أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 22:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ردنا على فرية: أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 2 لسامي الذيب:


يواصل الذيب العجيب فريته التي تقول إنَّ هناك المئات من الأخطاء اللغوية والإنشائية في القرآن. وإنَّ بصدد تصحيح أخطاء القرآن الكريم،، فسكت دهراً ونطق كفراً، وقد رددنا على خزعبلاته الفارغة فبانت شخصيته وقدراته المحدودة الهزيلة في الفكر والتعبير والإنساء والفهم. وها نحن ذا في الساحة خطنا الآساسي أن نكشف زيف هذا الدعي بعد أن وقفنا على خبث مسعاه وظلام طويته التي تضيق بكل حق وصدق ونور،، فهو وأمثاله يبغونها عوجاً حسداً من عند أنفسهم لشعورهم بالضآلة أمام شموخ المؤمنين الموحدين الذين يرجون من الله ما لا يرجون. وأمثال هؤلاء فإن حربهم للقرآن الكريم مبرر وضيقهم به معلوم لأنه المرآة التي يرون من خلالها أنفسهم على حقيقتها، ويذكرهم بمصيرهم المحتوم وهي نار جهنم يصلونها فبئس المصير.

لقد بيَّنا بعض نواياه ومقاصده العدائية لأمة الإسلام، ووقفنا على مدى عدوانه المباشر لله تعالى دون سواه، فهو لا يقبله لا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن،، ويكذب كل ما قاله ويخطئه، والأدهى من ذلك وأمرَّ أنه يلحد به وينفي وجوده في الأساس. فهذا الدعي فاق كل من سبقه من الجبابرة الذين خسف الله تعالى بهم الأرض،، ولا ندري مذا أعد الله له في هذه العاجلة، ولكن الذي نحسه ببصيرة المؤمن قد يفوق ما آل إليه حال الجبابرة المعاصرين الذين آخرهم طارده من فلسطين شارون،، مع أن ما أعده لأمثاله في الآخرة يشيب له الولدان وتضع كل ذات حمل حملها.

لقد عدد في صفحته الأولى عشرة أخطاء إدعاها، فجعلها الله تعالى بآياته "هباءاً منثوراً" وخرقة سوداء لطم بها وجهه،، فظهر من خلالها دعي جاهل،، يائس من روح الله تعالى،، في إنتظار مصيره المحتوم الذي لن يخلفه أبداً. وعلى الرغم من أنه قد أنهى موضوعة السابق بالخطأ المفترى رقم 10،، إلّا أنه لغفلته وربكته وتخبطه عاد وكرره مرة أخرى هنا،، وبالتالي ليس لنا بد من أن نعيده نحن أيضاً هنا لضبط وحفظ التسلسل الذي فشل صاحبه في أن يلتزمه مما يدل ويؤكد على غيبة المنهجية والموضوعية لديه.

أما في موضوعة الثاني يقول إبي جهل للقراء،، أنه سيعطيهم هنا عشرة اخطاء لغوية وإنشائية اخرى وجدها في القرآن الكريم وعرضها على صفحة الفيسبوك.
في الحقيقة،، ومن الملاحظات العشر السابقة التي إفتراها هذا الرجل وصلت إلى قناعة تامة بأنه يعاني من مشاكل نفسية وعقدية متراكمة مزمنة طورها وزاد من مأساتها جهل مركب يعاني من الرجل، ووجدان خرب، وغرور مريض مدمر. ولم أكن أتوقع أن يكون هناك المزيد من المآخذ على شخصيته، بإعتباره قد إستنفذها كلها في موضوعه السابق،، ولكن لشدة دهشتي رده العاجز على الأخ Ibrahim Awashreh الذي كشف جزء من أهدافه الخبيثة بأسلوب مهذب راقي حيث قال له (اسلوب مكشوف لالهاء الناس باتخاذ موقف دفاعي متشكك لانك تعلم ان اغلب الناس غير ملمي بأحكام اللغة العربية وانت اولهم فضللت واضللت)، فكانت تبريراته الغريبة قوله (أخي ابراهيم، الشك هو دائما بداية العلم. فمن لا يشك ميت. وإن انا ساهمت في التشكيك وتحريك ماء راكد، فأعتبر ذلك نعمة استحق الشكر عليها. أليس كذلك؟"). فأقول له هل تشككت أولاً في والديك قبل أن تعلم بأنك منهم؟ وهل تشككت في أبنائك ثم بعد الدراسة والتمحيص إكتشفت أنهم من ظهرك؟ وحتى إن فعلت ذلك فعلاً فليس غرابة في أن تسحب "قاعدة التشكك والعمل" على كل شيء بإعتبار أنك شخص غير سوي عقلاً وغير مؤاخذ على ذلك المعتقد والفكر الأخرق. وإن كنت سوياً فهل الله تعالى يُعْرف بالشك؟؟؟ فردك أكد للأخ إبراهيم ما ظنه فيك. فهل تعرف حقيقةً من أنت؟؟؟

لقد أدهشني قوله ((-- لقد اصاب أخي الفاضل في تشخيص الغاية من هذه المقالات "التشكيك"، بينما أخطأ عندما اعتبر ذلك تضليل. هذا موقف المتدينين أو المتمسكين بقشور الدين أو الذين تعرضوا لغسيل مخ. فهم يخافون من الشك ويريدون ان يسير الناس في القطيع دون سؤال --)).

كلام سخيف سمج يقطر بلادة وتدله،، والله لا أكاد أصدق ما أسمعه من هذا الرجل،،، أيعقل أن يكون الشخص متناقضاً مع نفسه إلى هذا الحد المذري؟؟؟
أولاً: يقول إن إخيه الفاضل أصاب في تشخيص غايته من تلك المقالات وهي "التشكيك"، وإن كانت هذه الغاية السافرة العارية لا تحتاج إلى تشخيص،، لأن كل من قرأ لك سطر واحد عرف بها ذلك عنك، ولكن الذي يحتاج إلى تشخيص حقيقةً هو "من المستفيد من هذا التشكك"؟ الذي تعمل على تحقيق هذه الغاية له، وما هو المقابل؟؟؟

ثانياً: تقول إنه قد أخطأ عندما إعتبر ذلك تصليلاً،، أليس كذلك؟؟؟ ... إذاً فماذا يكون الإعتبار الصواب في رأيك أنت بالذات؟

ثالثاً: إن كان (هذا موقف المتدينين أو المتمسكين بقشور الدين أو الذين تعرضوا لغسيل مخ. فهم يخافون من الشك ويريدون ان يسير الناس في القطيع دون سؤال) كما تدعي، ... فلنسلم جدلاً بأنك على حق في أن هذا هو موقف المتدينين المستمسكين بقشور الدين،،، الخ، فهل أنت من هؤلاء الذين يستمسكون بأصول الدين؟؟؟ أم إنك تُنَظِّر عنهم وتتصورهم فقط؟؟؟ هل نسيت موقفك من الدين بصورة قاطعة؟

1. ألم تقل في موضوعك السابق إنك "ضد فكرة الوحي جملة وتفصيلا، وتبرأت من التوراة والإنجيل والقرآن وقلت إنها كتب مكدسة؟ فهل أصل الدين عندك هو اللات والعذى ومناة الثالثة الأخرى؟؟ أيها المتناقض مع كل شيء، حتى مع ذاتك.
2. لماذا كل الموازين لديك معكوسة يا هذا؟ فهل الذي يعاني من غسيل المخ والذي يسير في قطيع هو من يعرف دينه وربه وأساس خلقه، ومنهجه في الحياة ويعد العدة إلى حياتين أخريين إحداهما البرزخ والأخرى جنة النعيم، أم الذي لا رب له ولا دين ولا هدف ولا يعرف من أين جاء، ولماذا خلق أساساً، وما هو الفرق بين الغث والسمين، وينتظر مفارقة الحياة كما تفارقها البهائم (أتى من تراب، ثم أفسد ذلك التراب الذي خلق منه، وأفسد الحياة كلها بالتشكك والضلال والإضلال والسفه والإعتداء على الغير بغير حدود، ثم يعود إلى تراب مرة أخرى بعد أن يأذن الله تعالى بأخذه أخذ عزيز مقتدر ليعود من حيث أتى وفي إنتظار جحيم مقيم وعذاب اليم بئس؟؟؟)،
3. يا عزيزي أنت قد إعتدت مجالسة المقاهي وصحبة المساطيل وخلوة الشياطين، وبالتالي فإن تعليقاتك كلها تنم عن شخصيتك والبيئة التي تستقي منها أفكارك وشطحاتك المضحكة،، لماذا لا تريد أن تفهم؟؟؟ .

أما عن ملاحظتك التي تقول فيها (إنك تعطي نص الآية والخطأ الذي تراه فيها وتصحيحه دون إعطاء مزيد من التفسير،) هذا إدعاء باطل وإفلاس، بل وهروب من المواجهة التي تخشاها للآتي:
1. أنت مستهتر من الدرجة الأولى، لا تتحدث عن موضوع إنشائي كتبه تلميذ في المرحلة الإبتدائية، هذا القرآن كلام الله تعالى، ودين ومقدسات مئات الآلاف من الناس، قرآن أعجز أهل اللغة والبيان أكثر من أربعة عشر قرناً، معجزته لغة الضاد التي تجهلها تماماً، فعندما تريد أن تقيم أو تتحدث عنه يجب أن تكون بمستوى علم البيان، وأن تقدم مادة علمية مبنية على أصول اللغة، أما أن تفترض إفتراضات خائبة فهذا يدل على السفه وسوء الأدب والتطاول،
2. عندما تخاطب القراء يفترض أن تستحضر مقاماتهم وقدراتهم العلمية وتحترمها حتى لو كانت على عكس ما أنت عليه، فيكون ما تقدمه فكر هادف إما لمستفسر أو لمنتقد، ففي كل الحالات ستحترم وتقدر ويجاوب عليك عشرات الآلاف من العلماء الأجلاء الذين سيعجزونك بكشف أسرار هذا الكتاب الكريم، كما نفعل نحن الآن،، لأننا نحترم القراء وإن كان كل طرحك لا يستحق الوقوف عنده أو نقاشه.
3. موحي هذا القرآن يحترم خيارات الناس حتى لو كانت كفراً أو إلحاداً، لأنه هو الذي أعطى حق الإختيار هذا، وإكتفى ببيان ما يحبه وما يكرهه من هذه الخيارات، كما بين الجزاء الأوفى والجزاء الوفاق على كل خيار حر يختاره العبد.

أما قولك بأن هدفك من هذا التمويه هو عدم التثقيل على القارئ ودعوته لكي يفكر في الموضوع ويبحث ان همه الأمر. هذا نعتبره أعلى درجات الخبث والإدعاء الكاذب المفضوح،، فأنت لا تملك القدرة على الدخول في مجال اللغة وعلم البيان،، لذلك تريد التشكييك، فيدلي الناس كل بدلوه فتأخذ منهم لتنسب إلى نفسك،،، يا عزيزي فاقد الشي لا يعطيه. لقد قررت أن لا أعطيك هذه الفرصة، بل بأكشف زيفك وأفند جهلك وأفضحه بالعلم والدليل والبرهان،، فإن كنت قادراً على الصمود فكن بالمستوى الذي ننازلك به،، ودعك من شغل الحواة ولعب الثلاث ورقات الذي خبرناه عنك في مواضيعك كلها. الآن سأوثق خطأك في كل بند إبتدعته وإفتريته،، ولن تستطيع تكذيب ما أقول.


الخطأ 11: قد ذكرناه في آخر ردنا على الذيب في موضوعنا (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1)، تحت الرقم (خطأ 10)، فكرره الدعي مرة أخرى تحت الرقم (خطأ 11)، ونستميح القراء عذراً أننا رأينا أن نكرره هنا مرة أخرى، حتى نبطل حجته تماماً:
قال تعالى في سورة الكهف أيضاً: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا « وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ » يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا 79)، فإذا بهذا الدعي أبي جهل يعترض على هذه الآية البليغة المحكمة فيدعي بأن بها خطأ.. ولكن،، ما هو هذا الخطأ يا عبقري زمانك وخيبة أمثالك؟ بالطبع كالعادة لا شيء منطقي ولا علمي ولا معايير قياسية،،، هكذا مجرد إيحاءات ووساوس إبليسية لا دخل لها بمعايير البشر. أما تبريره وعذره الذي هو أقبح من ذنبه إدعائه بأنه (فسر كلمة "وَرَاءَهُمْ" بمعنى "أمامهم")، وقال إنَّ ذلك التفسير منه (بسبب سياق الآية، وقد تم تصحيحها في اختلاف القراءة) على حد قوله غير المفهوم.

نقول له: إنَّ سياق الآية ليس كما فهمه أبو جهل زمانه هذا،، بل هو ببساطة (فسر به الرجل الصالح ما لم يفهمه موسى من تصرفاته التي لم يألفها أو يعتادها في المعاملات والسلوكيات العادية، وهو لا يدري أنَّ ذلك الرجل الصالح إنما يتصرف بوحي من الله تعالى وليس من عند نفسه، ولم يصل إلى إدراك موسى نفسه "ببشريته" تلك الحقائق، فرأي في خرقه للسفينة عمل غير صحيح في ظاهره لأنه لا يعلم الغيب، فبين له الرجل الصالح الأسباب كما يأتي:

أولاً: قال له "لقد خرقت السفينة رأفةً بأصحابها المساكين الذين يعملون في البحر ويقتاتون على ما يجود به الله عليهم من صيد في البحر، وهم آمنون لا يعرفون ما يخبئه لهم الغيب"، قال تعالى: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ...)، ولكن،، كان وراءهم في البحر ملك ظالم طاغية يتحرك في إتجاههم ولم يصل إليهم بعد، وما أن تقع عينيه على سفينة "سليمة" في البحر إلَّا إستولى عليها غصباً من أصحابها (... وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ...)، وبالتالي ما أن يصل إلى هؤلاء المساكين ويجد سفينتهم سليمة لا عيب فيها فإن مصير هؤلاء المساكين هو فقدان مصدر رزقهم لأن الملك سيأخذها منهم غصباً،، فليس هناك مخرج سوى أن يعيبها الرجل الصالح بأن يخرقها لأن الله تعالى أوحى إليه بذلك فخرقها قبل أن يصل إليهم ذلك الطاغية فيستولى عليها، قال: (...فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ...).

فالآية التي صورت هذه الحالة هي قوله تعالى: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا 79).
وقف أبي جهل القرن الحادي والعشرين، ذلك الأعجمي أمام إعجاز القرآن حائراً ببلاهة وتدله،، يبحث له عن ثغرة ينفذ منها ليخوض في آياته المحكمات البينات التي أعجزت الجن والإنس قبله، من فطاحلة اللغة وعباقرة ملكة البيان والنظم والبديع،، حتى أبي جهل الأول العربي القرشي هلك مغبوناً بغيظه لعدم قدرته وزمرته الأفذاذ من إيجاد مأخذٍ عليه رغم حرصهم الشديد وغبنهم من الفشل الذريع الذي مني به هو ومن معه وهم يواجهون بالقرآن واقفاً في وجوههم ليل نهار شامخاً متحدياً بإلحاح لأنْ يأتوا ولو بسورة واحدة من مثله علماً بأنهم مسموح لهم بأن يأتوا بمن شاءوا من الأعوان،، من الإنس والجن لهذه المهمة المستحيلة عليهم إلى أن تقوم الساعة،، فكيف بهذا الدعي الضحل الجاهل الذي ليست آفته في مجال اللغة وفن البيان فحسب، بل في الربكة والهزال الذي يضربان بجزورهما في ملكاته الأخرى من فكر وسوء تقدير وغياب منهجية وخبثَ غايةٍ وسوءَ سبيلٍ. ليس هذا تجنياً عليه ولكنه هو الذي حكم به على نفسه بإدعائه بأنه (فسر كلمة "وَرَاءَهُمْ" بمعنى "أمامهم")، لا أدري كيف يكون الوراء أماماً؟؟ ... على أية حال، إذا كان الملك "أمامهم" كما يدعي، فمعنى هذا أنه قد تجاوزهم وتركهم خلفه وبالتالي لا خطر عليهم منه بأي حال. أما قوله الغريب بإن ذلك التفسير منه (بسبب سياق الآية ...)، فهذا إدعاء لا معنى له، خاصة وأننا قد عرضنا سياق الآية فليس هناك مبرر ولا منطق بقلب "وراءهم" إلى "أمامهم" إلَّا في وجدان منكوس كالكوز المجخي.


**********************************************************

الخطأ 12
قال تعالى في سورة الشعراء: (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ 16)، قال صاحبنا إبي جهل بأن هذه الآية بها خطأ،، فهو يعتقد بأنه كان يجب أن يثني فقيول: فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا « إِنَّا رَسُولا رَبِّ الْعَالَمِينَ »، وقد قاس هذه الآية بآية أخرى بسورة طه في قوله تعالى: (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ ... 47) فظن أن الآية في سورة الشعراء ينبغي أن تأتي على غرار ما جاء بالآية في سورة طه.

نقول له ملاحظتك هنا جديرة بالإهتمام والوقوف عندها و "تدبر" الآيتين كل منهما في "سورتها" لنعرف سر الإعجاز القرآني ودقته المتناهية في التعبير،، وأنا متأكد من أن الكثيرين من المسلمين وبعض العلماء قد وقف عندها كثيراً كما وقفوا أمام فواتح السور من الآيات ذات الحروف المتقطعة. وأنا أعتقد أنك قد وفرت للجميع فرصة حقيقية لنستمع معاً إلى ما يقوله الله تعالى في هذا الموضوع الكبير المثير حقاً.

فلنبدأ بسورة طه أولاً،، وأود أن أذكر الناس بأن كلمة "سورة" تعني أن ما بها من آيات مترابطة في داخل (سور)، ومن ثم يخطئُ كثيراً من أخذ الآية من خارج بيئتها و"سورها/سورتها". وسيتضح لنا هذا المعنى كلما إقتربنا من معرفة السبب في الإختلاف ما بين الآيتين مع أنهما تتحدثان عن نفس الأشخاص (موسى وهارون)، ومهمتهم لنفس الشخص وهو (فرعون)، والخطاب والتكليف لهما من الله تعالى بنفس المفردات تقريباً.

أولاً: في سورة طه، بين تعالى أن النبي والرسول المكلف بالتوراة هو "موسى" بشخصه، وقد بدأها تعالى منذ أن أخبر نبيه الخاتم بقوله: (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ-;- 9)؟، منذ أن رأى ناراً وهو لا يعرف أن الله تعالى سيختاره نبياً ورسولاً إلى بني إسرائيل، قال: (إِذْ رَأَىٰ-;- نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى 10)، فلما أتاها ليقتبس منها، ناداه الله تعالى بإسمه: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ-;- 11)، فعرفه الله بنفسه وأصدر إليه أوامره قال: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى 12)، ثم كلفه بالرسالة مباشرة، قال: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ-;- 13)، ... إلى أن كلفه بالمهمة الأساسية، قال: (اذْهَبْ إِلَىٰ-;- فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ-;- 24)، فشق على موسى الأمر ليقوم به بمفرده فسأل الله أن يعينه ويعضده بأخيه هارون لتوفر قدرات فيه غير متوفرة بنفس القدر في موسى، لذا قال: (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي 29)، "تحديداً": (هَارُونَ أَخِي 30)، فإستجاب الله لطلبه بأن يدعمه بإخيه هارون: (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ-;- 36) ... إلى أن قال: (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي 42)، "لاحظ،، لم يقل في هذه المرحلة إذهبا"، فكان التكليف لهما معاً "بعد ذلك"، لذا خطبهما معاً قال: (اذْهَبَا إِلَىٰ-;- فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ-;- 43)، معاً: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ-;- 44)، وخاطبا ربهما معاً أيضاً: (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ-;- 45)، لعلمهم بجبروته وظلمه وشراستهً،، فرد عليهما معاً أيضاً: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ-;- 46)، (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ-;- مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ-;- 47). مع العلم بأن الآيات التي جاءوا بها لفرعون لم تكن آية واحدة وإنما هي تسع آيات ولكن جاء التعبير "... قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ..." .

أما في سورة الشعراء قال تعالى (وَإِذْ نَادَىٰ-;- رَبُّكَ مُوسَىٰ-;- أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 10)، بمفرده، (قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ 11)، (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ 12)، (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ-;- هَارُونَ 13)، (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ 14)، (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ 15)، معاً (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ 16)،، نلاحظ هنا ما يأتي:
1. إختص الله بالمناداة موسى من دون هارون وكلفه بأن يأتِ القوم الظالمين،، تحديداً أولئك "القوم الظالمين" وهم قوم فرعون، على أمل أن يتقوا،
2. خشي موسى أن يكذبوه، فلا يتحمل ذلك ويعجز عن النطق لأن لديه إشكالية في النطق، فسأل ربه أن يرسل معه إخاه هارون فهو أقدر منه في الخطابة،
3. فهو يخاف أن يقتلوه لأنه قتل قبطياً من قبل، وعندما يظهر أمامهم ستتجدد المطالبة بالقصاص منه،
4. على الرغم من أن الله تعالى كلف هارون ليوازر أخاه في مهمته، إلَّا أنه لم يكن الرسول الأساسي الذي هو موسى، فخاطبهما معاً وطمئنهما أنه سيكون معهما ولن يتركهما لحالهما أو يتخلى عنهما،
5. هنا صورة بلاغية فريدة في مخاطبتهما بضمير الإثنين بقوله لهما (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ ...), معاً، (... فَقُولَا ...), معاً أيضا، (... إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، رسول واحد ووزيره معه ولسنا رسولين إثنين)، لأن الرسول الأساسي هو موسى عليه السلام، أما هارون فكان للمؤازرة والمساعدة والدعم لتكملة الرسالة بأمان.

فهنا إقتضت البلاغة والبيان التركيز على أن الرسول لفرعون من الله واحد رغم أن الوفد مكون من نبيين أحدهما رسول موحى إليه بالتوراة وهو صاحب الرسالة متفرداً. ولكن المهمة كلف بها الإثنان معاً، فقالا لفرعون (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ 17)، ولكن فرعون لم يخاطبهما معاً بل وجه الخطاب مباشرة لموسى دون فرعون: (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ 18)، وللتأكيد على ذلك قال فرعون لملئه: (قَالَ إِنَّ « رَسُولَكُمُ » الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ « لَمَجْنُونٌ » 27)، ولم يقل "إنهما لمجنونان".

ثم إستمر الحوار بين فرعون وموسى منفرداً: (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰ-;-هًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ 2)، ولم يقل لهم "إتخذتما،، أو لأجعلنكما"،،، فرد عليه موسى منفرداً أيضا: (قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ 30)، ولم يقل له مثلاً "جئناك" بضمير المثنى، ثم واصل فرعون الحوار مع موسى منفرداً: (قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ 31)، ولم يقل لهما "إن كنتما من الصادقين"، (فَأَلْقَىٰ-;- عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ 32)، إذن كل هذا يؤكد هنا أن الرسول الأساسي لفرعون فرداً وليس جماعة وهو موسى عليه السلام. وبالتالي ينسجم هذا الواقع تماماً مع الآية الكريمة المعجزة التي قالت: (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا « إِنَّا رَسُولُ » رَبِّ الْعَالَمِينَ)، ولم يقولا مثلاً "إنا رسولاً ربك"، فهي هنا بلا شك أبلغ من أن تتطابق مع الآية التي بسورة طه التي تقول: (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا « إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ » فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ... 47)،، لأن الحوار والخطاب هنا قد إستمر معهما معاً حيث قالا معاً: (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ-;- مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ-;- 48)، ثم خاطبهما فرعون معاً: (قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ-;- 49)، لاحظ هنا أنه لم يقل لهما "يا موسى وهارون" مع إنه قال في مطلع الآية مخاطباً لهما معاً "قال فمن ربكما"،،، وجاء الرد منسجما مع السؤال الموجه لموسى: "(قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ-;- كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ-;- 50)، ولم يقل "قالا"،
عادة نقول مثلاً: جاء رسول الملك فلان إلى ملك بلادنا مكون من وزيري الخارجية والتجارة ومعهم سفيرهم ببلادنا.
فكلمة "الرَّسُولُ " عادةً تطلق على: المُرْسَل ( للمذَّكر والمؤَنَّث والواحد والجمع 16). تماماً مثل كلمة فريق، أو وفد ، أو ممثل،،، الخ.

كونك لم تفهم هذا الإعجاز والدقة في التفصيل هذا أمر طبيعي لأن هذه الإعتبارات تحتاج إلى كاشفات مناسبة لها،، فهل مثلاً تستطيع تحسس موجات لاسلكية بواسطة ضوء بطارية أو شمعة؟


**********************************************************

الخطأ 13
قوله تعالى في سورة الشعراء عن الأصنام على لسان إبراهيم: (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ 77)،، إدعى أبو جهل بأن بهذه الآية خطأ، لأن نبي الله إبراهيم قال " فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي "،، في حين أن الأصنام جمع وليس مفرداً،، لذا فهو يرى أن الصحيح ينبغي أن يكون بضمير الجمع كأن يقول: "فإنهم أعداء لي".

حقيقةً أي شخص ليس لديه معايير الإيمان والتوحيد سيقع حتماً في نفس الإشكالية وسوء الفهم الذي وقع فيه صاحبنا إبو جهل، وهو حقيقة معذور،، فإذا نظرنا إلى الآية الكريمة المعجزة على أنها نص إنشائي،، دون تلك المعايير التي لا يدركها ويحسها إلَّا المؤمنين نجد أن كلامه مقبول إلى حد ما. ولكن المؤمن ليس أمامه سوى أحد خيارين لا ثالث لهما:
1. إما توحيد لله تعالى مطلقاً لا يشاركه فيه غيره، ففي هذه الحالة يكون كل ما دون التوحيد هو عنصر واحد مهما تعددت أشكاله وتنوعت،
2. أو عدم إخلاص التوحيد لله تعالى،، فهذا لا فرق فيه بين صنم أو غنم أو بلم أو علم.

فواجه إبراهيم الخليل عبدة أصنام عديدة ومن أجيال متتالية موروثة،، وبالتالي فهذه كلها تعني بالنسبة له شيء واحد مع تعددها وتنوعها، يطلق عليها كلمة (شرك)، وخياره الوحيد هو (التوحيد) الخالص لله تعالى،، لذا فهي بكل أنواعها وأشكالها وما قد يجد منها مستقبلاً تعتبر بالنسبة له عدو واحد لذا داره الحوار التالي مع أبيه وقومه ،، وقد صوره الله تعالى بقوله لرسوله الخاتم محمد أن يتلوا قصة إبراهيم الإيمانية هذه على قومه قال: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ 69)، (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ 70)، يسألهم إستخفافاً بآلهتهم الحجرية: (قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ 71)، مواصلاً إستهجانه بها: (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ 72)؟ (أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ 73)؟ (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰ-;-لِكَ يَفْعَلُونَ 74)، (قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ 75)؟؟ (أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ 76)، (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ 77). وهي أبلغ وأشمل من قوله (فإنهم أعداء لي)، لأن هذه العداوة لن تشمل ما قد يَجِدُّ بعد ذلك من أصنام أخرى من أمم لاحقة. ومن ثم لا يوجد خطأ ولكن سوء فهم منك لسياق ألآيات التي تحتاج إلى ملكة التدبر وتَوَقُّدِ "البصيرة"، التي قد ختمها الله لدى الكافرين، وطمسها لدى المنافقين.



**********************************************************

الخطأ 14
في سورة النمل،، قال تعالى، مبينا غضب سليمان من الهدهد عندما تفقد الطير ولم يعثر عليه بينهم فقال لنفسه هل لم يره أمام ناظريه فققط، أم أنه كان من الغائبين؟، لذا هدد بأنه سيعاقبه عقابا قاسياً إن ثبت تغيبه بدون إذن، لذا قال: (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ 21). ولكن الملاحظ أن صاحبنا أبو جهل جاء بالآية مشوهة لا ندري من أين؟ أم لعله زاد فيها حرفاً ليبرر إدعاءه بأن بها خطأ، فالصورة التي أتى بها هي هذه: (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ « لَاأَذْبَحَنَّهُ » أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) ... لاحظ هناك "ألف" مزيدة في كلمة « لَاَذْبَحَنَّهُ » أوردها هكذا « لَاأَذْبَحَنَّهُ ». فالخطأ المزعوم "مفتعل" ولا أساس له من الصحة فالآية سليمة وخالية من هذه الزيادة. (راجع أي مصحف لتتأكد من ذلك ).

معلوم أن سورة النمل من السور التي فاتحتها من الحروف المقطعة، قال تعالى: (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ 1)، فما أدهشني حقاً أن ملقاط الأخطاء هذا لم يقف عند الآية "طس"، ولم يلقطها ضمن حملته على القرآن الكريم. هل أعماه الله تعالى عنها، أم إنه تفاداها عنوة خشية أن تفتح أمامه باباً لا قبل له به؟؟؟ ترى ماذا يدور في رأسه ولماذا هذا الموقف الغريب؟؟؟؟؟



**********************************************************

الخطأ 15
قال تعالى في سورة القصص عن قارون: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ-;- فَبَغَىٰ-;- عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ « مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ » إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ 76), فإدعى إبو جهل عصره أنَّ عبارة "... لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ..." في الآية الكريمة المحكمة "خطأ"، مدعياً أن الصواب هو " لَتَنُوءُ بِها الْعُصْبَة". وطبعاً قد إعتدنا على هذا المستوى من السطحية المحيرة. هذا الرجل لا يعرف ما يقول ولا ما ينبغي عليه أن يقوله،، يريد أن يأكل الرأس ويخشى من العينين. ومن ثم سنستخدم معه طريقتنا البدائية في تفهيم العامة أصول اللغة ومقتضيات البيان،، فنقول:

أولاً: الآية الكريمة هي في أسمى درجات البلاغة ودقة البيان، ولا يمكن أن تكون كما افترى صاحبنا, وسنؤكد ذلك "علمياً" ولغوياً، وبلاغياً.

ثانياً: معطيات المفردة "نَاْءَ" معناها "مَاْلَ من ثقلٍ فأسقطه،، تقول "الحِمْلُ نَاءَ بالجَمَلِ" ولك أن تقول "الحِمْلُ نَاءَ بِهِ الجَمَلُ"، فالتعبيرين في ظاهرهما يعطي نفس المعنى بصفة عامة، ولكن بالتدبر تجد أن العبارة الأولى تؤكد ثقل الحمل وتركز عليه أكثر من العبارة الثانية التي تركز أكثر على حال الجمل الذي قد ينوء به الحمل لضعف فيه أو هزال. وكذلك الحال فإن ما جاء في الآية الكريمة "... لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ..."، تؤكد على أن المفاتيح هي التي فعلت الميلان بثقلها، بينما عبارة صاحبنا "لتنوء بها العصبة)، لا تعطي هذا البعد. وسيظهر ذلك أكثر بإعراب العبارتين لاحقاً.

ثالثاً: إعراب قوله تعالى: (... « مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ » ...):
ما: ... اسم موصول مفعول به ثان،
إِنَّ: ... حرف مشبه بالفعل، تنصب إسمها، وترفع خبرها،
مَفاتِحَهُ: ... "مفاتحَ" اسم "إنَّ" منصوب بها بالفتحة، وهو مضاف، و "الهاء" ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة،
لَتَنُوأُ: ... "اللام" إبتدائية – جاءت بعد "إنَّ" المكسورة، للتوكيد - "مزحلقة" ... و «تنوء» فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر تقديره "هي"، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إنَّ،، والجملة الاسمية المكونة من (إن وإسمها وخبرها) صلة الموصول "ما".
بِالْعُصْبَةِ: ... "الباء" حرف جر و "العصبة" مجرور بالباء، وشبه الجملة من الجار والمجرور متعلقان بالفعل "تنوءُ"،
أُولِي الْقُوَّةِ: ... " أُولِي" صفة العصبةِ، مجرورة بجرها، وهي مضاف، و " الْقُوَّةِ" مضاف إليه مجرور بالمضاف وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
أين هذا الخطأ المزعوم أيها العبقري الفذ؟؟؟

الآن دعنا نعرب عبارتك المشوهة المفتراة التي قول فيها: ("إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ « بِها الْعُصْبَة » أُولِي الْقُوَّةِ")، ليقف القاريء على جهلك باللغة العربية، حتى من حيث التراكيب النحوية البسيطة، فكيف إذاً يستقيم عقلاً أن تفهم التراكيب البلاغية والبيانية وفن البديع؟؟؟:
لَتَنُوأُ: ... "اللام" إبتدائية – جاءت بعد "إنَّ" المكسورة، للتوكيد - "مزحلقة" ... و «تنوء» فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر تقديره "هي"، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إنَّ،، والجملة الاسمية المكونة من (إنَّ، وإسمها، وخبرها) صلة الموصول "ما".

ولكن تبدأ إشكالية صاحبنا من عبارة (بِها الْعُصْبَة أُولِي الْقُوَّةِ)، فإذا أعربناها وصلنا إلى الخلل المنهجي والعلمي والفكري الذي إختص الله تعالى به صاحبنا،، لأن هذا التشويه من الناحية النحوية يقتضي أن تكون العبارة هكذا: (بِهَا العُصْبَةُ أُولُو القُوَّةِ)، وليس كما إدعى أبو جهل، لأن الجار والمجرور يعتبر خبر مقدم والإسم الذي بعده يكون مرفوعاً على أنه مبتدأ مؤخر وجوباً،، وبالتالي فلابد من أن تكون صفة المرفوع مرفوعة،، أليس كذلك يا عبقري زمانك؟؟؟ .... أنظر الآن إلى إعراب خطرفتك الفارغة،، من ناحية لغوية فقط،، ولن أدخل في نسفك تماماً للمعنى والمحتوى والتصوير البلاغي والبياني الذين لم يصبح الوضع لائقاً بهما. فهل سمع أحد قط أن صفة المرفوع تأتي مجرورةً (العُصْبَةُ أُولِيْ !!!!!!)، رحم الله سيباويه، بأن عفاه من هذا الحمل الثقيل، وصبرنا نحن على مجابهة هذا الغباء ... آمين:

بِها: ... "الباء" حرف جر و"الهاء" ضمير متصل مبني على السكون في محل جر،، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم لمبتدأ مؤخر "وجوباً"،
العصبةُ: ... مبتدأ مؤخر، مرفوع بالضمة الظاهرة،
أُولِو الْقُوَّةِ: ... " أُولِو" صفة العصبةُ - فصفة المرفوع مرفوع مثله - بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، و " الْقُوَّةِ" مضاف إليه مجرور بالمضاف وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

يقول الله تعالى في سورة الرعد: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ «« وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ »» 13)، صدق الله العظيم.



**********************************************************

الخطأ 16
قال الله تعالى في سورة الروم (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ 7)، فإدعى أبو جهل بأن هذه الآية الكريمة المعجزة بها خطأ لغوي وإنشائي،، ظناً منه أن الضمير "هم" الثاني بالآية الذي جاء في عبارة " هُمْ غَافِلُونَ"، وصفه بأنه "لغو وحشو"،، وقال إن الصحيح هو: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ غَافِلُونَ)... لن نكرر ما قلناه عنه، فقد أصبح معلوماً بالضرورة،، المهم عندنا وضع ما قاله بميزان اللغة والنحو والبلاغة، فلنبدأ بإعراب الآية الكريمة المعجزة فيما يلي:

يَعْلَمُونَ: ... فعل مضارع مرفوع بثبوت النون – لانه من الأفعال الخمسة – و "واو الجماعة" فاعل، ظاهِراً: ... مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة،، والجملة إستئنافية، لا محل لها من الإعراب،
مِنَ الْحَياةِ: ... "من" حرف جر، و "الحياة" إسم مجرور بالحرف "من" وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور، متعلقان بما قبلهما،
الدُّنْيا: ... صفة الحياة، مجرورة مثلها بالكسرة الظاهرة،
وَ هُمْ: ... "الواو" واو الحال،، والضمير "هُمْ" ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
عَنِ الْآخِرَةِ: ... "عن" حرف جر، و "الآخرةِ" إسم مجرور بــِ "عن"، وعلامة جره الكسرة الظاهرة،، والجار والمجرور في محل رفع خبر مبتدأ "مقدم وجوبا"،
هم غافلون: ... "هم"، ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثاني، و "غافلون" خبر المبتدأ الثاني،، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع مبتدأ مؤخر للخبر المقدم "عَنِ الْآخِرَةِ "... والجملة من المبتدأ الأول وخبره في محل نصب حال.
من الملاحظ البيانية والبلاغية أن الضمير "هم" الثانية كان لها دور بالغ في زيادة تأكيد "غفلة" الذين يعلمون طاهراً من الحياة الدنيا، وليست كما إدعى صاحبنا بأنها "لغو وحشو"، لأنه إن كان كما يدعي لما أمكن إعرابه بهذا الإحكام اللغوي والتفنن البديعي.
أين هذا الخطأ اللغوي والإنشائي الذي تدعيه سفهاً بغير علم، يا عبقرى زمانك وأوانك؟؟؟

يقول تعالى في سورة هود: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ « قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ » وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ « إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ » 13)!!!، (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ « فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ » « وَأَن لَّا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُو»َ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ؟؟؟ 14).



**********************************************************

الخطأ 17
قال الله تعالى في سورة الروم: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ-;- أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ 10)، فإدعى أبو جهل بأن هذه الآية الكريمة المحكمة بها خطأ وفقاً لقدراته البلاغية والنحوية المحدودة، فظن وإدعى أن "واجب القول برفع كلمة (عاقبةً) على أنها إسم كان مرفوع بها،، وهذا يضاف إلى رصيده من الإخفاقات والتداعيات والتردي في قدراته البيانية واللغوية، كما سنؤكده أكثر عندما نتناول هذه الآية.

ويضيف أيضاً "قوله بأن القرآن يستعمل دائما عبارة تقول: "كيف كان عاقبة ..." بدلاً عن "كيف كانت عاقبة ...". وهذا يوصلنا لنفس التشخيص عن حالته وقدراته وأفقه الضيق في فهم القرآن الكريم.

أولاً: علينا إذاً،، أن نبدأ بميزان اللغة والنحو فنعرب الآية الكريمة لنقف على أسرار بنائها النحوي المحكم، ثم نعرج على تراكيبها البلاغية والبيانية وإضاءاتها في علم وفن البديع: قال تعالى (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ-;- أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ)، فاي تلميذ مستجد في علم النحو يدرك أن الآية تقول ما معناه: (ثم كان السُّوأَىٰ-;- عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا) ولكن بهذا التركيب الهزيل لا تصلح لأن تكون في كتاب الله المبين المعجز، وإنما أصلح مكان لها هو موقع الفيسبوك للدعي عبقري زمانه أبي جهل القرن الواحد وعشرين+.

ثانياً: دعونا من هذا الصخب ولنذهب إلى ساحة الإعراب، لحسم هذا الأمر بالدليل والحجة:

ثُمَّ كانَ: ... "ثم" حرف عطف،، و "كان" فعل ماض ناقص يرفع إسمه وينصب خبره،
عاقِبَةَ: ... خبر "كان" مقدم "جوازاً"، منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف،
الَّذِينَ: ... إسم موصول "مضاف إليه"،، مبني على الفتح في محل جر بالإضافة،
أَساؤُا: ... "أساء" فعل ماض مبني على الضم لإتصاله بواو الجماعة، والجملة الفعلية صلة الموصول "الذين"،
السُّواى: ... اسم كان مؤخر مرفوع بها وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، وجملة "كان" معطوفة على ما قبلها.
أَنْ: مصدرية "كَذَّبُوا" فعل ماض مبني على الضم لإتصاله بواو الجماعة، وفاعله والمصدر المؤول من "أنْ والفعل" بدل من السُّواى،

بِآياتِ اللَّهِ: ... "الباء" حرف جر، و "آياتِ" مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "كذبوا", و "آيات" مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه،
وكانُوا: ... "الواو" حرف جر، و "كانوا" فعل ماض ناقض مبني على الضم لإتصاله بواو الجماعة،
بِها: ... جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، في محل رفع خبر كان مقدم،
يَسْتَهْزِؤُنَ: ... فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة الفعلية في محل نصب خبر "كانوا"،، وجملة كانوا .. معطوفة على ما قبلها.
فكما ترى،، يستحيل أن نرفع خبر كان المقدم وننصب إسمها،، أما التقديم والتأخير فهذا شأن علم البديع ... لا شأن لكم به فدعوه في سنبله.

أما عن الذي لاحظتموه ولم تفهموه من التعابير البلاغية البيانية القرآنية فلكم العذر في ذلك،، فالأمر يحتاج إلى تدبر والتدبر يحتاج إلى إيمان وعلم وهذان معاً بالطبع يحتاجان إلى بصيرة سليمة متقدة.
نعم،، القرآن دائما يستعمل عبارة "كيف كان عاقبة ..." وليست العبارة التي أشكلت على صاحبنا: فظن أن القرآن أخطأ في تذكير الفعل بدلاً عن تأنيثه ليكون (كيف كانت عاقبة ...). وقد عدد بطلنا الهمام عدة آيات إشتملت على نفس الصيغة فإستشهد بآيات من سورة الأعراف، مثل قوله تعالى: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ « كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ » 84)، وقوله: (وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا « كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ » 86)، وقوله أيضاً: (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ-;- بِآيَاتِنَا إِلَىٰ-;- فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ « كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ » 103)،
وفي سورة فاطر إستشهد بقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا « كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ » وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا 44)، ثم إستشهد بقوله تعالى في سورة النمل: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ « كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ » 14).
نرد عليه في ذلك بالتفصيل ليعرف أو لعله يتحسس شيء من إعجاز القرآن الكريم،، فنقول:

أولاً: فلنبدأ من سورة الأعراف، حكى الله تعالى لنبيه الخاتم صلى الله عليه وسلم حال أمم سابقة عصت أنبياءها ورسلها فأنزل الله عليهم عقابه وإستأصل شأفتهم وجعلهم أيات بينات لم يبق منهم سوى آثارهم التي تشهد عليهم وعلى ما حدث لهم وهي شاخصة حتى الآن وقد أخرجت الحفريات والتنقيب عن الآثار أغلبها، حتى بقية آثار سفينة نوح عليه السلام عثر على حطامها على الجودي، فمثلاً حكى الله تعالى عن فساد قوم لوط بينه بقوله (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ 80)، فقال لنبيه: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا « فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ » 84):

1. فعندما يقول الله تعالى لنبيه الكريم "أنظر"، هل يعقل أن يكون قصده النظر إلى المطر الذي أمطره الله على هؤلاء الأشقياء التعساء؟ فإن كان القصد هو النظر إلى "المطر" كعاقبة للمجرمين،، لجاز القول بتأنيث الفعل (أنظر كيف كانت ...)،
أليس المقصود هنا من "أنظر"، هو النظر إلى "أثر" تلك العاقبة المخزية للمجرمين؟ فإن كان المقصود هو أثر المطر الذي يدل على العاقبة، إستحال التأنيث مع الفعل، ولا بد من القول بالتذكير هكذا: (فأنظر كيف « كان » عاقبة المجرمين),
وكذلك الحال مع قوم صالح، الذين عصوا رسولهم صالح فأنزل الله عليهم عقابه وإنتقامه على ذبحهم الناقة، قال: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ 78)، فآثار هؤلاء التعساء معلومة للناس وهي موجودة في الحجاز، حيث توجد في قريه جنوب المملكه اسمها حقال. وكذلك قوم شعيب "مدين"، الذين فسدوا وأفسدوا وظلموا، حتى قال تعالى فيهم وَإِلَىٰ-;- مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰ-;-هٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَٰ-;-لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 85) ثم قال لهم: (وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا « كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ » 86). فعندما يذكرهم الله بما فعله بالمجرمين قبلهم، وهم لم يكونوا شهوداً وليس أمامهم سوى آثارهم، تحكي ما حدث،، ويقول لهم "أنظروا!!!"، هل يقصد بذلك مشاهدتهم لتلك الأحداث ماثلة أمامهم أم هو أثر تلك الأحداث الرهيبة؟؟؟ إذاً،، لا بد أن يكون المقصود من كلمة "أنظروا" ، لفت نظرهم إلى أثر العذاب والدمار الذي حل بهم فتكون العبارة (أنظروا كيف كان أثر عاقبة المفسدين). لأن كلمة "كانت" يفهم منها أنهم ينظرون الآن إلى العذاب.

وأخيرا قال لنبيه الكريم: (تِلْكَ الْقُرَىٰ-;- نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ كَذَٰ-;-لِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ-;- قُلُوبِ الْكَافِرِينَ 101)، كان ذلك قبل موسى عليه السلام. وقال له حتى بعد موسى لم يتغير حالهم، بل وقعوا في نفس الشر الذي أهلك الله الأمم السابقة بسببه، قال: (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ-;- بِآيَاتِنَا إِلَىٰ-;- فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ 103).

قال تعالى في سورة فاطر: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ-;- ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰ-;-كِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ-;- أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا 45)،

**********************************************************

الخطأ 18
قال تعالى عن بني إسرائيل في سورة الأعراف: (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ-;- مُوسَىٰ-;- إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ-;- كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰ-;-كِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ 160)، فإدعى صاحبنا أن قوله تعالى (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا...) تعبير غير صحيح لغةً وإنشاءاً،، وتوهم بأن الصحيح هو (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثني عشر سبطا)،، لذا نقول له خاب ظنك وفألك،، للأسباب الآتية:
أولاً: السبط ليس فرداً كما يتراءى له، وإنما هم أمة أو قبيلة،، وقد بينها الله تعالى بوضوح عندما
قال (...أَسْبَاطًا أُمَمًا ...)،

ثانياً: فمجموع السبط أسباطاً، ومجموع الأمة أمماً فما دام ذلك كذلك، فإن الله تعالى قد قطعهمم إلى مجموعات من الناس، كل مجموعة هي سبط، وكل مجموعة (سبط) قطعها الله تعالى إلى (أمم) وليس أمة واحدة،، وبالتالي فلن يستقيم المعنى إلَّا بعبارة واحد فقط لا بديل لها وهي ما وردت في الآية الكريمة (...اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ...).

ثالثاً: عبارة صاحبنا التي يقول فيها (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثني عشر سبطا)، لا معنى لها ولا مدلول سوى أن صاحبها يبحث عن مآخذ ينفذ منها،، فإذا به ينشر ما بداخله من غل وعدوان على الملأ ولم يتحسب للخزي والخزلان الذان في إنتظاره. وها هو ذا قد فقد مصداقيته بجانب ذلك أصبح لا يملك ما يحاجج به عن نفسه لا بعلم ولا بحجة أو برهان.


**********************************************************

الخطأ 19
قال تعالى في سورة الأعراف: (فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا « فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ » 190)، فكالعادة وقع الدعي في نفس أخطائه المنهجية المتأصلة والغائرة في وجدانه وفكره،، فإدعى أن الآية الكريمة المحكمة فيها خطأ، ظاناً أن عبارة «... فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ...» التي جاءت في الآية ينبغي أن لا تأتي كلمة "يشركون" جمعاً وإنما تأتي بالتثنية "يشركان"، فلو أنه صبر قليلاً ونظر إلى ما بعد هذه الآية لحفظ ماء وجهه ولرفع الحرج عنه قليلاً،، ولكن لعل الله قد مكر به وجعله في هذا الضلال المبين المخزي. ولا أدري حقيقةً لماذا لم ينظر إلى الآيات القليلة التي بعدها مباشرة لحافظ على الأقل على مصداقيته أمام مريديه وأتباعه. صدق الله تعالى إذ يقول في المكذبين الضالين: (صم، بكم، عمي، فهم لا يرجعون). الهم لا تغضب علينا ولا تجعلنا مسخاً فإننا لا نقوى على عضبك ولا طاقة لنا من إنتقامك. على أية حال ليس لنا بد من أن نفند ما جاء به صاحبنا ليميز الله الخبيث من الطيب ... فنقول فيما يلي:

أولاً: هل الله يتعالى فقط عن شرك واحد أو شركان، أو مجموعة محددة من الشرك؟؟ أم أنه سبحانه يتعالى عن كل أنواع الشرك منذ بدأ الخلق وإلى أن تقوم الساعة؟؟؟ إذاً الشرك الذي يتعالى عنه الله تعالى لا يمكن أن يعبر عنه بالإفراد أو التثنية،،، بل لا بد من أن تأتي بصيغة الجمع.

ثانياً: ليس الضمير عائد الإثنين المعنيين هنا أيها العبقري الذكي اللماح،، بل الضمير يعود على الآلهة العديدة التي يشركونها مع الله تعالى.

ثالثاً: فلننظر إلى بعض الآيات التي تلت هذه الآية لنعرف أن أبي جهل قد أعماه الله عن الحق والحقيقة، وسخر منه وعراه أمام أنصاره المتوهين المضللين: قال تعالى (أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ 191)، يقصد الآلهة، (وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ 192)، يقصد الآلهة، (وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ-;- لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ 193)، يقصد الآلهة أيضاً، (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 194)، الآلهة أيضاً، (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ 195).

لقد قلنا لكم مراراً وتكراراً ألَّا تلعبوا بالنار فتحرق أصابعكم،، فكتاب الله تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،، ولكنكم قوم تفرقون.


**********************************************************

الخطأ 20
قال تعالى في سورة الفرقان: (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ 7)، فإختلط الأمر لدى صاحبنا وأشكل عليه أن رأى حرف الجر "لــِ" قد إنحاز إلى إسم الموصول "ما"، فصارت منهما الكلمة "مَالِ"، فتوهم بأنها جريمة لا تغتفر في حق اللغة العربية وعلم البيان،،، ويجب على مرتكبها أن توقع عليه أقصى العقوبة وهي الإعدام،، لأنه شوه اللغة وداس على كرامتها وقدرها،،، الخ،، فأقام الدنيا وأقعدها على نسق (... يابا علمني الهيافة ...)،، فهو يناضل بشراسة حتى يعيد لإسم الإشارة المظلوم "هذا" حقه "تالت ومتلت"، بعد نزعه عنوة من الإسم الموصول الظالم المعتدي "ما" ليصبح إسم الإشارة هكذا: "لهذا". ما هذا الهراء والسفه يا رجل؟؟؟

على أية حال نذكر بأن بطلنا الهمام قد فعل نفس الشيء فيما سبق،، تحديداً في خطئه رقم 8 الذي إعتدى فيه على الآية الكريمة التي قال الله تعالى فيها: (وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا « مَالِ هَذَا الْكِتَابِ » لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا 49) والذي عالجناه بإسهاب في موضوعنا السابق (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1)،، تحت عنوان "خطأ8"، وأعربناه بصوره الثلاثة التي كلها صواب،، نرجوا الرجوع إلى الموضوع الأول بدلاً من أن نكرره هنا أيضاً. فإشكاليته مع عبارة « مَالِ هَذَا الرَّسُولِ » هي نفس إشكاليته مع عبارة « مَالِ هَذَا الْكِتَابِ ».

فقول صاحبنا: ((-- ما رأيكم زاد فضلكم؟ أرجو من المعلقين الإشارة إلى رقم الخطأ في مداخلاتهم --))، نرد عليه بقولنا،، إطمئن،، لن نرد أو نعلق على خطأ إلَّا وإلتزمنا بتوثيقه برقم الخطأ ورقم الصفحة كذلك،، أما رأينا،، فنشجعك من قلوبنا أن تستمر في أخطائك فقط نتمنى عليك أن تدلوا بدلوك كاملاً فنحن في إنتظار الخدمة والرد السريع والدقيق،، فقط تحرى الآمانة والموضوعية.



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
- هل للاسلام إله غير اله اليهود:
- تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
- فّلْنَعُدْ إلَىْ رُشْدَنَاْ وَنُحَكِّمْ عُقُوْلَنَاْ:
- الجُبُّ والجَّيْبُ والحِجَابُ في أدبيات الكَذَّابَ:
- تعليقنا على: بين اسلام مكة واسلام المدينة:
- تعليق على سامي الذيب - صورة الحمار:
- ردنا على تعليق: أحمد حسن البغدادي - (قل هو الله أحد):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الثاني:


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2: