مصطفى جليل نعمة
الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 18:28
المحور:
الادب والفن
(حوارٌ بينَ عَاشق وجُنديّ )
(1)
يوم الاحد 9 آذار 2014
الساعة 8:30 صباحاً
سيطرة الآثار - مدينة الحلة
العاشق : مَرحباً يَا مَنْ فيّ خدمَتيّ ، أرجوك دَعنيّ أمرُ قَبلَهُم لديَ موعدٌ غَرَاميٌ
الجندي : آسف عَزيزيّ لا أستَطيع ، أنا عبدٌ مأمورٌ وأَذْعَن لقَائِديّ
العاشق : أرجوك ... بَلقِيسِيّ تَنَتظرُ غَرَامي منذُ أعوام ، دَعنيّ امض ِ بِمشوَاري
الجندي : اعتذرُ مَنكَ ! لا أستطيعُ
العاشق : أيُها الوَاقفُ كالنسرِ في بَوابَةِ الحلةِ
كيف تَرضَى لي الذِلّ
أليسَ الحبُ أبن الكبرياء ؟
الجندي : الحبُ هُنا يحرقُ بالكبريتِ
والكبرياء أصبحَ بَاروداً فإما ترحل او تنتظر !
(2)
العاشق : أيُها الجنديُ خَلصني بحق الله من بطولات الثمالَة
و حوار المَيتين اسمح لي بالمرورِ قَبلَهُم
قَبلَ أن يأتيَ الإرهابي ويَغتالُ مَوعدي
الجندي : حسناً سأدَعُكَ تمرُ ، لكن أعطنِي هويتُكَ ، من أينَ أتيتَ والى أين أنتَ ذاهبٌ ؟
العاشق : بالله عَليكَ أنا حَفظتُ هذا إِلاسْتِفْهام
ألم تَعرفُ إنني من هُنا وذاهبٌ الى هناك ؟
ولدي وردة و قصيدة فهما هَويتي !
الجندي : أذهب أيُها البابليُ لكنيّ أخشى عَليكَ مِنْ قُطاعِ الطرقِ
وممن يُهددونَ بقاءنا !
العاشق : لم نعدّ نَتهمُ أيُها الجندي
ضَجرنِا مِنْ الانتظارِ وسيطرتكم تحفرنا حتى الاعياءِ
وتقتلُ الوقتَ ، لا تعرفُ صيفاً ولا شتاءً
وتأكلُ مِنا صَباحاً ومساءً
دَعنيّ أمرُ فعشقي أشرفُ مِنْ كلِ سيارةِ مظللةِ تجتازُ رتلّ العَبيد هُنا !
دَعنيّ أذهبُ قبلَ أن تَموتَ وَردتي وتملَ بَلقيسي
الجندي : لا تغُرّكَ بُندِقِيتي فأنا مِثلُكَ عاشقٌ ولديَ بَلقيسي
لكن عُسريّ إِضْطَرَّني هُنا
(3)
الساعة : 09:15 صباحاً
سُكُونٌ ، دُخانٌ ، دّماء
اختَفى صوتُ الأماني و استَقالَ العَاشقون
ماتَ وكل منهُما بِجيبهِ قصيدةٍ لمْ تكتمل معانيها
النصُ لَمْ يكتمل ولَمْ يتمُ التسليمَ
لأنهُما خارجُ تَغطيةَ الحياة
يُرجى المحاولةٌ في عمرِ اخرِ
#مصطفى_جليل_نعمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟