أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إبراهيم ابراش - زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قيادة (الربيع العربي) إلى (جماعة إرهابية)















المزيد.....

زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قيادة (الربيع العربي) إلى (جماعة إرهابية)


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 21:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بسرعة تنقلب وتتداعى المواقف والأحداث في العالم العربي من حولنا . قبل ثلاث سنوات كان العالم العربي منقسما ما بين معسكر اعتدال ومعسكر ممانعة وكان موضوع الانقسام يدور حول الموقف من المقاومة والتسوية،وكانت سوريا والجزائر وليبيا وحزب الله وحركة حماس و(قطر) ! تمثل معسكر ممانعة ،والبقية معسكر اعتدال و بعض الدول وقفت موقفا محايدا ، مع بداية ما يسمى الربيع العربي تفككت التحالفات السابقة وتأسست تحالفات جديدة غير واضحة المعالم حتى الآن . لم تكتمل السنوات الثلاث حتى تبددت وتزعزعت كل المراهنات على ما كان يُعتقد أنه ربيع عربي ليتجاوز ذلك لإدخال العالم العربي في دوامة سياسية تُحيلنا إلى (الفوضى البناءة) التي بشرت ودعت لها الإدارة الأمريكية منذ عقد من الزمن .
لم تقتصر هذه التداعيات على تبديد الحلم بالتغيير من خلال الثورة بل وصل الأمر لأن تنقلب المواقف تجاه القوى التي كان يُعتقد أنها قوى التغيير والثورة وينقسم العالم العربي ما بين أغلبية تعارض ما جرى ويجري تحت عنوان الربيع العربي الذي تقوده واشنطن وتعارض كل من ما زال متمسكا بوهمه، وأقلية تقودها دولة قطر وجماعة الإخوان أو تقتصر عليهما ما زالت تصر على مناهضة تيار الثورة على الثورة . كما انقلبت توجهات الجماهير العربية من مناهضة الاستبداد والمطالبة بالديمقراطية إلى البحث عن الزعيم أو (المستبد العادل) من خلال معادلة عربية جديدة تقوم على صناعة الزعيم الجديد ثم تمريره من خلال الانتخابات .
كانت البداية في مصر حيث خرجت الجماهير يوم 30 يونيو 2013 في أكبر حراك شعبي مطالب بإسقاط حكم مرسي ألإخواني المنتخب من الشعب قبل سنة من ذاك التاريخ ،وهذا ما تم يوم 3 يوليو حيث تولى العسكر حكم البلاد ، وتلا ذلك حزمة من القرارات والإجراءات حولت الإخوان من حزب حاكم ومن جماعة تقود ما يسمى الربيع العربي إلى جماعة إرهابية بقرار رسمي وأمتد الأمر ليصيب حركة حماس الفلسطينية حيث حكمت محكمة مصرية قبل أيام حكما أوليا باعتبارها جماعة محظورة في مصر ، ومن مصر إلى السعودية والإمارات والكويت حيث سحبت هذه الدول سفراءهم من قطر بعد أن نفذ صبر الحليم على تمادي حكام قطر الذين حولوا أنفسهم وبلدهم لأداة في خدمة السياسة الأمريكية الهادفة لزعزعة استقرار بقية الدول العربية التي نجت من مؤامرة (الربيع العربي) موظفين جماعة الإخوان المسلمين وكل جماعات التطرف الديني كأداة بمباركة ودعم من واشنطن والغرب وتركيا، وتلا ذلك اعتبار السعودية أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ، وقد سبق أن أعلنت دولة الإمارات أن جماعة الإخوان تتآمر للقيام بانقلاب في دولتهم .
قد يتساءل البعض وهل الدول الخليجية التي ناصبت قطر وجماعة الإخوان المسلمين العداء تحكمها أنظمة ثورية وقومية وديمقراطية وأنها معادية للسياسة الأمريكية الخ ؟ لا شك في وحدة حال دول الخليج من حيث طبيعة أنظمة الحكم وحتى من حيث علاقتها مع واشنطن والغرب بل ونزيد على ذلك في موقفها المتخوف من ربيع عربي حقيقي قد يمتد لبلدانها، ولكن .. مؤسسة القيادة تختلف من بلد لبلد من حيث عقلانيتها وعمقها العروبي ومن حيث قدرتها ورغبتها في بقاء هامش من استقلالية القرار عن واشنطن عندما تصبح مصالح البلد القومية مهددة ، كما أن درجة الارتباط والتبعية مع الغرب تختلف من بلد لبلد ، يُضاف لذلك أن حجم ووزن البلد إقليما وتركيبته السكانية يلعب دورا في تباين السياسات . فصغر مساحة قطر وقلة عدد سكانها وتفكك الأسرة الحاكمة وغياب قيادات حكيمة فيها الخ ، حوَّل قطر إلى أداة تابعة بالمطلق لواشنطن حيث توجد أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط وجعل قطر عرابة كثير من القضايا التي تريد واشنطن التدخل وتوجيه الأمور فيها لخدمة مصالحها ولم تكن قناة الجزيرة بعيدة عن هذا الدور من خلال إثارتها للفتنة .
وبالتالي فإذا كانت دولة قطر حصنت نفسها من أية حالة عدم استقرار ومن تدخل جماعات الإسلام السياسي وخصوصا المتطرفة منها من خلال دورها في صناعة وتمويل كثير من هذه الجماعات ، ومن خلال تسليم أمورها الأمنية للقوات الأمريكية المرابطة فيها ،ولأن مساحتها وعدد سكانها القليل يجعل من السهل التحكم فيما قد يجري فيها من محاولات فوضى أو فتنة ،فإن العربية السعودية تتخوف على استقرارها ومن فتنة تصيبها على يد جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية المتطرفة ، لكبر مساحتها وكثرة عدد سكانها مقارنة بدولة قطر ، ولطبيعة تركيبتها السكانية، بالرغم من أن دول الخليج و العربية السعودية تحديدا كانت وراء وجود وتمويل هذه الجماعات بداية الثمانينيات قبل أن تنقلب عليها. أيضا قطر لا يمكن أن تكون عنوانا لحالة وحدوية عربية أو إسلامية وحتى خليجية ،وقد فشلت كل محاولات حمد بن خليفة آل ثاني منذ انقلابه الأبيض على أبيه عام 1995 أن يفرض حضوره كزعيم عربي أو إسلامي أو خليجي بل كانت قطر سببا في ضعف مجلس التعاون الخليجي ، ولكن العربية السعودية يمكنها أن تكون عنوانا أو قطبا يُحسب له حساب أو قوة تؤثر في تحالفات وتوازنات المنطقة من خلال وقوفها إلى جانب محور على حساب محاور أخرى كما جرى في عهد الملك فيصل منتصف السبعينيات وكما يجري اليوم بوقوفها إلى جانب مصر والفريق السيسي .
لأن القضية الفلسطينية ارتبطت تاريخيا بمحيطها العربي والإسلامي فهناك عرب ومسلمون يريدون توظيف القضية بما تمثله في العقل والضمير الجمعي العربي والإسلامي من تقدير واحترام وقدسية لخدمة مصالحها وأجندتهم ، وهناك أطراف فلسطينية ربطت مصيرها ومصير القضية الفلسطينية بهذا الطرف العربي أو الإسلامي أو ذاك إلى درجة إدارة الظهر للمشروع الوطني والمصالحة الوطنية .إن كان انقلاب المواقف والتحالفات يُضعف الحالة العربية ويُربك المشهد السياسي العربي في المدى القريب فإنه بالتبعية الجغرافية والأيديولوجية والسياسية يُضعف ويربك المشهد السياسي الفلسطيني وبالتحديد حركة حماس.
كان من الممكن أن يكون تأثير ما جرى مع جماعة الإخوان المسلمين من تصنيف كجماعة إرهابية من أكثر من دولة عربية أقل وطأة على الفلسطينيين لو أن حركة حماس المصرة حتى الآن على أنها جزء من الإخوان المسلمين لم تكن حزبا حاكما في قطاع غزة ،لكن لكونها كذلك ستترتب تبعات ثقيلة وخطيرة على الشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة .فهل يمكن لمصر والسعودية والإمارات أن تتواصل مع قطاع غزة وتقدم الدعم والتمويل للسكان من خلال حكومة تقودها (جماعة إرهابية )؟ وكيف يمكن لهذه الدول وخصوصا مصر أن ترعى مصالحة وطنية أحد طرفيها حركة مصنفة عندها كحركة إرهابية ؟. هذا بالإضافة إلى تأثير القرار على نظرة الشعوب للفلسطينيين وتعاملها مع الفلسطينيين الذين يعيشون في بلدانهم وخصوصا ممن ينتمون لحركة حماس .
أخشى من أيام صعبة قادمة على قطاع غزة وعلى الفلسطينيين بشكل عام ،وفي الوقت الذي أتمنى فيه من حركة حماس من أجل المصلحة الوطنية ومن أجل مصلحتها لأنها جزء من الشعب، ورأفة بأهل قطاع غزة الذين لا يستحقون ما يعانوه من ويلات أن تعيد النظر ببعض مواقفها وسياساتها وأن تنهج على الأقل نهج إخوان تونس وإخوان الأردن ،وفي نفس الوقت أتمنى من الدول العربية وخصوصا مصر والسعودية أن لا يأخذوا حركة حماس بجريرة أعمال جماعة الإخوان المسلمين في بلدانهم لان كل تضييق على حركة حماس يدفع ثمنه أمنيا واقتصاديا ونفسيا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تخذلوا الرئيس أبو مازن كما خذلتم الرئيس أبو عمار
- ما يجري في مصر يُعيد الديمقراطية لأسئلة البدايات
- عندما يَكثُر (القادة) وتغيب مؤسسة القيادة
- الثورة والديمقراطية وحكم العسكر
- الوطن أهم من الدولة والسلطة
- حركة فتح وغزة وخطة كيري: أية علاقة ؟
- بيت المقدس براء من (أنصار بيت المقدس)
- ماذا يجري ل / وفي تنظيم فتح في قطاع غزة ؟
- التقارب بين حماس ودحلان : لصالح من ؟ وعلى حساب من؟
- صراع على السلطة والثروة وليس ربيعا عربيا
- المشروع الوطني الفلسطيني
- ما وراء استهداف الفلسطينيين في سوريا ومصر
- أهمية تحرير المصالحة الوطنية من شرط الانتخابات
- خطورة الجمع بين الثروة والثورة والسلطة في الحالة الفلسطينية
- مع بداية عام 2014 نودع ثلاثة أوهام
- من المسئول عن إعاقة استنهاض حركة فتح ؟
- حماس ليست حركة إرهابية ولكن عليها الاختيار بين : فلسطين أو ا ...
- عام 2013 يكشف أوهاما وعام 2014 يثير تخوفات
- خطة كيري تضع الرئيس الفلسطيني أمام خيارات صعبة
- مستقبل السلطة الفلسطينية بعد الاعتراف الأممي بفلسطين دولة مر ...


المزيد.....




- نا ب? ?اگواستني حزب و ??کخراو?کاني کوردستاني ئ?ران ل? ئ?ردوگ ...
- الاحتجاجات ضد الكهرباء تتصاعد والشيوعي يحذر من قمع التظاهرات ...
- ماذا لو انتصر اليسار في فرنسا ؟؟
- مباشر: وقفة احتجاجية أمام البرلمان للتنديد بالإبادة الجماعية ...
- عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري تحتج ب ...
- لبناء التحالفات شروط ومبادئ
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 561
- الفصائل الفلسطينية تحيي ذكرى مرور 40 يوم على استشهاد الرئيس ...
- غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي ...
- بعد قانون مثير للجدل.. شاهد لحظة اقتحام متظاهرين غاضبين للبر ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إبراهيم ابراش - زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قيادة (الربيع العربي) إلى (جماعة إرهابية)