عذافه العغبنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 00:57
المحور:
الادب والفن
جالَ بصري بأرجاء الغرفة بعد أن أفرغت بجوفي نصف القدح ، الغبار يملأ المكان
والحياة.. رفعت عينيَّ الى السقف وغـمزت لله العلي القدير عـرفاناً ذلك اني لا زلت
قادراً أن أهــئَّ لنفسي جلسة زحلاوية مــال أخ لأخيه.. شيف نومي حــامض يســلّك
المسائل ويجعل من تجرّع هذا السم أمــراً ممكنــاً.. في الماضي البعــيد كنـت شرّاباً أكشراً..
أمّا الآن فأنا الضامن بأني سأغرق حتماً في بانيــو حمّام بعد أن أعـبَّ نص
ربع زحله.
كــان صوت اللابتــوب المـركون على زجاج المنـضدة يتغـلغـل الى داخلي ويوقــد الذاكرة..
الذاكرة لؤم كما قلت مرّة.. الأشياء الجميلة لم تحدث الّا في الماضي..كان
شباط ذو رائحة خاصة حين تهبُّ أنسامه بشكل طبقات واحـدة باردة والاخرى دافئة تحت شمسٍ
ساطعةٍ مبهاجٍ ، وساحاتٍ مكتظّة بالناس والباصات الحمــر.. كثيرة تلك المشاهد.. حتّى اني لَأجد
نفسي أحنُّ أحياناً الى جهرة السيد الرئيس خصوصاً بعد أن مللنا من رؤية وجوه متعهدي السلطة الجديدة..
عبّالك طالعين باليانصيب.. والوجوه القادمة ستكون أسوأ.. من سئ الى أسوأ.. واليوم أفضل من الغد.. ربّما.
تناغم صوتي مع صوت مؤدي الأبوذية وتعالى بعد البيك الثاني وتصاعــد صراخنا معاً :
سباني الشيب من حبّه وخطـني
ناجاني بعـتب وبـغـزل خطـني
وكِسَر تالي الكلب لمَّن مخطني
نِكَت بيه حبيبي وغِدَر بيه
لجع كلبي من اجه طرفي بطرفهم
وجزن أعوام محد جا من طرفهم
بسامير ونكت شبعوني وطرفهم
صفن سمّ وزهَر مرّه عليّه
لهيب سنين سبعه وما كلّمنّي
وبس جروح ما تشفه كلّمنّي
كلّه مني ولك يا حيف كلمنّي
وهاويه الخلك عمّت عليّه
ياواه ياواه يا وي ي ي ياوااا وي وي لي ي ي ي ي ..............
2014-03-09
#عذافه_العغبنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟