عبدالله خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 09:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع تدفقِ الثروةِ النفطية وهيمنة القوى البيروقراطية على الثروات العامة في ظل أبنيةٍ اجتماعية تقليدية محافظة لم يعد من الممكن سير المشرق إلى الإمام والتقدم الديمقراطي الحديث.
فكانت الثروات بأيدي هياكل تقليدية كرست القديم والماضي.
كان الأساسُ الأيديولوجي الصارخ لهذه المرحلة هو(الصحوة الإسلامية) التي عنت التشبث بالبنى الإقطاعية، ومنع التطور الديمقراطي العلماني الحديث، والانفصال عن الدول العربية المتجهة إلى الحداثة والانفصال عن جوهر التحولات الصناعية الديمقراطية العالمية.
كان المسار على مستوى الجوانب المادية متقدماً فهو نقلٌ من الدول المتطورة، أما في البناء السياسي الاجتماعي فهو محافظٌ يعود إلى الوراء. ولهذا فإن الأبنية الاقتصادية الاجتماعية تفسد مع الزمن، لغياب التوزيع الديمقراطي للسلطة والثروة.
توجهت الفوائضُ الاقتصادية للفئات العليا التي وجهته نحو الاستهلاك العسكري والاستهلاك البذخي والبناء الاقتصادي المحدود، ولم تكن مختلف العمليات الاقتصادية السياسية تتوجه إلى النماذج الحديثة الديمقراطية، وكان هذا تآكلاً عميقاً، تجسد في ظهور هياكل الدول والجماعات السياسية الشمولية، وقد سبقت الدولُ العسكرية كالعراق وسوريا واليمن وإيران غيرها في صعود الأزمة البنيوية نظراً إلى مركزة السلطات وشخصنتها، الأمر الذي قاد إلى انهيارات كبرى متدرجة متصاعدة في هذه الدول تداخل ذلك مع مسار الدول المشرقية الأخرى ودول آسيا عامة.
لم تستطع الدول الأخرى كدول الخليج طرح نموذج آخر، فهي واصلت العودة إلى النظام التقليدي، وقلدت الدول الأخرى، ولم تتوقف عن النزول فيه بسبب اعتماد الهياكل على المسار نفسه، أي على البناء الاستهلاكي الاقتصادي المتعدد الأشكال، مع غياب البنى الإنتاجية المحولة للمجتمعات.
انهيارات وأزمات الدول المشرقية الشمولية تصاعدت وتداخلت، وقد فرزتها الحربُ أو الثورة، وهما شكلان لمضمونٍ واحد هو عجز القوى الحاكمة والمعارضة عن البناء الديمقراطي، أي عن تداول السلطة والثروة.
وقد بينت التجارب الراهنة الطريق المسدود لهذا الطريق.
حين تفشل الثورة تتحول إلى حرب وحين تتفجر الحرب تقضي على الثورة والثروة.
لم يعد من الممكن سوى العودة إلى المسار العالمي الديمقراطي في كل هذه الدول بحيث تكون تحولات شاملة منسجمة بين بعضها البعض، وذلك لن يكون إلا بهزيمة التطرف الارتدادي.
مسئولية القوى الطليعية في المنطقة هي الدعوة إلى ذلك وتحويلها إلى مسار شعبي.
#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟