخص ذلك في الآتي : اعط الانسان المصري عن عمله عائدا مجزيا ومرضيا وحاسبه بحسم وصرامة اذا قصر أو أهمل أو لم يتقن ، ثم انتظر بعد ذلك أروع النتائج .. دقة وانضباط وأمانة لم تكن تتوقعها منه !! وقد كانت هناك تجارب غير جادة من النظام الحالي – غير الجاد – لاعادة الانضباط لدي الشارع المصري – هكذا أسماه من تسببوا في ضياع كل شيء وليس الانضباط فقط - ، وذلك علي سبيل المثال ..، وبالرغم من أن التجربة في كل مرة كانت تفتقر بطبيعة حال النظام القائم والقائمين عليه الي الرؤية العميقة والبعيدة – والنية الصادقة – للعلاج .. الا أن الشعب في كل مرة كان يستجيب وينضبط .، ولكن ماهي سوي أيام قليلة حتي يري أن القائمين علي ضبط الانضباط لم يسهروا علي عملهم وانما : " كانت مجرد تهويشة " .. فيعود المواطن الي ما كان عليه.. مادام قد رأي أن أبواب التسيب قد فتحت علي مصراعيها وبعناية رجال النظام ..ّّ!! مثال آخر لقد كان - ولا يزال الي حد كبير – من الصعب أن تقنع مواطنا مصريا بعدم التدخين في المواصلات أو الأماكن العامة ، وقد تعرض نفسك لما لاترضاه اذا أصريت علي حقك في منع مدخن .. وقد لا تجد من ينصفك أو يؤازرك حتي لو وصل الأمر للشرطة التي ستعبر لك عن دهشتها الشديدة – أي الشرطة!! وغالبا سوف تحثك علي التعاطف مع المدخن وتقدير ظروفه – ان كنت سعيد الحظ ، ان لم تزجر ولم يذكر الضابط أو الشرطي والدتك بالسؤ ! ورغم وجود قانون في صفك ..!! ولكن : عندما طبق القانون بحزم وصرامة وجدية في مترو الأنفاق بالقاهرة – وقت الادارة الفرنسية المرحلية – كانت الاستجابة من المواطن لعدم التدخين : لا مثيل لها ..! وعرفت وأعرف شركات ومصانع في مصر - كانت ، أو لا تزال توجد – اذا دخلتها لوجدت فيها دقة وانضباط وحسن خدمة للعميل وحسن انتاج أيضا يجعلك يخيل اليك أنك في أمريكا أو اليابان ، بينما الجميع – من المالك أو المدير الي العامل والخفير – كلهم مصريون ...! وكل ما في الأمر أن توفر لهم المناخ الذي يكونوا به هكذا : فكانوا ... وليس شعب مصر هو الشعب الوحيد الذي يصبر 50 سنة ويقول انها فكة .. فالشعب الصيني ربمل أكثر صبرا .. ومما يؤكد لي ثراء ونقاء بذرة الانسان المصري : ( من الأقدم الي الأحدث ) : أن الشعوب المحبوسة في قفص العروبة والتي لم تتفق قط علي ثمة قضية ، استطاعت امرأة مصرية أن تجمعهم في محراب الفن الراقي – سيدة الغناء العربي .. أم كلثوم - . ولم يردد معظم أبناء تلك الشعوب الناطقة بالعربيةالآذان الشوفيني العربي مثلما رددوه وراء ديك مصري هو : ( عبد الناصر) . وأن عبالحليم الشعوب الناطقة بالعربية – ذاك الحاضر الغائب – هو : مصري ، وعادل امامهم ، وأحمد زكيهم – السينما ئي - ، وكذلك عبد الوهابهم ، ومحفوظهم النجيب و ، ، و ( شعبان عبد الرحيم .. التحفة الفنية المصرية في عصر مبارك ، والذي لم تنجب مثله كل شعوب الأرض مذ عرف الانسان الغناء سوف يذكره التاريخ كأصدق وأوضح شاهد علي عصر مبارك) وحتي نصل الي نانسي عجرم .. التي لم تتعجرم ولم تكن لها ثمة شهرة تذكر.. حتي جاءت مصر، والشعب المصري هو الذي عجرمها (!!) وربما يكون المصريون هم الشعب الوحيد في الشرق الذي حصل اثنان من أبنائه علي جائزة نوبل في بحر 10 سنوات تقريبا - محفوظ ، زويل - ، وناهيك عن نصف جائزة نوبلية أخري حصل عليها الحاج أنور - الرئيس المؤمن – رحمنا الله واياه- … اذ حصل علي جائزة نوبل في السلام مناصفة مع صديقه " مناحيم بيجن " : ومن أبرز علماء وكالةالفضاء الأمريكية مصري معروف " فاروق الباز " ومن أشهر من عالجوا قلوب أطفال العالم المصري " مجدي يعقوب " جراح القلب العالمي..
وكلما شاهدت صورة في الصحف أو التليفزيون لذاك الرجل الأسمر الأجعد الشعر الذي أعلنت الدول التي غزت الفضاء أنه " اينشتاين القرن الواحد والعشرين " .. من قبل أن يبدأ هذا القرن ، وبعدها حصل علي جائزة نوبل (( في العلوم )) ، ويوم تسلمه للجائزة قال للجنة بثقة العلماء " انتظروني مرة أخري مع الجائزة " ...
ذاك المصري الشكل والمضمون " أحمد زويل" كلما رأيته فان أملي وثقتي في نهوض مصر وشعبها يتجدد ويبقي كما هو كبير
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القرآنيون .. والوقوف في مفترق الطرق
-
حريات لا يحميها القانون المصري
-
نداء الي كتاب العالم المحبين للسلام
-
كيف يكون الاصلاح .. بدون دماء ، بدون د مار ؟؟
-
رأيت حلم - نزار قباني - الذي لم يتحقق
-
رد علي مقال الأستاذ: أحمد الخميسي
-
لا أحب البيعة
-
عمر بن الخطاب يزور - جوانتانامو -
-
مطلوب تمثال ل: شميرام – البطلة العراقية الشهيدة
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|