محض رأي عابر

سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** نحن اوّل من علم الاخر الكتابة او القراءة او شيء من هذا القبيل ..عبارة طالما ردّدها المواطن ولطالما كانت تتناهى لأسماعي في العديد من المحافل والمناسبات وغالبا بلا مناسبات يلهج بها البعض على نحو يبعث على الرثاء .. لشد ما كرهت تلك العبارة او الجملة وهي ترد على لسان الاخر . بمزيد من الفخر والتباهي . حتى لكأن قائلها هو من ابتكر الكتابة وصدّرها للاخر ..التفاخر بامجاد وحضارة اقوام على الدوام .حتى لنبدو وكأننا منتجيّ او صانعيّ تلك الحضارة ..التي تعود في نشؤها وتطورها لوعي اقوام او شعوب لا تصلنا بها ايما وشيجة عدا وشيجة الجغرافية او الارض التي اسسوا عليها تلك المنجزات ..كانوا اقوام مختلفين عنا .. تفصلهم عنا حواجز مهولة من القيّم والعادات والتراث واللغات والديانات والفلكلور ..حتى لو كنا متحدرين من نسل تلك السلالات الغاربة والتي بتنا نختلف عنها في السمات التي تطبع وعينا وحاضرنا ..نختلف عنها في انفصال جوهري من حيث اللغة والاعراق والديانات والعادات ..انفصال احدثه التاريخ عبر كم من التطور المتراكم في ديمومته واتصاله , حتى بلغنا ما نحن عليه .. حتى اتخذنا شكلنا وسماتنا وعلاماتنا الفارقة التي تميّزنا عن الاخر الموغل بعيدا في نفق التاريخ . تميّزنا عنه في اللغة والدين والصفات والبناء الروحي والخ ...هذا الانفصال في العوامل او العناصر المشار اليها تجعل منا اقوام وشعوب مغايرة عن الاسلاف المندثرين لا يربطنا بهم سوى خيط رهيف من التاريخ والارض .. خيط لا يبيح لنا ان ننسب منجزات الاخر الينا ..فمن علم الاخر القراءة او الكتابة قوم يختلفون عنا ..وبالتالي لا يحق لنا نسب ذلك المنجز لنا......... /

#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات