أحمد عماد أسياخ
الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 08:08
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لا يمكن لدارس التاريخ العربي القديم والمعاصر المرور على النص التاريخي دون أن يستوقفه حجم وهول الهزائم والنكبات المُؤرَّخ لها ، وهو ما يطرح تساؤلا عميقا، إلى متى سنظل حبيسي هذا النوع من التأريخ ؟
فلا نكاد نخرج من نكبة حتى نسارع للتأريخ لها في إنتظار نكبة أخرى قادمة تنسينا وتشغلنا عن سابقتها ، كأننا قوم يستمد وجوديته من الهزائم والنكبات ، بل الإشكال الذي يستعصى فهمه وفتح مغاليقه أننا نعيد إنتاج النكبات وبنفس الأليات رغم إختلاف الزمن، كأن عنصر الزمن لا يفعل فعلته فينا أو كأننا مجبولون ومفطورون على الجمود والثبات في خرق سافر لأحد أهم قوانين الطبيعة الذي هو "الحراك" .
وعليه يمكن لأي عاقل أن يتسأل ، فيما يفيد درس التاريخ ؟ إن لم يكن مرجعا نعود إليه لتجاوز أخطاء الماضي والإستفادة منها .
فيما يفيد التأريخ للأ جيال القادمة مادامت ستعيد نفس السيناريوهات السابقة ، بل فيما يفيد المثل القائل عندنا ـ لايلسع المؤمن من الجحر مرتين ـ ونحن نرى عدد اللسعات تتوالى دون أن نقدر على عدها وحصرها .
إن التأريخ عملية حيادية بالدرجة الأولى يقصد منها نقل الأحداث والوقائع نقلا صحيحا ، وهو الفعل الذي ننطلق منه لإستلهام المستقبل وعلى ضوءه نستطيع ترتيب أوراقنا وتصحيح أخطائنا أما غير ذلك فإن فعل التأريخ لن يكون سوى فعلا عبثيا ووجود المؤرخ بيننا أيضا يصبح بلا معنى .
#أحمد_عماد_أسياخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟