|
الارهابيون المتأسلمون ... وسياسة المتاجرة بالدين ...!!! 2
طلعت الصفدي غزة - فلسطين
الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 20:49
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الارهابيون المتأسلمون ،ومجموعات التكفيريين والظلاميين ،وتفريخاتهم ومسمياتهم المختلفة ،يستخدمون الدين مظهرا للوصول الى الحكم والسلطة والثروة ،والعنف التفجيري وسيلته. هم أدوات فاقدو الوعي يستدرجهم الارهابيون المتحضرون ( الغرب الاستعماري والولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل ) . هم الوجه المتطرف الاخر للإرهابيين المتحضرين الذين يلوكون الديمقراطية وحقوق الانسان كشعار ومدخل لإرهاب الشعوب العربية والإسلامية ،وامتصاص مقدراتها ،وفرض التبعية والإلحاق بها ،ومنع استقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي بهدف ضمان الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية العسكرية والنفطية في منطقة الشرق الأوسط ،والخليج العربي ،وحماية قاعدتهم الأمامية اسرائيل . لقد لعبت فتاوى ،ابن تيمية وابن القيم ،ومحمد عبد الوهاب السعودي ،وحسن البنا وأبو الاعلى المودودي ،وسيد قطب والقرضاوي وتفسيراتهم المختلفة لبعض آيات القرآن ،وإخراجها من سياقها التاريخي العام في تضليل الشباب المسلم ،وتعطيل لغة العقل والحوار ،والقفز عن التفسير الحقيقي لآيات القرآن وللأحاديث النبوية ،والإساءة للأصل المرجعي للمسلمين القرآن والسنة ،في محاولة لتغييب العقل والعلم والمعرفة ،ولي ذراع الحقيقة ،وتعطيل قوانين التطور والحركة والتغيير . لقد تكاثرت الفتاوى التي تنبع من المملكة العربية السعودية وفكرها الوهابي وتأثيراتها الضارة على المنطقة العربية والعالم ،عكست طبيعة التحالف التاريخي بين السلطة المالية ممثلة في ابن سعود ،والسلطة الدينية ممثلة في ابن عبد الوهاب ،ومحاولاتهم فرض الدولة الدينية على المجتمعات العربية والإسلامية ،وإبقائها في حظيرة التخلف والجهل وعدم الاستقرار. ان أخطر ما في تلك الفتاوى ،اتهام وتوصيف المجتمع العربي ،وسلطاته الحاكمة بالمجتمع الكافر ،وتكفير كل من يخالفهم الرأي حتى وان كانوا من علماء الأزهر الشريف ،وإصرارهم على تفجير دماغه واجتهاداته ،مستخدمين القتل دون تمييز ،والتفجيرات الانتحارية ،وزعزعة الاستقرار ،ومحاولة ايقاف حركة التاريخ عند تصوراتهم الميتافيزيقية . وباسم الدين تتصاعد المجازر التي ترتكب بحق المدنيين المسلمين ،ويجري تدمير بيوت العبادة ،وقتل النفس التي حرم الله قتلها ،وتفجير أنفسهم تحت حجج انتظار بنات الحور لهم على ابواب الجنة ،ونسوا في زحمة التضليل والتكفير ان البنات الحور لا يستقبلن قتلة المسلمين والمدنيين من الاطفال والنساء والمسنين ،ولا يستقبلن من يقوم بتفجير بيوت العبادة ،بل الشهداء الذين يدافعون عن شعوبهم المستضعفة ضد الاحتلال والظلم والقهر ،والاستغلال والفساد والاستبداد والاضطهاد الذي يتعرض له المسلمين في كل بلاد العرب بغض النظر عن المذهب او الطائفة. ان بعض الفتاوى التي يروجون لها في كتبهم ككتاب " الفريضة الغائبة " المعتمد لدى حركة الأخوان المسلمين والذي يدعي بوجود عدوين أحدهما قريب والآخر بعيد ،فالعدو القريب في نظرهم هم الحكام المسلمين الذين لا يطبقون الشريعة الاسلامية في الحكم ،والبعيد هي اسرائيل التي تحتل فلسطين ،وتستولي على مقدساتها الاسلامية والمسيحية ،ويمارس مستوطنوها المتطرفون تحت حراسة جيش الاحتلال ،هجومهم اليومي الشرس على المسجد الأقصى ،وفرض وقائع جديدة على الارض لتغيير معالمه ،والرقص في باحاته طبقا لرؤاهم التوراتية والتلمودية الزائفة على مرأى ومسمع من الارهابيين المتاسلمين ،وكأن تلك المقدسات ليست رمزا لعقيدتهم الدينية. هذا التصور العقيم يدعو الى تأجيل محاربة الاحتلال الاسرائيلي الى أجل غير مسمى ،فالمعركة المقدسة في فتواهم الآن هو قتال انظمة الحكم في العالم العربي والإسلامي ،والكتاب يعطي الاجابة على التساؤل المتواصل ،لماذا لا يوجه التكفيريون والإرهابيون والمتاسلمون هجومهم على الاحتلال الاسرائيلي ؟؟. ان هذا يكشف بكل وضوح طبيعة العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين الارهاب المتاسلم والإرهاب المتحضر ،فالأخير على الرغم من ادعائه محاربته للإرهاب ،لكنه يغذيه بالسلاح وبالمال وبالمرتزقة !!!!! ففي أكثر من بلد عربي وإسلامي يتحالف الارهابيان ضد الشعوب ،ويعملان على توتير الاوضاع الداخلية ،ويجلبون المرتزقة والأجانب لتعميق الصراعات بين ابناء الوطن الواحد ،لقد انغمسوا كليا في خدمة الغرب الاستعماري ،واستطاعوا تحويل الصراع الذي تخوضه الشعوب العربية ضد الاحتلال الاسرائيلي ،والفكاك من التبعية للولايات المتحدة الامريكية ،والتخلص من الاستبداد والتخلف والفقر والأمية ،الى صراع وهمي مذهبي وطائفي بين الشيعة والسنة ،وتعميق الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،ووقف عجلة التطور والتقدم . لفت نظري في احدى الفضائيات المصرية حديث العلامة فضيلة الشيخ شعراوي ،وهو يتمايل يمينا ويسارا ليؤثر في المتابعين من المستمعين في احدى دروسه الوعظية ،عندما قال " الاسلام في بداية عهده كان يوحد المسلمين ،اما اليوم فان الاسلام يفرق المسلمين "،وتساءل البعض كيف ذلك يا مولانا ؟؟؟؟ اجاب اليوم هناك المئات من الجماعات الإسلامية ،والمنظمات ذات الاسم الاسلامي كل واحدة منها تدعي انها صحيح الاسلام ،وإنها المرجعية الصحيحة الوحيدة له ،وان باقي الحركات والمجموعات الاسلامية الاخرى باطلة ،وبالتالي فهذا ما يعمل على فرقة المسلمين ،على الرغم ان المرجعية الحقيقية للإسلام هو القرآن والسنة .
#طلعت_الصفدي_غزة_-_فلسطين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|