أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - الانتخابات بين باقات الورد والبطانيات














المزيد.....

الانتخابات بين باقات الورد والبطانيات


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتخابات بين باقات الورد والبطانيات
كما هو حال غالبية العراقيين العائدين الى بلدان الشتات بعد زيارة للعراق , عدت أمس محملاً بالألم والحزن والسوداوية من الحال الذي وصل اليه الوطن والمواطن , بعد كل الخسارات التي تسبب فيها السياسيون منذ عقود ولازالوا بتواتر متصاعد كأنهم يتسابقون على الأبداع في تجديدها وتنويعها وأدامتها , خلافاً لوظيفتهم الطبيعية المفترض أن تكون عكس ذلك .
ولأننا في العراق على أبواب انتخابات ثالثة لمجلس النواب , فأن أجواء البلد ملبدة بغيوم التقاطع السياسي الذي أفرز ولازال مزيداً من التوتر والتخندق الطائفي البغيض , الذي أفضى لمواجهات دموية في سنوات سوداء لازالت شاخصة في ذاكرة العراقيين , دون أن تأخذ أطراف الصراع دروساً مفيدة منها , لابل أن أدارتها للصراع الآن تبدو وكأنها تدفع باتجاه اعادة المشهد الدموي لتخلط به الأوراق هروباً من فشلها الذريع في بناء الدولة , بعد أحد عشر عاماً على سقوط الدكتاتورية .
المفارقة أن المدينة التي أعيش فيها تتحضًر لأنتخابات محافظها يوم الأحد القادم , صور المرشحين في الأماكن المخصصة للدعاية الأنتخابية وبرامجهم المعلنه عبر وسائل الأعلام المتاحه وهناك حركة غير عادية تفرضها الانتخابات كما في كل دورة , لكن ماصادفني صباح اليوم وانا أنجز بعض الألتزامات المؤجلة بسبب سفري , هو الذي حمًلني الماً اضافياً فوق حمل اداء اطراف السلطات في العراق الذي ننوء به نحن العراقيون في الداخل والخارج , فقد تقدم مني رجل في العقد السبعيني بابتسامةِ وهدوء , مفتتحاً الحديث بتحية صباحية واعتذار أن كنت غير مستعد للحديث معه , وبعدها قدم لي كارت تعريف بزوجته المرشحة لمنصب المحافظ , يحمل صورتها وبضعة اسطر من تأريخها العلمي والثقافي والسياسي خلال الربع قرن الماضي , مع ظرف صغير بداخله بضعة غرامات من ( بذور ورد ) قال أنها عنوان للحياة الجديدة لاننا في آذار , وأضاف أنني ممكن أن ازرعها في حديقة البيت أو في سندانة داخله أو في أي مكان أختاره , مع التأكيد أنني غير ملزم بانتخاب زوجته لأن ذلك قرار شخصي لايتدخل به , لكن زراعة الورد من أجل حياة جديدة للمدينة ونحن جميعا نعيش فيها !.
لم يخطر ببال هذا الرجل الأمين للمبادئ الأنسانية , أنه تسبب في فيضِ من عرقِ غير مرئي غطت به روحي وغرق به ضميري وانا أُقارن بين انتخاباتهم وانتخاباتنا , بينه وبين طواقم الدعاية للمرشحين في العراق , بين منهجه وقناعاته في أن الورد للمدينة لاننا نعيش فيها بغض النظر عن قناعاتنا بانتخاب فلان محافظاً لها , من أين نأتي بالمحافظين على العراق ( أبونا ) والمحافظين على المدن ( أُمهاتنا ) , كما يفعل هذا الرجل السبعيني الذي يُقدم حبه للمدينة على فوز زوجته بمنصب المحافظ ؟ , هو يوزع بذور الورد عنوان النجاح والحياة الجديدة التي يفتتحها الربيع في كل عام , والمرشحون في العراق يوزعون ( البطانيات ) لتدثيرالفشل والفساد والخيبات ومناهج التضليل والتعتيم التي غرقوا في وحلها.
كبارالمسؤولين بما فيهم نواب البرلمان العراقي في دورتيه السابقتين وحلقاتهم الأقرب , يأتون لهذه البلدان, التي يُحترمُ فيها القانون, بعينين مفتوحتين على آخر قابلية أجفانهم وآخر استيعاب حدقاتها , لكنهم يعودون للعراق بعينِ واحدة تُذكرنا بقطعة الجلد التي لازالت ترمز لفلان الفلاني , الجلاد والارهابي الذي تعرفه شعوب الارض قاطبةً ويعرفه العراقيون , فهل ينزعوا عنهم تهمة الجلدة البغيضة حتى ولو لم يستخدموها ؟ , أم أنهم لازالوا يعتقدون أن العين المُغلقة بالفرض مختلفة عن العين المُغلقة بالحيلة ؟ .
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتمل نصاب المنتخب الوطني ولم يكتمل نصاب البرلمان .. !!
- حصاد نوعي ل ( مناجل ) كاظم الركابي في الناصرية ..!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..7
- قادة العراق .. مائة عام من الانتصارات الزائفة ..!!
- الأرنب للشعب والغزال للحُكام ..!!
- بصمة ( داعش ) بين صيدليتين ..!!
- البصرة تعتزم شراء النخيل من فرنسا ..!!
- آمد كاوة كرمياني يولد في كلار
- فنان الشعب الذي يسمعه أعدائه سراً .. وداعاً فؤاد سالم ..!!
- رقابة الشعب ورقابة السلطات
- سباق الأنتخابات بين ابن الشعب وابن السلطة ..!!
- مجلس النواب العراقي واستمارة كشف المستور ... !!!
- الانتخابات العراقية والتلميع بالطين ..!!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..!! / 6
- العلاقة بين الأنتخابات القادمة وتصاعد العنف في العراق
- تماس كهربائي بفعل فاعل ..!!
- هروبان في الحلة
- مفتي السلطان ومصائب الأمة
- أوراق على رصيفِ عراقي
- مخاطر الغاء تأشيرة الدخول بين العراق وتونس


المزيد.....




- غزة: واشنطن تصف استئناف المحادثات بالدوحة بـ-البداية المشجعة ...
- برلين: أوكراني متورط بتفجير السيل الشمالي
- WSJ: زيلينسكي أقر خطة تفجير السيل الشمالي
- هل يفرز اجتماع الدوحة صفقة نهائية لوقف الحرب؟
- رغم الحرب.. لماذا تستمر أوروبا باستهلاك الغاز الروسي؟
- بعد تبرعها بـ 52 دولاراً لصالح جمعية أوكرانية..الحكم على موا ...
- الجيش السوداني يواصل مقاطعة محادثات جنيف.. بسبب الإمارات؟
- -سو-34- تمطر قوات ومعدات أوكرانية توغلت في مقاطعة كورسك بقنا ...
- محمد الضيف حي.. ماذا حققت إسرائيل بغزة؟
- طهران: لم ولن نشارك بمفاوضات حول غزة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - الانتخابات بين باقات الورد والبطانيات