|
مُعاداة الشيوعية وهزيمة الاشتراكية ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 13:31
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مُعاداة الشيوعية وهزيمة الاشتراكية .. لقد كانت الحرب التي خاضتها القوى الرأسمالية ، الامبريالية والنيو- كولونيالية ، ضد الشيوعية فكرا ومُمارسة "مفهومة " ومبررة " . وذلك انطلاقا من فهمها بأن الشيوعية تُشكل خطرا داهما عليها وتُهدد مجرد بقائها كنظام سياسي واقتصادي . لذا لم يكُن مُستغربا أن تقوم القوى المعادية للشيوعية باستعمال كل أدواتها المادية والبشرية في معركة البقاء هذه ، فقد طورت ترسانة سلاح كبيرة ، وجندت لها عملاء أوصلتهم الى السلطة ، وقامت بشراء الذمم ، واستغلت كل امكانية مُتاحة مهما صغُرت أو كانت ضئيلة الشأن ، في حربها تلك ، فالصراع اتسّم بأنه صراع بقاء أو فناء . لقد كان من ضمن تكتيكاتها "والتي لاقت نجاحا " ، تكتيك تسويق الحلم الغربي – الأمريكي ، والذي لم يكن بحاجة الى جهد خارق لتسويقه في اوساط الشباب "الاشتراكي " . فلإذاعة ليبرتي جمهور كبير من المُستمعين ، ولبنطلون الجينز ، وعلكة المضغ ، السيجارة الامريكية ، والسيارة الامريكية ، مُعجبون كُثر ، يحلمون باليوم الذي فيه يحصلون على الجينز وعلبة السجائرالمارلبورو . والى جانب المواد الاستهلاكية البراقة ، كان الحُلم بالسفر الى الخارج يُراود مخيلة كل شاب وشابة ، فقلة من المحظوظين حصلت على "الجائزة الكُبرى " بالسفر الى دولة اوروبية مُجاورة ، في حين كان نظرائهم من الشباب الغربي ، واذا امتلكوا النقود ، كانوا يجوبون العالم ، ولو على حساب "رهن " مستقبلهم المادي الشخصي . إذن كانت ثقافة الاستهلاك هي قوة الجذب المركزية التي "سَوّق" بها الغرب نفسه في بلاد الشرق الاشتراكية ، عبر الاذاعات المُخصصة لذلك . كانت الكلمات السحرية هي الحرية الشخصية المُطلقة ، بحيث اختاروا لإذاعتهم اسم ليبرتي – الحرية . ولكن هل يُصّدق عاقل ، بأن أنظمة تنهار كقصور من الرمال ،بسبب فكر ومُمارسات بعض المُعادين للشيوعية ؟؟ ألم "تَلِد " الاشتراكية عوامل فنائها من رحمها هي ؟؟ وبداية يجب القول بأن الانظمة الاشتراكية وفرت لمواطنيها كل أسباب الحياة الكريمة ، مسكن ، ملبس ، مأكل ، علاج وتعليم مجانيين . لكن هذه "الحسنات " كانت من ضمن المفهوم ضمنا في اوساط الشعب ، ولم يخطر ببالهم (ابناء الدول الاشتراكية ) ،بأن هذه الحسنات ، تُعتبر حُلما بعيد المنال لدى اوساط واسعة في الدول الرأسمالية . لكن ، هذه الميزات شابها الكثير من الاخطاء القاتلة ، فالجماهير التي يجري كل شيء باسمها ، لم تكن "شريكة " في عملية اتخاذ القرار فعلا لا قولا ، فالقائد والحزب القائد ، هم الذين يقررون مصائر الشعب ، يتحدثون باسمه ويقررون له سقف طموحه ورغباته ، والانضمام للحزب أصبح سُلما ووسيلة للحصول على منافع شخصية ، فبطاقة عضوية الحزب تُسّهل حياة حاملها و"تنفعه " في تقدمه وظيفيا ومهنيا . لذا تحول الحزب بغالبية قاعدته ، الى مجموعة نفعية ، تبحث عن مصالحها الشخصية ، وقامت بانتخاب قيادات تُمثل مصالحها وترعاها . فلم تعُد للأفكار والمبادئ أهمية عند طلب الانتساب ، بل المنفعة الشخصية ، وتحول الحزب الى ظاهرة صوتية مؤدلجة ، لكنه في جوهره مُفرغ من كل فكر ، اللهم إلا تقديس وتبجيل (الى حد العبادة ) للقائد و"للفكر المُشوه ".. أما المقتل الاخر للنُظم الاشتراكية ، فقد نشأ من ايمانها الراسخ بأن الكل مشكوك في اخلاصه وولائه للوطن والنظام ، حتى ابناء الشعب البسطاء الذين يعملون يوميا في "خدمة النظام الاشتراكي " . وبناء على هذا كان لا بد من أن تُحكِم هذه الانظمة سيطرتها بالشرطة والمُخابرات ، فكان مجرد التذمر من مسؤول أو حزبي يؤدي بقائله الى الملاحقة .مما خلق "شعبا " يقول ما لا يُفكر ، وتقتصر مهمته على التصفيق للإنجازات والخروج في المسيرات في شتى المناسبات . وأخيرا ، النظرة الاستعلائية من الحزب وأعضاءه ، لجماهير الشعب ، خلق وقسّم المجتمع الى طبقتين ، الحاكمة والمحكومة ، طبقة الحكام تتمتع بكل الامتيازات ، حوافز ، سفريات ، شراء من السوق التي تبيع بالعملة الصعبة ، المناصب العليا ، وطبقة المحكومين التي تكد وتتعب وتشقى للحصول على ادنى متطلبات الحياة ، وهذه الجماهير هي التي خرجت وأطاحت بهذه الانظمة . فمعاداة الشيوعية والنظام الاشتراكي ، لم تكن لتستطيع بأن تهز "شعرة " في "رأس " النظام الاشتراكي ، لو أن هذا النظام وحزبه "الطليعي " ، احتمى بالجماهير ، دافع عنها وعن مصالحها خلال فترة حكمه ...!!!!!!!!! فرجاء لا تلوموا راسل وامثاله ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الذبح الحلال..
-
ظلال الجبال ..والاصطفاف ضد الاخوان .
-
ايغور ، بافل والمُستهلك العربي ..
-
- جرائم شرف -..أم جرائم قتل ؟؟!!
-
ألثُمُ أطرافَ رِدائك ..
-
مأساة ماركس ..!!
-
بيان سياسي ..!!
-
بروفايل للقتلة ..
-
راسل ، مالتوس وفناء الثُلث ..
-
الحوار المُتمدن وإعادة التدوير ..!!
-
حجابي كتابي
-
أوسَعتُهم سبا وأودوا بالابل ..!!
-
أنا وساعي البريد ..!!
-
ما هو مسرح البلاي –باك ؟
-
الروبوتيكا ، الماركسية وعلاقات الانتاج ..!!
-
قصص نساء عربيات ويهوديات على مسرح -البلاي باك-.
-
في مديح الظل المُتواري .
-
مفاوضات ..؟؟!!
-
الاستاذة خديجة صفوت ،ودس السم في الدسم ..!!
-
المخاوف الحقيقية...من إلغاء بند الدين في بطاقة الهوية!!
المزيد.....
-
تركيا: ضبط أسلحة خاصة بحزب العمال الكردستاني في شمال العراق
...
-
العراق.. تبرئة ضابط أدين بقتل متظاهرين في -مجزرة جسر الزيتون
...
-
لا سبيل لمواجهة السياسات اللاشعبية سوى بالمزيد من تنظيم وتقو
...
-
الجبهة الشعبية: تتوجه بالتحية إلى المقاومة والشعب اللبناني
...
-
الدفاع التركية: تحييد عنصرين من حزب العمال الكردستاني شمال س
...
-
أكاديمي أميركي: وصف ترامب لهاريس بأنها شيوعية يظهر قلقه الوا
...
-
تجديد حبس للصحفي ياسر أبو العلا 15 يوم.. وممدوح والخطيب أمام
...
-
أحزاب يسارية تدشّن الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية تحت شعا
...
-
حبس 15 يوم لمعتقلي “بانر فلسطين”
-
افتتاحية: للجفاف أسباب اجتماعية وطبقية
المزيد.....
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
-
تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
لماذا يجب أن تكون شيوعيا
/ روب سيويل
-
كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل
...
/ شادي الشماوي
-
ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|